* يسأل سعيد . أ من الإسكندرية: أصبت بمرض وأخبرني الأطباء بعدم امكانية الزواج طبيعياً. ولكن تطالبني أمي بالزواج من ابنة عمي بحجة أنها وحيدة ولا عائل ولا مال لها.. فما رأي الدين في ذلك؟! ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر الشريف: لقد اتفق الفقهاء علي أن الزواج سنة مشروعة. لقوله تعالي: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع" "النساء: 3". وقوله: "وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم" "النور : 32". وقوله صلي الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب. من استطاع منكم الباءة. فليتزوج. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم. فإنه له وجاء" والباءة: مؤن الزواج وواجباته. ولقد أجمع أهل العلم علي أن الزواج شرع لإعفاف المرء نفسه وزوجه عن الوقوع الحرام. وحفظ النوع الإنساني من الزوال والانقراض. بالانجاب والتوالد. وبقاء النسل وحفظ النسب. وإقامة الأسرة التي بها يتم تنظيم المجتمع. وايجاد التعاون بين أفرادها. وأنه عقد مودة وتعاضد بين الجماعات. وتقوية روابط الأسر. وبه يتم الاستعانة علي المصالح. ولكن الزواج قد يكون فرضاً إذا تيقن الإنسان الوقوع في الزنا لو لم يتزوج. وكان قادراً علي مؤن الزواج. من مهر ونفقة. ولا يخاف ظلم المرأة ولا التقصير في حقها. وقد يكون الزواج حراماً وذلك إذا تيفن الشخص ظلم المرأة والإضرار بها إذا تزوج. بأن يكون مريضاً. أو كان عاجزاً عن تكاليف الزواج. أو لا يعدل مع امرأته. لأن ما أدي إلي الحرام فهو حرام. وإذا تعارض ما يجعل الزواج فرضاً وما يجعله حراماً. بأن تيقن أنه سيقع في الزنا إن لم يتزوج. وتيقن أيضاً أنه سيظلم زوجته. كان الزواج حراماً. لأنه إذا اجتمع الحلال والحرام. غلب الحرام الحلال. ولقوله تعالي: "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتي يغنيهم الله من فضله" "النور : 33". وقد يكون الزواج مكروهاً. وذلك إذا خاف الشخص الوقوع في الجور والضرر خوفاً لا يصل إلي مرتبة اليقين إن تزوج. لعجزه عن الإنفاق. أو إساءة العشرة. أو فتور الرغبة في النساء. وقد يكون الزواج مستحباً أو مندوباً. وذلك في حال الاعتدال. أي بأن يكون الإنسان معتدل المزاج. بحيث لايخشي الوقوع في الزنا إن لم يتزوج. ولا يخشي أن يظلم زوجه إن تزوج. وحالة الاعتدال هذه هي الغالبة عند أكثر الناس. والخلاصة: إن زواجك أخي السائل من ابنة عمك بالصورة الواردة في سؤالك يكون الزواج حراماً. وذلك إذا تيقنت ظلم المرأة والإضرار بها إذا ارتبطت بك. خاصة وقد أخبرك الأطباء بأنك أصبحت عاجزاً عن تكاليف الزواج. لأن ما أدي إلي الحرام فهو حرام. وأن الله سيجعل لابنة عمك من أمرها يسراً. وسيجعل لك خيراً وأجراً عظيماً. * يسأل مصطفي سيد قطب رئيس قسم بطب القصر العيني: نويت صلاة المغرب بقلبي ولكن تلفظت بصلاة العشاء علي سبيل الخطأ؟ فهل صلاتي صحيحة؟ يجيب: يقول الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوي..." فالعبرة في الإحرام بالتكبير بما نواه الشخص وعقد النية عليه بقلبه. فالنية محلها القلب لا بما يتلفظ به لسان الإنسان.