البشر هم الثروة الحقيقية لاي مجتمع وأصحاب العقول النادرة في المقدمة لأنهم قادرون علي صنع الامل لكن هذه الحقيقة للأسف لا تطبق علي مصر فالمناخ طارد لكل الخبرات.. فشلنا في الاستفادة من علمائنا وحولناهم لضيوف شرف وسفراء فقط.. أتفق علي ذلك الشارع المصري والمثقفون وأساتذة البحث العلمي بينما وقف الخبراء يطالبون بإعادة النظر في منظومة التعليم والاهتمام بالبحث العلمي وتعميق مفهوم فريق العمل. منذ نهاية الخمسينات ومع انتعاش التعليم والبحث العلمي نشطت أجهزة المخابرات العالمية في اجتذاب عقول مصر النابهة وعلمائها عن طريق اغراءات كبيرة لا تقدر عليها الدولة المصرية.. مئات البعثات أرسلت للخارج وكان الشغل الشاغل لأمريكا والدول الاوروبية هو تقديم كل الاغراءات حتي لا يعودوا لأرض الوطن ومن لم تفلح معه الجزره اصطدم بالعصا فكان الاغتيال مصير أي عالم بانه يشذ عن القاعدة ويستميت للعودة للوطن. سنوات طويلة من قلة الامكانيات واهمال البحث العلمي جعل نزيف العقول يستمر حتي صار لمصر في الخارج 86 الف عالم في مختلف التخصصات ساعد علي ذلك تدهور حالة مراكز البحث العلمي الذي وصل عددها في الستينيات إلي 189 مركزا بحثيا أصبح لا يعمل منها الان سوي 89 مركزاً فقط تعاني كلها من نقص الامكانيات وعدم وجود معامل متطوره أو إطلاع علي نظم البحث العلمي الحديثه والتفاعل معها. ولأكثر من 20 عاما ظلت ميزانية البحث العلمي في مصر لا تزيد علي 1% إلا أنه بعد ثورة 30 يونيه أدركت الإدارة المصرية وعلي رأسها الرئيس السيسي أن مصر لن تتحرك خطوة للإمام إلا بالتعليم والبحث العلمي فتم مضاعفة الميزانية ونفذت مصر لأول مرة تجربة "جسور التنمية" بفتح قنوات اتصال مع علمائها في الخارج لتقديم خبراتهم في خطط التنمية وتم تنفيذ ذلك بالفعل في انفاق قناة السويس التي يشرف عليها المهندس المصري العالمي هاني عازر بالإضافة لعشرات المساهمات من علماء في مختلف التخصصات لتتوجها مدينة زويل التي قدم الرئيس السيسي كل التسهيلات وتعهد أن تكتمل والا تموت بموت صاحبها.. علماء مصر في الداخل أجمعوا علي أن مصر تستطيع أن تجربة زويل قابله للتكرار كنقاط مضيئة تجر قطار التنمية بشروط توجيه المنهج والميزانية المخصصة لتطوير المعامل وتحسين مناخ البحث العلمي. أعداء النجاح.. الروتين.. الإمكانيات ومناهج التعليم.. السبب محمود سليم آية محمود وليد شلتوت أمجد لطفي البشر هم الثروة الحقيقية لأي مجتمع والعلماء وأصحاب العقول النادرة في المقدمة لأنهم القادرون علي صنع الأمل والمستقبل لكن هذه الحقيقة للأسف لا تنطبق علي مصر فالمناخ طارد لكل الخبرات.. فشلنا في الاستفادة من علمائنا وحولناها لضيوف شرف وسفراء فقط اتفق علي ذلك الشارع المصري والمثقفون وأساتذة البحث العلمي وطالب الخبراء بضرورة إعادة النظر منظومة التعليم والاهتمام بالبحث العلمي وتعميق مفهوم فريق العمل. مني سيد ربة منزل تقول: الإمكانيات في مصر ضعيفة جداً والمبتكر يحصل علي براءة اختراع بعد معاناة طويلة عكس ما يحدث في الخارج حيث توفر الدولة للمخترعين كل الإمكانيات بجانب تشجيع الشباب علي الابتكار والاختراع.. مطالبة بضرورة الاهتمام بالعلم وإنشاء مراكز بحثية وعلمية مع ضرورة الاستفادة من مدينة زويل العلمية فهي باكورة إنتاج عالمنا الكبير د.