بين الحين والآخر. تتكشف حقيقة العلاقة بين إسرائيل وتركيا.. فطبيعة العلاقة الاستراتيجية بين البلدين تمتد إلي نحو 60 عاما ومن ثم كان متوقعا وليس مفاجأة. أن يطلب الادعاء العام في تركيا السلطات في بلاده باسقاط دعوي ضد تل أبيب. بشأن مقتل 10 نشطاء أتراك جراء الهجوم المسلح الذي شنته علي سفينة المساعدات الانسانية إلي غزة المعروفة باسم "أسطول الحرية". يأتي ذلك في إطار تطبيع البلدين وتركيا علاقاتهما بعد خلاف استمر 6 أعوام بموجب اتفاق أبرم في يونيو الماضي. وبموجب الاتفاق. تدفع إسرائيل لتركيا تعويضات تقدر بنحو 20 مليون دولار مقابل عدم ادانة مسئولين من مواطنيها في القضية التي ينظرها القضاء التركي. في غضون ذلك. أفادت وكالة أنباء الأناضول نقلا عن مصادر دبلوماسية تركية إن كمال أوكم. الذي تم تعيينه سفيرا لتركيا في تل أبيب. سيقدم في 12 ديسمبر الجاري. أوراق اعتماده للرئيس الإسرائيلي رؤوبين ريفلين. أوضحت المصادر أن تلك الخطوة ستكمل عملية تبادل السفراء بين البلدين. والتي بدأت بعد تطبيع العلاقات بينهما. وكان ايتان نائيه. الذي عينته إسرائيل سفيرا لها لدي أنقرة. وصل الأسبوع الماضي إلي العاصمة التركية. وبدا أن العلاقات بين تركيا وإسرائيل قد تضررت إثر اعتداء الجيش الإسرائيلي علي سفينة "مافي مرمرة" التي كانت ضمن أسطول صغير من سفن تحمل مواد إغاثة عرفت باسم "أسطول الحرية" وكانت في طريقها إلي قطاع غزة في مايو 2010. في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل علي الشريط الساحلي. لكن حتي عندما كانت العلاقات التركية الإسرائيلية في الحضيض. استمر التعاون العسكري والتجاري بين الدولتين. فالتوترات الظاهرية لا تفسر طبيعة العلاقة الاستراتيجية بينهما. وفيما يلي نقاط تشرح العلاقة بين إسرائيل وتركيافأنقرة تعد أول دولة إسلامية تعترف بإسرائيل عام 1949. وظلت كذلك لعقود عدة تالية. وعقدت تركيا وإسرائيل اتفاقا سريا واستراتيجيا عرف ب "الميثاق الشبح" في خمسينيات القرن الماضي. الذي ظل طي الكتمان عقودا من الزمن. ويتضمن تعاونا عسكريا واستخباريا ودبلوماسيا. وكانت وظيفته الأساسية موجهة ضد العرب. اعتمدت تركيا طويلا علي اللوبي الإسرائيلي في أميركا لعرقلة إقرار أي تشريع يعترف بإبادة الأرمن. واستمر الأمر مع تولي حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان. ساعدت إسرائيل الأتراك في عملية اعتقال زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان عام 1999 في كينيا. وعام 1996 وقعت أنقرة وتل أبيب اتفاق الشراكة الاستراتيجية. وكانت علنية هذه المرة وشمل الاتفاق بنوداً عدة تتراوح بين تبادل المعلومات الاستخبارية والتعاون العسكري والتدريب. بعد تولي حكومة العدالة والتنمية مقاليد الحكم في تركيا عام 2002. استمر الحزب بالاتفاقات السابقة مع إسرائيل. علي الرغم من بعض الانتقادات الإعلامية خاصة مع اندلاع الانتفاضة الثانية. يبلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا وإسرائيل ما معدله 3 مليارات دولار سنويا. وازداد في السنوات الخمس الأخيرة.