باعوا لحومنا.. في أسواق النخاسة!!

من الواقع

نحن في مصر تظلنا سحابة من الفساد تخيم علي كل حياتنا.. غطت هذه السحابة علي كل شيء فانتشرت الرشاوي بشكل غير مسبوق.. وضرب الغش والنصب والاحتيال والفساد كل مفاصلنا فلم نعد نقوي علي الهروب منه!!
حتي الأطباء الذين يفوق دخلهم الموظفين بمراحل عديدة تخلوا عن مهامهم الإنسانية وتاجروا بلحوم البشر.. لا يردعهم ضمير ولا قَسم أبي قراط عن ممارسة قضية قذرة لتجارة الأعضاء البشرية بمصر.. مستغلين حاجة البسطاء ومنحهم مبالغ مالية زهيدة مقابل الحصول علي أعضائهم والاتجار فيها لصالح جهات خارجية في الوقت الذي كانوا يحصلون فيه علي ملايين الدولارات من هذه الجهات.
قالت "البوابة نيوز" إن ضباط هيئة الرقابة الإدارية قاموا بعملية سريعة وخاطفة هاجموا فيها عدداً من المستشفيات الخاصة بمحافظة الجيزة فجر أمس الثلاثاء وتمكنوا خلالها من القبض علي أكثر من 25 طبيباً وممرضة وموظفين وسماسرة قاموا ببيع أعضاء الناس البسطاء للعرب مقابل مبالغ طائلة تقدر بملايين الدولارات.
وقال مصدر رقابي "للبوابة نيوز" إن غالبية الأطباء الذين تم القبض عليهم أساتذة يعملون بمستشفي أحمد ماهر وكلية الطب بجامعة القاهرة وكلية الطب بجامعة عين شمس ومعهد الكلي بالمطرية وأحد المعامل الخاصة علاوة علي أطباء وأعضاء هيئة تمريض وعدد من أصحاب المستشفيات الخاصة وبعض العرب.
وأوضح المصدر أن من بين من تم ضبطهم أصحاب مراكز طبية ووسطاء. وضبط بحوزتهم ملايين الدولارات والجنيهات وسبائك ذهبية.. وبعض المستندات الخاصة بالواقعة وأجهزة الحاسب الآلي المحمل عليها وقائع الاتجار واعترفوا تفصيلياً بكل المضبوطات.
وضمت المضبوطات قوائم كبيرة بأسماء الضحايا من المواطنين البسطاء حيث نجح أفراد الشبكة في استغلال حاجتهم ومنحهم مبالغ مالية زهيدة مقابل الحصول علي أعضائهم والاتجار بها.
وكشف المتهمون عن الطرق التي كانوا يقومون باستخدامها للايقاع بالضحايا والأماكن التي تجري فيها عمليات الاتجار بالبشر والتي ضمت مراكز طبية معروفة.
وضمت الشبكة 41 متهماً بينهم 12 طبيباً و8 أعضاء هيئة تمريض وعدد من أساتذة الجامعات والوسطاء.. وقد تم تفتيش 10 مراكز طبية ومعامل تحليل وأصدر النائب العام تعليماته بسرعة التحقيق في القضية.
ورغم أن "البوابة نيوز" نشرت أسماء الأطباء وبقية الشركاء المشتركين في هذه القضية إلا أننا نمتنع عن نشرها حتي يصدر الحكم بحقهم.
وكانت المجلة البريطانية لعلم الاجرام قد أصدرت في أغسطس الماضي تقريراً صادماً عن تجارة الأعضاء البشرية في مصر.. وأوضح التقرير أن مصر تعتبر من أكبر الأسواق في تجارة الأعضاء البشرية في العالم وأن هذه التجارة أخذت في النمو بشكل خطير.
وأصدرت منظمة الصحة العالمية دراسة كشفت فيها أن مصر تعد مركزاً اقليمياً للاتجار في الأعضاء البشرية وأنها تعتبر الأولي علي مستوي الشرق الأوسط.
هل هذه مصر التي تحاول التخلص من عثراتها الاقتصادية تهبط فيها الأخلاق الي الدرك الأسفل. ويصبح أساتذتنا من الأطباء يتاجرون في لحومنا ويبيعونها في سوق النخاسة؟!
ما هو الحل في الفساد الذي يرتع فينا ويطول كل مظاهر حياتنا من غش ونصب وخداع حتي عجزنا تماماً عن مقاومته لأن الطمع يسيطر علي النفوس ويجعل البعض منا يستحلون ما حرمه الله؟!
هل نسي هؤلاء الذين يمارسون الفساد بكل أنواعه أنهم سيموتون إن عاجلاً وإن آجلاً وأنهم سيقفون بين يد الخالق ليسألهم عما ارتكبته أيديهم.. في يوم لا ينفع فيه الندم؟!.. قال تعالي: "ويوم يعض الظالم علي يديه".