مكتبة الإسكندرية تحتضن انطلاق "عصر العلم" الإسكندرية عادل عبد الرحيم موسى وزويل وشرف في أمسية ثقافية وعلمية رائعة، شهدت مكتبة الإسكندرية حفل الإطلاق الرسمي لجمعية "عصر العلم" والتي يرأسها الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق والدكتور أحمد زويل كرئيس فخري للجمعية ، وذلك بحضور العام المصري أحمد زويل الحاصل على جائزة نوبل والسيد عمرو موسى أمين عامة جامعة الدول العربية والدكتور هاني هلال وزير التعليم العالي والدولة للبحث العلمي وجميع مؤسسي جمعية عصر العلم وعدد ضخم من الشخصيات الهامة والعلماء والباحثين والشباب الطموح. وقد حرصت شبكة الإعلام العربية "محيط" على تلبية الدعوة الكريمة التي تلقيناها من مجلس إدارة الجمعية وتغطية فاعليات المؤتمر الذي انعقد ليل الأربعاء السابع من شهر يوليو / تموز 2010 بمدينة الإسكندرية الساحلية، شمال العاصمة المصرية القاهرة، لتساهم في ظهور هذا الصرح العلمي إلى النور. فى البداية أعرب العالم المصري الدكتور احمد زويل الرئيس الفخري للجمعية عن سعادته بالتواجد داخل مكتبة الإسكندرية للمرة الثانية موجهاً كلماته للحضور الغفير قائلاً :" دائماً أحرص فى كافة المحافل على التأكيد بأننا يجب أن نظل متمسكين بالأمل ، وأغلب النماذج العالمية تؤكد بأن النمو والتطور فى كافة المجالات سواء اقتصادية أو سياسية أو علمية لم يستغرق قروناً من الزمان بل بضعة سنوات فقط ". مضيفا : " إنني أؤمن تماماً بدور الجمعيات التى لا تهدف للربح والتى تعمل على اداء دورها المجتمعى من أجل خدمة بلدنا الغالي". كما أكد زويل أن مصر سبقت العالم بأجمعه فى مجالات البحث العلمي منذ حوالي 4000 سنة قبل الميلاد ، حيث نرى الآن العديد من العلماء على مستوى العالم يخرجون علينا بابتكارات عديدة سبق لقدماء المصريين أن توصلوا إليها سابقاً . وكشف الدكتور أحمد زويل عن احدث الأبحاث العلمية والاكتشافات الجديدة التى قام بها خلال الفترة الماضية وتحديداً منذ حصوله على جائزة نوبل ، حيث سيتم خلال شهر أغسطس المقبل نشر ورقة بحثية تحمل اسمه فى إحدى المجلات العلمية التى تصدر فى الولاياتالمتحدةالأمريكية وسيتم خلالها شرح نظرية الرؤية رباعية الاتجاهات والذى سيخدم العديد من القطاعات العلمية مثل علم الضوء وعلم التشريح وعلم التنقيب عن الآثار وعلم الطب وعلم الفلك وعلم الوراثة. وكشف زويل أن المستقبل الآن يتجه نحو علوم النانو تكنولوجي والمعدات التكنولوجية الحديثة التى تساعد فى الوصول إلى أشياء لم نكن نعرفها من قبل ، لافتاً إلى أن أكبر المشاكل التى ستواجه الانسانية فى الاكتشافات الجديدة هى الأخلاق والقيم والدين. ووجه زويل نصيحة بضرورة وجود الوعى لدى المجتمع بأهمية البحث العلمى ، كذلك يجب أن نعى تماماً بأننا دائماً فى احتياج للمعرفة ، وأن البحث العلمى عبارة عن تجمع للعقول النابغة وإتاحة المناخ المناسب امامهم دون وجود قيود حتى نصل للنتيجة المأمولة. كما شدد زويل على أن مصر لديها الكثير من الكفاءات الممتازة سواء من الشباب أو الأساتذة ولكن يجب توفير المناخ الجيد حولهم حتى يستطيعوا تحقيق الهدف من وراء أبحاثهم