العلماء ورثة الأنبياء.. مقولة وجدتها تتحقق وأنا أحاور أحد أهم وأبرز علماء مصر. الدكتور مصطفي السيد. مدير مركز الليزر الديناميكي بمعهد جورجيا للتكنولوجيا بالولايات المتحدةالأمريكية. ومكتشف علاج السرطان بالذهب. الذي تولي مؤخراً رئاسة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا. وتشعر وأنت في حضرة العالم الكبير بأنك دخلت لعالم من الحكايات العلمية والأفكار الإبداعية. وتغوص في شخصية عاشقة لوطنها وترابه. ومؤمن إيماناً مطلقاً بأن مصر أمة عظيمة تستحق الأفضل. ولا ينقصها شيء. لكي تعبر لمستقبل واعد حافل بالإنجازات والتقدم والازدهار. "المساء" حاورت العالم الكبير. وناقشت معه رؤيته لمدينة زويل وسبل تطويرها في الفترة المقبلة. وكيف يري خريطة مصر العلمية. وهل ميزانية البحث العلمي كافية. وتفاصيل لقائه الخاص مع الرئيس عبدالفتاح السيسي. وأحلامه وطموحاته لبناء المستقبل التكنولوجي والعلمي لمصر؟!! 1⁄4 ماذا بعد تولي رئاسة مدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا؟! ** مسئولية ثقيلة.. أتمني من الله أن يقدرني علي النجاح فيها وتحقيق ما يصبو له الشعب المصري من تقدم وازدهار للبحث العلمي وتطوير المنظومة التعليمية والارتقاء بآليات الأبحاث العلمية ورفع كفاءة الطلاب. الذين أعتبرهم كنز مصر العلمي. وأحد أعظم مكتسبات التطور العلمي الذي تشهده مصر. فأبناء مدينة زويل. مشروعات حقيقية لعلماء وباحثين عباقرة. ولديهم قدرات وإمكانيات فذة تؤهلهم لإحداث نقلة نوعية في عالم الأبحاث والتطوير العلمي والبحثي من المتوقع أن يسهم في عبور مصر نحو نهضة علمية قريباً جداً. 1⁄4 كيف تنظر لمدينة زويل بعد رحيل مؤسسها الدكتور أحمد زويل.. وما هي رؤيتك وأفكارك لتطويرها والارتقاء بالمستوي العلمي والبحثي بها؟! ** بالتأكيد رحيل د.زويل.. الأخ والصديق. ورفيق الكفاخ.. خسارة فادحة. وأعتبر حلم زويل في النهوض بالمدينة مسئوليتي المقبلة. وقد بدأت منذ تولي رئاستها دراسة عمليات التمويل التي تساهم فيها الدولة مع عدد من رجال الأعمال. كما نناقش زيادة عدد الأساتذة مع زيادة عدد الطلاب. ورفع ميزانية المدينة لتصل إلي 5 مليارات جنيه. وكذلك فتج العديد من الفروع لمواصلة عملية التطوير والتحديث في الأبحاث العلمية. فسوف يكون في القريب العاجل أخبار سارة تسعد الجميع بقاطرة العلم والتكنولوجيا في مصر "مدينة زويل". وسوف يري العالم أن مصر تمتلك ما هو أعظم من مناجم الذهب وآبار البترول. وحقول الغاز.. عقول وذكاء المصريين الذي لا تساويه تريليونات الدنيا. فالذين بنوا الأهرامات وحفروا قناة السويس. وصنعوا المستحيل.. قادرين علي صناعة المستحيل مرات ومرات. 1⁄4 هل تثق في قدرات وإمكانيات المصريين لهذه الدرجة؟! ** إلي أبعد ما تتخيل. لكوني عالماً. زرت وتجولت بأغلب الدول. وتعاملت واقتربت من غالبية جنسيات دول العالم.. وأستطيع بعد رحلة استغرقت ما يزيد علي 50 عاماً أن أقول لك إن المصري لديه جينات من الذكاء والقدرات الخاصة التي تميزه عن الآخرين. تدفعه للاختراع والابتكار والقيام بأبحاث واكتشافات مذهلة. بدليل الكم الكبير من العلماء والباحثين المتميزين بكل دول العالم سواء أمريكا وأوروبا. وقد قدموا اختراعات وأفكاراً وأبحاثاً أذهلت الجميع.. المصريون يريدون فقط مناخاً يحرض علي الإبداع والابتكار. وسوف تري ما لا تتوقعه. 