السؤال: ما حكم التوسل بجاه النبي صلي الله عليه وسلم في الدعاء؟ الفتوي:هذه مسألة اختلف فيها الفقهاء، ولذلك ونحن ندعو ينبغي علينا أن ندعو بما نجد قلوبنا عنده ولم يرد في السنّة الصحيحة التوسل بجاه النبي صلي الله عليه وسلم، وإن كان قد وردت بعض الأحاديث الضعيفة التي يستدل بها كثير من الناس علي جواز التوسل بالنبي المصطفي صلي الله عليه وسلم، وصورة أخري أن يدعو الإنسان الله سبحانه وتعالي ويتوسل إليه بحبه لنبيه؛ لأن حب الله للنبي صفة من صفات الله القديمة التي لا اختلاف بين العلماء في جواز التوسل بها. فإذا كان هو يريد أن يظهر علو مقام النبي المصطفي في قلوبنا وحبه إليه؛ فإننا نتوسل إلي الله بصفة من صفاته سبحانه وتعالي تتعلق بالنبي صلي الله عليه وسلم، وبذلك نخرج من كل هذا الخلاف. ولكن هذه مسألة خلافية ولذلك أنا أنصح السائل ألا يجعلها قضية بينه وبين الآخرين وأن يتوسل إلي الله بحبه لنبيه صلي الله عليه وسلم. تربية العصافير السؤال:ما حكم تربية العصافير والتجارة فيها؟ الفتوي:هناك كلام كثير في تربية العصافير أو الأسماك للزينة أو لغيرها، ولكن ملخص كل هذا الكلام في أن هذه الأسماك، أو الطيور المتخذة للزينة، أو لسماع أصواتها إذا حبسها الإنسان، وأطعمها، وسقاها، ولم يهنها، ولم يؤثر عليها تأثيرًا وحشيًا؛ يعني: أكرمها فلا مانع من ذلك أبدًا، وإنما المانع أن يؤذي هذه العصافير أو الأسماك بأن يمنع عنها الطعام أو يضربها؛ لأن الرفق بالحيوان واجب، والحديث معروف: "عذبت امرأة في هرة حبستها حتي ماتت جوعًا، فدخلت فيها النار، قال: فقال – والله أعلم – لا هي أطعمتها، ولا سقتها حين حبستها، ولا هي أرسلتها فأكلت من خشاش الأرض" (صحيح البخاري). والنبي صلي الله عليه وسلم مر علي بعض الناس، فوجد صبيا صغيرًا يلعب بعصفور اسمه النغير، والرسول يتبسط مع هذا الولد، وقال: "ما فعل النغير يا أبا عمير" (صحيح البخاري). المهم إذا لم يؤذ الإنسان هذه الحيوانات أو الطيور، وقام بالواجب نحوها من الرحمة فلا مانع من ذلك؛ لأنها من الحالات التي خلقها الله سبحانه وتعالي للزينة أو للأكل أو لكذا، فما دام لا يوجد ضرر فلا مانع أبدًا. «يس» و «طه» وأسماء النبي السؤال: هناك من يقول إن "يس" و"طه" ليست من أسماء الرسول صلي الله عليه وسلم فأرجو أن توضح لنا حقيقة الأمر؟ الفتوي: إن "طه" و"يس" من حروف المصحف وليست أسماء للرسول صلي الله عليه وسلم، فهذا وجه من وجوه التفسير، وهو وجه طيب، واجتهاد مقبول، ولا بأس به، فبعض المفسرين يري أنها حروف مقطعة مثل }ألم{ في أول سورة البقرة. ولذلك عندما جمعوا الحروف وجدوها 28 حرفا، وعدوا منها "طه" و"يس"، وعندما جمعوا الحروف وجدوا أنه يمكن أن نكون منها جملة "نص حكيم قاطع له سر"، وهذه الحروف 14 حرفا، وال14 حرفا الأخري هي من ال28 حرفا لم تذكر في أوائل السور، فإذن "طه" و"يس" هي ليست من أسماء النبي صلي الله عليه وسلم علي قول بعض المفسرين، وهناك من جمع للنبي أكثر من 300 اسم، وعدوا منها "طه" و"يس"، فالأمر سهل، وليس محل قضية معضلة، هذه أقوال نسميها اختلاف التنوع وليس اختلاف التضاد، فمن يقول إنها حروف مقطعة ولكنها مطلقة علي النبي حسب فهم كل مفسر، فهذا لا بأس فيه. حلق اللحية السؤال:عملي يفرض عليَّ أن أكون حليق اللحية، فهل حلق اللحية حرام، وهل أنا مطالب بإطلاق اللحية؟ وإلي أي مدة أطلقها؟ الفتوي: عند الإمام الشافعي من العادات، ولذلك يقول: إن الأوامر الواردة فيه إنما هي أوامر متعلقة بالعادات، فيكره عنده حلق اللحية، لكن بعض الأئمة يري أن حلق اللحية حرام، وكأنه يري أنها من علامات المسلم وهيئته كالإمام مالك، ونحن مع وجودنا في هذا العصر، وكيفيته، واختلاطنا مع الناس نفتي بما عليه الإمام الشافعي، ونقول: ليس من الحرمة أن تحلق لحيتك. وقد جاء الكلام عن اللحية لحديث رسول الله: "قصوا الشوارب وأعفوا اللحي"، هذا أمر، والأمر للوجوب ما لم تصرفه قرينة تدل علي غير ذلك، ولكن الإمام الشافعي قال: هناك أوامر متعلقة بنطاق العادات اليومية، فهذا تنظيم للآداب، هذا إتيكيت، وبند الإتيكيت كله يكون مندوبا وليس واجبا... وبذلك وأنا أدعو للإسلام من المشرق إلي المغرب، وأن يدخل الإسلام الإنجليزي والأمريكي والإيطالي، فأنا أقول له إنه مجموعة من الإتيكيت فقط، فإذا أحببت وملت إليها فستأخذ ثوابا، وإذا لم يكن كذلك فليس عليك عقاب... عندما يأتي شخص ويحلق لحيته في هذا العصر، فإنني أقول له قلد الإمام الشافعي، نحن دائما نقول إذا رأينا خلافا نقول: قلد من أجاز، هذه هي سعة الإسلام، ومرونة التشريع.. هذا هو التفاهم الذي نفعله مع العصر.