* يسأل أحمد أبو العلا محمد "معلم قيادة بالمهندسين": زميل في العمل تجاوز سن الزواج بمراحل كبيرة. فقلت له: الزواج سنة. فلماذا لا تتزوج؟ فقال: الزواج قد يكون سنة. وقد يكون حراماً. فهل هذا الكلام صحيح؟ وما رأي الدين في ذلك؟. ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن: اتفق الفقهاء علي أن الزواج سنة مشروعة. لقوله تعالي: "فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني وثلاث ورباع". وقوله: "وأنكحوا الأيامي منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم" وقوله صلي الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب. من استطاع منكم الباءة. فليتزوج. فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج. ومن لم يستطع فعليه بالصوم. فإنه له وجاء" والباءة: مؤن الزواج وواجباته. ولقد أجمع أهل العلم علي أن الزواج شرع لإعفاف المرء نفسه وزوجه عن الوقوع في الحرام. وحفظ النوع الإنساني من الزوال والانقراض. بالإنجاب والتوالد. وبقاء النسل وحفظ النسب. واقامة الأسرة التي بها يتم تنظيم المجتمع. وإيجاد التعاون بين أفرادها. وانه عقد مودة وتعاضد بين الجماعات. وتقوية روابط الأسر. وبه يتم الاستعانة علي المصالح. ولكن الزواج قد يكون فرضاً إذا تيقن الإنسان الوقوع في الزنا لو لم يتزوج. وكان قادراً علي نفقات الزواج من مهر ونفقة الزوجة. وحقوق الزواج الشرعية. ولم يستطع الاحتراز عن الوقوع في الفاحشة بالصوم ونحوه لأنه يلزمه إعفاف نفسه وصونها عن الحرام. وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب. وطريقة الزواج. ويري الحنفية ان الزواج قد يكون واجباً إذا خاف المرء الوقوع في الفاحشة بعدم الزواج خوفاً دون اليقين. وكان قادراً علي مؤن الزواج. من مهر ونفقة. ولا يخاف ظلم المرأة ولا التقصير في حقها. وقد يكون الزواج حراماً وذلك إذا تيقن الشخص ظلم المرأة والإضرار بها إذا تزوج. بأن يكون مريضاً. أو كان عاجزاً عن تكاليف الزواج. أو لا يعدل مع امرأته. لأن ما أدي إلي الحرام فهو حرام. وإذا تعارض ما يجعل الزواج فرضاً وما يجعله حراماً. بأن تيقن انه سيقع في الزنا إن لم يتزوج. وتيقن أيضاً انه سيظلم زوجته. كان الزواج حراماً. لأنه إذا اجتمع الحلال والحرام. غلب الحرام الحلال. ولقوله تعالي: "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحاً حتي يغنيهم الله من فضله". وقد يكون الزواج مكروهاً. وذلك إذا خاف الشخص الوقوع في الجور والضرر خوفاً لا يصل إلي مرتبة اليقين إن تزوج. لعجزه عن الانفاق. أو إساءة العشرة. أو فتور الرغبة في النساء. وقد يكون الزواج مستحباً أو مندوباً. وذلك في حال الاعتدال. أي بأن يكون الإنسان معتدل المزاج. بحيث لا يخشي الوقوع في الزنا إن لم يتزوج. ولا يخشي أن يظلم زوجته إن تزوج. وحالة الاعتدال هذه هي الغالبة عند أكثر الناس. * يسأل فتحي علي من القاهرة: هل يجوز الصلاة في مسجد بناه صاحبه من أموال حرام علماً بأنه لم يعلن توبته؟! ** يجيب الشيخ أنا محمد إبراهيم الواعظ بالأزهر الشريف: قال صلي الله عليه وسلم: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً" إذا علمنا بالبينة والقرائن الدامغة التي لا تقبل الشك والظلم والبهتان تركنا الصلاة في المسجد الذي بني بالأموال المحرمة من باب الولاء والبراء أي نتبرأ من هذا الصنيع المشار إليه لأننا بتركنا أداء الصلوات فيه نعاونه علي التوبة فحينما يفكر ويتدبر لماذا ترك الناس الفرائض في مسجدك فربما يثوب إلي رشده وذلك يتوافق مع قوله تعالي: "وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوا علي الإثم والعدوان" وقوله صلي الله عليه وسلم في جزء من الحديث الذي أخرجه مسلم: "من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء.. ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء" فالمسلم حينما يغضب الله ويجد الحفاوة والترحاب القبول من البشر فإنه يزداد في ظلمه وغيه.