1⁄4 كيف تنظر لخريطة البحث العلمي في مصر حالياً.. وهل تري أن الميزانية التي وضعتها الدولة كافية؟! ** هناك بارقة أمل تزيد لديّ في أن تنطلق مصر نحو آفاق أرحَب في التطور العلمي والتكنولوجي. وتحقق الطفرة العملاقة التي حققتها كوريا الجنوبية وماليزيا والصين. وهي ليست ببعيدة. بعدما رأيت أهتمام وإيمان الرئيس عبدالفتاح السيسي ببناء مجتمع متحضر يسمو بالعلم والمعرفة. والأبحاث العلمية. ويتوق لتنمية العقول والابتكار والتميز العلمي والتكنولوجي.. وأري أن الميزانية المقررة للبحث العلمي جيدة وتصلح لخلق مناخ متميز. ومشجع للباحثين.. نحتاج للعمل بجهد وعمل مخلص في تخريج باحثين وعلماء متميزين. يصنعون الأمجاد والإنجازات لهذه الأمة التي تستحق الكثير. لكنها تأخرت بفعل ظروف وأحداث لم يكن لنا يد بها. 1⁄4 ماذا نحتاج للعبور نحو مستقبل أفضل. يقوم علي العلم والتكنولوجيا؟! ** ضرورة وجود استراتيجية تدعم وتساند المجتمع العلمي.. وترتقي به وتسمو بعلمائه وباحثيه. من خلال توفير كل الإمكانيات وتذليل كل المعوقات.. علي سبيل المثال أزمة براءة الاختراع. غير المفعلة في مصر. تسببت في هروب العديد من الباحثين وأصحاب الاختراعات إلي خارج البلاد لتنفيذ مشروعاتهم البحثية. وقد تحدثت بخصوص هذا الشأن مع د.جابر نصار. رئيس جامعة القاهرة بضرورة وجود مبني لتسجيل وتوثيق براءات الاختراع والأبحاث. وأن يكون لدي المؤسسة التي تحمي الاختراعات قوة قانونية وتشريعية تجعلها قادرة علي حد أي سرقة أو اقتباس لبراءة الاختراع. فهذا الأمر من شأنه تهيئة المناخ العلمي للمخترعين والباحثين والعلماء للعمل بصورة طبيعية تؤهلهم للتميز والإبداع. وهو إحدي دعائم بناء المجتمعات العلمية الراقية في العالم. 1⁄4 الخريطة العلمية لمصر.. ماذا ينقصها لبداية النهضة البحثية والتكنولوجية للدولة المصرية؟! ** مصر لا تحتاج لجهد عميق. بل فقط وجود بيئة علمية حاضنة للأفكار والأبحاث والتطور التكنولوجي ووضع استراتيجية متكاملة لتنمية ورفع قدرات وكفاءة المخترع والعالم المصري منذ صغره. وحتي تدرجه لأعلي الدرجات العلمية. فالغرب حقق ما فيه الآن من نهضة كبري بداية من توفير حياة إبداعية يخرج منها النابغون علمياً وبحثياً.. ومصر بها ملايين المبدعين والأفذاذ في جميع المجالات. يحتاجون فقط للفرصة وتهيئة المناخ. سواء إمكانيات علمية ومدن بحثية وتكنولوجية تساهم في صناعة عقول وإبداعات لعلماء وباحثين متميزين. فعلي سبيل المثال وليس الحصر مدينة زويل قامت مؤخراً بتكريم 7 طلاب حصلوا علي أعلي درجات امتحان الفيزياء بالجامعة الأمريكية. وهو امتحان من أصعب الامتحانات العلمية في العالم.. ليس هذا وحسب. بل استطاع هؤلاء الطلاب تحقيق درجات متميزة في منافسة طلاب من مختلف جنسيات العالم. حاصلين علي الماجستير والدكتوراة. 