توفي فيدل كاسترو الزعيم الثوري الكوبي عن 90 عاما بعدما أقام دولة شيوعية علي أعتاب الولاياتالمتحدة. وتحدي علي مدي 50 عاما محاولات أمريكية لإسقاطه. فقد أدار كاسترو. الذي ولد لأب ثري يملك الأراضي. ظهره لحياة الرغد ليقود ثورة يسارية في كوبا استمرت عقودا وصاغها دهاؤه السياسي وإحساسه القوي بالقدر. ورأي المعجبون فيه رجلا له رؤية وقف في وجه الهيمنة الأمريكية علي أمريكا اللاتينية وجعل الرعاية الصحية والتعليم في متناول الفقراء وكان مصدر إلهام للحركات الاشتراكية حول العالم. وحتي قبل أن يقود ثورة 1959 التي دفعت بكوبا باتجاه الشيوعية وإلي ساحة الحرب الباردة كان كاسترو يري في نفسه عظمة. وأطاح كاسترو بالدكتاتور فولجينسيو باتيستا غير المحبوب والمدعوم من الولاياتالمتحدة. وبتحالفه مع الاتحاد السوفيتي. أصبح كاسترو في أتون الحرب الباردة خاصة عندما جعلت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 العالم علي شفا حرب نووية. وساعدت موسكو كاسترو في بناء الاشتراكية بتقديم مساعدات بمليارات الدولارات ومنحه شروطا تجارية تفضيلية بدءا من النفط وحتي قطع غيار الجرارات. وأحيي كاسترو أيضا القومية الكوبية وعزة أمريكا اللاتينية. مما أثار عداوة الولاياتالمتحدة ذات القوة والنفوذ. والتي حاولت أجهزة مخابراتها اغتياله فيما يقرب من 600 مرة نجا منها جميعها. وتمكن من الحفاظ علي ثورته رغم العداء الأمريكي المستمر حتي عندما ترنحت كوبا نتيجة لانهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل التسعينيات. مما كشف عن صلابة رجل كان يعتزم مفارقة الحياة وهو في السلطة. لكن وبعد أن كاد مرض معوي عضال أن يقتله اضطر كاسترو إلي التنحي جانبا في 2006 وسلم شقيقه الأصغر راؤول السلطة رسميا في 2008. وفي عام 2014. عقد راؤول اتفاقا لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة وبعد ذلك بستة أسابيع أبدي كاسترو تأييدا فاترا للاتفاق مما أثار تساؤلات بشأن موافقته علي إنهاء الخصومة مع عدوه اللدود. وعاصر فيدل كاسترو وهو في السلطة تسعة رؤساء أمريكيين إذ وصل إلي السلطة في كوبا بينما كان دوايت أيزنهاور رئيسا للولايات المتحدة. وتركها أثناء الفترة الرئاسية الثانية لجورج بوش الابن.