* يسأل محمد نور الدين تاجر ألبان: هل يجوز للأب أن يتملك مال ولده ويأخذه له اعتماداً علي قول الرسول صلي الله عليه وسلم: "أنت ومالك لأبيك"؟ ** يجيب الشيخ عمرو حسن عفيفي من علماء الاوقاف: لقد اتفق الفقهاء علي انه يجب علي الولد الموسر ان ينفق علي والده الفقير المحتاج وإن لم يفعل فهو آثم عند الله سبحانه وتعالي. ويجوز للأب أن يأكل من مال ولده ويأخذ منه قدر حاجته ما لم يكن في ذلك سرف أو سفه فقد ورد في الحديث عن عائشة قالت: "قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن أطيب ما أكلتم من كسبكم وإن أولادكم من كسبكم" رواه أصحاب السنن الاربعة وأحمد وابن حبان والحاكم وهو حديث حسن صحيح كما قال الترمذي وفي رواية لأحمد: "ولد الرجل من أطيب كسبه فكلوا من أموالهم هنيئاً". وينبغي للابن ان يبذل ماله لأبيه ولا يمنعه منه وليس معني ذلك ان الاب يملك مال الابن من غير طيب نفس من ابنه وأما الحديث المذكور وهو قوله: "أنت ومالك لابيك" فهو جزء من حديث ورد بروايات مختلفة منها عن جابر بن عبدالله أن رجلاً قال: "يا رسول الله إن لي مالاً وولداً وإن أبي يحتاج مالي. فقال عليه الصلاة والسلام: أنت ومالك لبيك" رواه ابن ماجة والطحاوي والطبراني وهو حديث صحيح كما قال الشيخ الالباني وقد ورد هذا الحديث من طرق كثيرة تكلم عنها الالباني بالتفصيل في كتابه ارواء الغليل. ولم يأخذ أكثر الفقهاء بظاهر الحديث. قال ابن حبان في صحيحه: تحت عنوان "ذكر خبر أوهم من لم يحكم صناعة العلم ان مال الابن يكون للأب". ثم ذكر الحديث وعقب عليه بقوله: "ومعناه أنه صلي الله عليه وسلم زجر عن معاملته أباه بما يعامل به الاجنبي وأمره ببره والرفق به في القول والفعل معاص إلي ان يصل إليه ماله فقال له: "أنت ومالك لأبيك" لا أن مال الابن يملكه الاب في حياته عن غير طيب نفس من الابن له" صحيح ابن حبان 2. ويري بعض أهل العلم ان اللام في قوله صلي الله عليه وسلم: "لأبيك" تفيد الاباحة لا التمليك فيباح للوالد ان يأخذ من مال الابن حاجته ولا تفيد ان الاب يملك مال الابن فإن مال الابن له وزكاته عليه وهو موروث عنه. وقال الشيخ علي الطنطاوي: "إن الحديث قوي الاسناد لكن لايؤخذ عند جمهور الفقهاء علي ظاهره بل يؤول ليوافق الادلة الشرعية الاخري الثابتة والقاعدة الشرعية المستنبطة منها وهي أن المالك العاقل البالغ يتصرف بماله وليس لأحد التصرف به بغير إذنه" . وأخيراً أذكر رواية للحديث السابق لما فيها من العظة والعبرة وإن كان في سندها كلام فقد روي: "أنه جاء رجل إلي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن أبي أخذ مالي. فقال النبي صلي الله عليه وسلم للرجل: اذهب فائتني بأبيك. فنزل جبريل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال: إن الله يقرئك السلام ويقول: إذا جاءك الشيخ فسله عن شيء قاله في نفسه ما سمعته أذناه . فلما جاء الشيخ قال له النبي صلي الله عليه وسلم: ما بال ابنك يشكوك أتريد أن تأخذ ماله؟ فقال: سله يا رسول الله هل أنفقه إلا علي عماته أو خالاته أو علي نفسي؟ "...." قال فحينئذ أخذ النبي صلي الله عليه وسلم بتلابيب ابنه وقال: أنت ومالك لأبيك. * يسأل أحمد عبدالحي "محاسب" من مدينة بلطيم: يقول بعض الناس إن "طه ويس" ليسا من أسماء النبي صلي الله عليه وسلم وورودهما في القرآن جاء علي أنهما من الحروف المقطعة في أوائل السور. مثل: حم. طس. فهل هذا صحيح؟ ** يجيب: جاء في كثير من التفاسير منها الطبري ومعاني القران "اختلف أهل التأويل في تأويل قوله "طه ويس" فمنهم من قال انهما حروف مقطعة. وقيل إنهما من أسماء الله عز وجل وقيل إنهما بمعني يا رجل أو يا إنسان. قال الامام ابن القيم: وأما ما يذكره العوام ان يس وطه من أسماء النبي صلي الله عليه وسلم فغير صحيح وإنما هذه الحروف مثل: الم. وحم. والر. ونحوها. ومن أظهر الادلة علي ذلك كتابتها في المصحف علي هذا الصورة: طه. يس. ونطقها كبقية الحروف المقطعة هكذا: طاها. ياسين. وفي رواية لمسلم عن أبي موسي الاشعري قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يسمي لنا نفسه أسماء فقال: "أنا محمد وأحمد والمقفي والحاشر ونبي التوبة ونبي الرحمة" والصحيح الذي رجحه جمع من محققي المفسرين ان طه ويس من الحروف المقطعة اوائل السور ك الم "والمص والر. كهيعص. وطسم. وطس. وحم. وق. ون ويجري في معناها الخلاف المذكور في معني الحروف المقطعة". ومن اظهر الادلة علي ذلك كتابتها في المصحف علي هذا الصور: طه. يس. ونطقها كبقية الحروف المقطعة هكذا: طاها. ياسين. وذكر بعض المفسرين أقوالا أخري في معناهما لكنها ضعيفة. ومن ذلك: انهما من أسماء النبي صلي الله عليه وسلم لكن هذا قول في غاية الضعف. ولم يثبت في سنته ولا عن أصحابه ان هذه من أسمائه عليه والصلاة والسلام وقد ثبت في الصحيحين عن جبير بن مطعم رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "لي خمسة أسماء أنا محمد وأحمد وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر وانا الحاشر الذي يحشر الناس علي قدمي وأنا العاقب". وقد بالغ بعضهم فجعل كل وصف وصف به النبي صلي الله عليه وسلم اسما. وذكروا ما جاء في الروايات المنكرة والباطلة الشيء الكثير حتي أوصلها بعضهم إلي 500 اسم! المقصود انه لايصح تسمية نبينا محمد ب "طه ويس". وممن نص علي ذلك العلامة ابن القيم قال في تحفة المودود. وأماما يذكره العوام ان يس وطه من اسماء النبي فغير صحيح ليس ذلك في حديث صحيح ولا حسن ولا مرسل ولا أثر. وإنما هذا الحروف مثل: الم وحم والر ونحوها.