1⁄4 كنت قد التقيت الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤخراً.. ماذا دار في هذا الحديث؟! ** هذا الرجل يحب العلم والعلماء. وقد أبهرني بمدي حماسه وتشوقه لقيام مصر بعبور حقيقي نحو آفاق العلم والتكنولوجيا والبحث العلمي. وأن كل الدعم لمدينة زويل وجميع المشروعات العلمية التي تصبو لتخريج طاقات علمية وبحثية متميزة وواعدة. وأن الدولة بكل مؤسساتها تقف وراء مشروع بناء عقول شابة تبني هذا الوطن بالعلم والمعرفة. مشدداً علي إيمانه الراسخ بأن أول الطريق للنهوض بالدولة المصرية سيكون في مقدمته العلماء والباحثون والمخترعون. وهو ما جعلني واثقاً أن مصر قادمة إلي مكانها الطبيعي في مصاف الدول المتقدمة تكنولوجياً وعلمياً في أقرب وقت. 1⁄4 هل نحتاج لوقت طويل لتحقيق النهضة العلمية؟! ** يجب تلاحم وتكاتف كل قطاعات الدولة. وليس الرئيس والحكومة والقوات المسلحة. والأخيرة بذلت ومازالت تقوم بدور عظيم في مساندة مدينة زويل بكل قوة وإيمان بالدور التنويري والعلمي الذي تقوم به المدينة. فالجيش المصري العظيم المؤمن بالعلم والتكنولوجيا سلاح الدول للتقدم يبذل كل الدعم لتطوير وتحديث المدينة. ولا يتأخر في تقديم كل أشكال المساندة ولكن القطاع الخاص أيضاً ضروري أن يلعب دوراً أكبر. وبالفعل هناك كيانات محترمة اقتصادية تساند المجتمع العلمي كالسيد سميح ساويرس وآخرين وهو ما نسعي لزيادة أوجه الدعم. فالأبحاث والاختراعات العلمية هي رأس الحربة في بناء مجتمعات صناعية وزراعية وتجارية واستثمارية قوية وناجحة. 1⁄4 ما آخر أخبار علاج السرطان بالذهب. وأحدث تجاربك بهذا الشأن؟! ** سوف تشهد الأيام المقبلة العديد من الأخبار السارة لمرضي السرطان عقب الانتهاء من إجراء التجارب علي الحيوانات لعلاج السرطان بجزيئات الذهب للوصول إلي أفضل نتيجة خاصة أن إجراء مثل هذه التجارب يتطلب المتابعة لمعرفة الآثار الجانبية للعلاج والتأكد من الشفاء التام. ولدي أمل كبير أن أطمئن علي مثل هذه التجارب لخروج العلاج للنور قريباً. 1⁄4 مازلت ترفض إجراء تجارب لعلاج السرطان بالذهب علي أشخاص؟! ** بالطبع أرفض تماماً مثل هذه الطلبات. حتي لا تحدث أي أمور جانبية. لا قدر الله. فالتجارب تتم علي الحيوانات حتي يتم التأكد من أن الشفاء التام يحدث بشكل طبيعي.. وبالمناسبة مؤسسة "مصر الخير" تقوم بدور مهم وحيوي في تمويل التجارب والأبحاث التي تتم في هذا الشأن. وهو حال كل المؤسسات الخيرية الداعمة للأبحاث والتطور العلمي. 1⁄4 ومتي سيخرج العلاج للنور. والذي يترقبه ملايين المرضي؟! ** إن علاج السرطان بجزيئات الذهب سيكون بأقل تكلفة من التكلفة التي يتكبدها المصاب بالمرض اللعين. وأنه بمجرد الانتهاء من التجارب والوصول إلي أعلي درجات الشفاء لدي الحيوانات ستتولي وزارة الصحة تنفيذه. والذي يطمئن الجميع حول عدم ارتفاع قيمة العلاج بالذهب. أؤكد لك أنني طوال 4 سنوات أجريت أبحاثاً بما يعادل 80 ألف دولار ذهب. وهو ما يعني كون تكلفة العلاج ليست باهظة. وأن المركز القومي للبحوث وجامعة القاهرة يبذلان دوراً كبيراً في توفير كل الأمور البحثية للانتهاء من التجارب. والتي تتم بنجاح مبشر. s