أحمد زويل. * يضيف هشام عبدالرحمن رجل أعمال أن مصر بلد وقبلة العلماء منذ عهد الفراعنة وحتي الآن ويكفي المصريون فخراً أن الدكتور زويل الذي رفض استلام جائدة أمريكية إلا في وجود العلم المصري بجوار العلم الأمريكي مطالباً باهتمام الدولة بتوفير الإمكانيات المادية نطالب العلم للنهوض بالبحث العلمي لأنه أساس التقدم مثلما يحدث في دول شرق آسيا. * ويري أحمد العيسوي تاجر أن الفرق بين مصر والدول المتقدمة هو توفير الإمكانيات وقد بدأت الدول العربية مؤخراً بدأت في توفير الإمكانيات المطلوبة للعلماء واستقطاب العلماء مشيراً إلي أن الدول الأجنبية تشجع علي العلم والتفكير عكس المناهج التعليمية في مصر المليئة بالحشو والتعقيد. ويضيف هاني محمود رئيس محكمة سابق الدول المتقدمة خاصة تقدس العلم والعلماء فهم يدركون أن بالعلم وحده تبني الأمم وتنهض الشعوب عكس ما يحدث في مصر فتقدير الدولة للعلم والعلماء محدود جداً ولا يتناسب مع قيمة العلم في العصر الحالي لذا يذهب العلماء إلي الخارج حيث يجدون كل الإمكانيات التي تساعدهم علي التقدم ويري خيري إبراهيم موظف أن الفساد يملأ المؤسسات من واسطة ومحسوبية وإكراميات وهده العوامل تجعل فكر الإنسان منشغلا بعمله وكيفية زيادة راتبه الشهري عن طريق الباحث عن وظيفة أخري بجانب وظيفته الأساسية وهذا يشغله عن الاختراع والابداع مطالباً بضرورة الاستفادة من مدينة زويل العلمية وتوفير جميع الإمكانيات لها. يشاركه الرأي عبدالحليم مسلم محام ويضيف أن دولتنا لا تقدر العلماء عكس الدول المتقدمة حيث يتوافر هناك مجال للبحث العلمي والإمكانيات للمخترع عكس مصر التي تدفن المواهب وتكبت المخترعين. يقول طارق محمد محاسب ان الدخل القليل للمواطن لا يعطيه وقتا للتفكير بل يعود لمنزله كي ينام ويستيقظ مبكراً ويجعل المواطن المصري يدور في حلقة مفرغة مطالباً بضرورة إعادة النظر في منظومة التعليم في مصر. يتفق معه في الرأي أشرف سعد.. ويضيف أن الحرب الآن ليست بالسلاح بل بالعلم و90% من الشباب يتعاطي المخدرات لذا يجب الاهتمام بالمراكز البحثية العلمية مثل دول كوريا والهند وشرق اسايا مع ضرورة تطوير المناهج التعليمية خاصة التعليم الجامعي. يلتقط طرف الحديث حسن أبو عميرة موضحاً المشكلة في ثقافة الشعب فالمصريون يعرفون جيداً أسماء الفنانين ولاعبي الكرة ولا يعرفون أسماء العلماء. رؤية واضحة ويري الدكتور طه الريس رئيس قسم الكيمياء كلية العلوم جامعة القاهرة: أن عدم استفادة مصر من علمائها بالخارج يرجع إلي عدم وجود رؤية واضحة ومحددة أو استراتيجية يمكن من خلالها الاستفادة من هؤلاء العلماء وهذا الأمر يرجع إلي عدة أسباب أولها أن المناخ العام في مصر أصبح طارداً للعلماء إلي جانب عدم الاهتمام بالتعليم والبحث العلمي ووضعه في أولويات اهتمامها بالإضافة إلي عدم توفير الإمكانيات المطلوبة لهم من أجهزة وورش عمل وتوفير الدعم المادي والمعنوي والأهم من ذلك أن العلماء أصبحوا مادة للسخرية في بعض الأعمال الدرامية. ويضيف الديس أن السبب الآخر هو غياب الدور الإعلامي بمختلف أنواعه عن القيام بدوره في تثقيف وتوعية المواطنين بأهمية العلم والعالم والدور الجليل الذي يقدمونه في خدمة المجتمع والنهوض به في شتي مجالات الحياة. مشيراً إلي أن الأمر يتطلب وجود إرادة سياسية حقيقية قادرة علي النهوض بالتعليم والبحث العلمي لأنه يعد الركيزة الأساسية للأمن القومي لأي دولة والنظرة إلي العالم بكل تقدير واحترام. ويوضح رئيس قسم الكيمياء بجامعة القاهرة أن توفير الإمكانيات المطلوبة للعلماء والمناخ المناسب للقدرة علي الابداع والاختراع والقضاء علي الوساطة والمحسوبية للحد من الفساد وتعيين الكفاءات القادرة علي التأثير المباشر في مراكز صناع القرارات بالدولة. بالإضافة إلي ضرورة وجود روية واضحة ومحددة يمكن من خلالها الاستفادة من علمائنا بالخارج عن طريقة تحديد الأولويات وتوفير الإمكانيات المطلوبة