** الحادث الارهابي الذي ضرب الكنيسة البطرسية الملاصقة للكاتدرائية المرقسية بمنطقة العباسية لا يمكن وصفه إلا بالعمل الجبان والخسيس لأنه استهدف أسراً من نساء وأطفال أثناء أداء الصلاة والتعبد في إحدي دور العبادة التي أوصانا الرسول الكريم "صلي الله عليه وسلم" بعدم هدمها حيث قال "عليه الصلاة والسلام": "استوصوا بأقباط مصر خيراً فإن لهم ذمة ورحماً".. "صدق رسول الله صلي الله عليه سلام". وإذا عدنا إلي تاريخ الفتح الإسلامي لمصر لوجدنا أن عمرو بن العاص لم يهدم كنيسة أو ديراً ولم يؤذ قبطياً.. وحينما أرسل أحد أقباط مصر رسالة إلي عمر بن الخطاب يشكو إليه من أن عبدالله بن عمرو بن العاص ضربه قائلاً: "أنا ابن الأكرمين".. فما كان من الفاروق عمر بن الخطاب إلا أن أرسل طالباً حضور عبدالله بن عمرو بن العاص والقبطي.. وطلب من القبطي المصري أن يضرب عبدالله بن عمرو قائلاً له: "اضرب ابن الاكرمين".. وهذا ما فعله الفاروق عمر الذي نفذ وصية الرسول "عليه الصلاة والسلام". ولعلي لا أبالغ في القول بأن الشعب المصري من أكثر شعوب الأرض قاطبة في التعايش فعلي أرض المحروسة عاش المسلمون والمسيحيون في نسيج واحد لم يستطع أي أجنبي أو احتلال أن يضرب هذا النسيج الذي لم يجعل من الاختلاف في الدين أو العقيدة مدعاة للتقاتل أو التناحر والاحتراب فمصر المحروسة لم يشهد تاريخها انقساماً طائفياً أو عقائدياً إلا بعد ظهور جماعة "الاخوان الارهابية" التي أنشأتها المخابرات البريطانية.. ومازالت ترعاها منذ تكوينها وحتي الآن.. وهي أي المخابرات البريطانية تحتضن التنظيم الدولي لهذه الجماعة الارهابية وأعضاءه في لندن. لم أتوقع أن تتمكن أجهزة الأمن بقيادة الوزير اللواء مجدي عبدالغفار وزير الداخلية من فك لغز الحادث الإرهابي الجبان أثناء صلاة القداس بالكنيسة أمس الأول "الاحد". ولم أتوقع كما لم يتوقع الكثيرون غيري أن يتم فك الجريمة الغادرة قبل مرور 24 ساعة علي ارتكابها وأن يعلن الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية اسم مرتكبها عقب تشييعه جثمانين الضحايا في جنازة عسكرية شعبية. وبعيدا عن التحقيقات الجارية الآن فإن هذا العمل الخسيس والجبان لن يزيد المصريين إلا توحداً واتحاداً وإصراراً علي محاربة الإرهاب واجتثاث جذوره مهما كان الثمن ومهما بلغت التضحيات.. ومهما تعددت المخططات الإرهابية التي تستهدف مصر واستقرارها بعد أن تمكن هذا الشعب المصري الأبي بثورته في 30 يونيو 2013 وجيشه الوطني العظيم أن يقضي علي مخطط تقسيم المنطقة بمساعدة الجماعة الإرهابية. إن مشاعر الحزن والأسي التي سيطرت علي الشعب المصري من جراء هذا الحادث الإرهابي الخسيس تؤكد أن هذا الشعب نسيج واحد.. وأن مسلميه وأقباطه تنبض قلوبهم بحب هذا الوطن وهذه الأرض الطيبة التي استقبلت أنبياء ورسلاً علي مر التاريخ وليس أجمل من أن يقول عيسي ابن مريم عليهما السلام "مبارك شعبي مصر". ولن أضيف جديداً بأن المؤامرة علي مصر وشعبها لم تنته.. وأن ما يصر الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية علي ترديده في أغلب خطاباته وتصريحاته من أن التحديات التي تواجهنا كبيرة ومستمرة.. وأن محاولات هدم الدولة لم تتوقف وأن تماسك هذا الشعب ووحدته هو سر بقاء الدولة المصرية التي تواجه تحديات لا تقوي أي دولة في العالم علي تحملها والصمود في وجهها لأنه شعب يحير العالم. وأستطيع التأكيد علي أن هذا العمل الإرهابي تم بتدبير خارجي.. وأن من يقفون خلفه سيتم القصاص منهم والثأر لدماء الضحايا ولن يفلت المجرمون من القصاص والعقاب.. وإن غداً لناظره لقريب.. ويحيا شعب مصر بمسلميه ومسيحييه. وتحيا مصر .. تحيا مصر .. تحيا مصر