للهدف المراد تحقيقه عن طريق الرقابة والمتابعة والمسألة لإنجاز تلك الآمال ويري الدكتور هاني الناظر رئيس المركز القومي للبحوث سابقاً أن علمائنا وعقولنا المهاجرة هم خير سفراء لمصر بالخارج ولا تسعي الدولة لإعادتهم وإنما تلجأ إلي خلق أجواء للتعاون والتنسيق معهم من خلال زيارات متناوبة للإشراف علي مشروعات بحثية متقدمة وتدريب عدد من الباحثين المصريين في مجالات عدة. ويوضح الناظر أن الاهتمام بالعلماء يجب أن يكون من خلال خلق كيان أو أب شرعي لهم يرعي العلم والعلماء وليكن في صورة وزارة خاصة للعلوم والتكنولوجيا لكي ترعي وتستفيد من كل علمائنا بالخارج والذي يصل عددهم إلي 86 ألف عالم وباحث بالخارج فضلاً عن اهتمام القيادة السياسية وعلي رأسها الرئيس السيسي الذي يرعي العلم والعلماء مؤخراً خلال خلق بيئة جاذبة لهم مشيراً إلي أن هذا متجسد في جامعة زويل من خلال دعم الدولة باستكمال مبانيه. وقيام الدكتور مصطفي السيد بمشروع علاج السرطان بجزئيات الذهب والاستعانة بالدكتور هاني عازر من ألمانيا في وضع خطط تنفيذ المشروعات الكبيرة مثل مشروع قناة السويس الجديدة. ويوضح الدكتور أسامة عشم أستاذ الموارد البشرية أن الأسباب الرئيسية وراء فشل مصر من الاستفادة من علمائها بالخارج تكمن في سوء الإدارة وأن المناخ بالداخل طارد للعلماء المبدعين وأن مصر لا تسعي لاستعادة علمائها من الخارج ولا تخلق أجواء للتعاون معهم مثل عمل دورات علمية وإشراف علي المشروعات البحثية بدليل أن 70% من علمائنا اتجهوا للعمل خارج مصر بعد أن أصابتهم حالة من الإحباط والبيروقراطية داخل مصر. أكد عشم أننا نفتقر مفهوم فريق العمل والتفكير خارج الصندوق بمعني أننا نفعل نفس الأشياء وبنفس الطريقة ونتوقع نتائج مختلفة كما وصف "آينشتين" الغباء إلي جانب الاعتماد علي الشهادات وليس المؤهلات وهذا أيضاً ما وصفه الدكتور زويل رحمه الله عندما قال نحن لسنا أغبياء والخارج ليس أذكياء ولكن الفارق أن الخارج يحول الفشل إلي نجاح والداخل يحول النجاح إلي فشل وهذا يتجسد في ندرة الأبحاث العلمية المنشورة لأن الجهود التي تقوم الحكومة به جهود فردية وضعيفة. وتري ليلي عبدالمجيد عميد الإعلام السابق أن الوقت الحالي في ظل قيادة الرئيس الحكيمة يتم الاعتماد علي الخبراء والمستشارين من العلماء نحو اتخاذ الإجراءات المناسبة لبعض مشاكل البلد ولكن يجب أن نستفيد من هؤلاء بشكل مؤسسي من خلال اهتمام وزارة البحث العلمي والجامعات وعمل قاعدة معلوماتية لعلمائنا بالخارج وتنظيم لقاءات سنوية بينهم بين العلماء في الداخل لنقل خبراتهم مطالبة بأن تحكون الدولة واعية بكيفية التعامل مع علماء الداخل وحمايتهم من أن يلجأوا للخارج. ويري حمدي الكنيسي رئيس الإذاعة الأسبق أن السبب الرئيس رواء فشل مصر من الاستفادة من كبار علمائها بالخارج هو تراث من الاهمال أصاب حياتنا السياسية في السنوات الأخيرة والغريب أننا كنا نتباهي بعلمائنا بالخارج دون الاستفادة منهم كما حدث مع عالمنا المرحوم أحمد زويل لو استعرضنا سيرته منذ البداية كنا علمنا كيفية الاستفادة مم خبراته العملية وليس الاستعانة به مؤخراً في نهاية حياته مؤكداً أن لمواجهة هذه الأخطاء لابد من الإسراع في إصلاح حال التعليم الذي يفرز عقول خربة لا ترتقي إلي المسئولية السياسية موضحاً أن ما حدث من مبادرات لجذب علمائنا كانت من خلال جهود شخصية منهم نحو وطنهم وحبهم النابع من الفضل والعرفان دون مجهودات حكومية وللأسف المستقبل مظلم بسبب ضعف ميزانية التعليم والنهج التي ترعاه الحكومة والاكتفاء بالتصريحات والحوارات التي لا تفرز علماء ولا باحثين.