حتى لا تتحول إلى مجرد تجارب فاشلة . وصرح الدكتور عصام شرف رئيس مجلس إدارة الجمعية ووزير النقل الأسبق وأستاذ هندسة الطرق بجامعة القاهرة قائلاً :" الجمعية تنظر للبحث العلمى كقيمة ضرورية للمجتمع ككل من خلال الشراكة بين كافة القائمين على دعم هذا المجال حيث تعتمد فلسفة العمل بالجمعية على الرغبة فى اداء دور مجتمعى جيد يتمثل فى الربط بين الباحثين والجهات المقدمة للدعم ، ونحن لدينا دوائر اساسية نعمل بها مثل التنقيب والرعاية والتنمية". أضاف :" إن جمعية عصر العلم هى جمعية أهلية غير هادفة للربح ، ونستهدف من وراء تأسيسها الإرتقاء بمجالات المعرفة والثقافة والعلوم الحديثة ، كما تأسست الجمعية بغرض المساهمة فى نشر الثقافة العلمية وتعزيز أهمية البحث العلمى والتعليم والعمل على تحقيق التواصل والتفاعل بين العلماء المصريين فى الداخل والخارج والمساهمة فى حل مشكلات المجتمع وتقديم مقترحات بالحلول المناسبة". وقال شرف : " نسعى من خلال أنشطة الجمعية لنشر الثقافة العلمية والارتقاء بها من خلال خطط هادفة لتعزيز استخدام الإسلوب العلمي وجعله منهجً رئيسياً فى التفكير ومعالجة مشكلات المجتمع ، إلى جانب المساهمة فى تنظيم الطاقات العلمية المحلية وحصرها وحشدها بهدف خلق مناخ فكرى بين الأعضاء عن طريق اللقاءات والندوات الدورية ، بالإضافة لإلقاء الضوء على العلماء المصريين الواعدين المحليين والمغتربين وإعداد قواعد بيانات بأسمائهم وتخصصاتهم ووسائل الاتصال بهم ومد جسور التعاون معهم للاستفادة من خبراتهم وتوصياتهم فى مشروعات التنمية". مشيرا على وجود خطة للارتقاء بالتعليم والبحث العلمي من خلال عرض تجارب الدول المتقدمة ومناقشتها من خلال مؤتمرات ومنتديات علمية للاستفادة من خبرات تلك الدول ، كذلك إعداد الدراسات والإستراتيجيات التى توضح رؤية العلماء واقتراحاتهم لطرق التغلب على مشكلات التعليم ومعوقات البحث العلمي وطرق توطين التكنولوجيا الحديثة فى مصر وتقديمها إلى جهات الاختصاص الرسمية ، بالإضافة لعقد مؤتمرات وورش عمل وحوارات ومنتديات ثقافية دورية لعرض وجهات النظر العلمية والمقترحات العملية فى سياسات وبرامج تطوير التعليم والبحث العلمي والأبعاد الأخلاقية للعلم والتكنولوجيا في ضوء الاتجاهات والاهتمامات العالمية الحديثة. وأكد شرف أن هناك إتجاه آخر للجمعية وهو المساهمة فى تقديم المقترحات المناسبة لربط الصناعة بالبحث العلمى وتحديد احتياجات سوق العمل وتشجيع النابهين من شباب العلماء ومساعدتهم فى توفير الإمكانيات اللازمة لإنجاز بحوثهم وتنفيذ ابتكاراتهم وعقد مسابقات لشباب المخترعين منهم وذلك بالتعاون مع الجمعيات والمنظمات والمؤسسات العلمية المحلية والدولية ذات الأهداف المشتركة ، كما ستسهم الجمعية فى إثراء وسائل الإعلام بالمعلومات والمناهج العلمية وإنشاء جسور التعاون المتواصل بين الجمعية ووسائل الإعلام المختلفة ذات الاهتمام بالداخل والخارج من خلال إصدار نشرات دورية عن أنشطه وفعاليات الجمعية واطلاع الأعضاء علي أخر ما نشر في الاوساط العلمية والبحثية . ومن المنتظر خلال الفترة المقبلة أن تقوم الجمعية بتنظيم " أسبوع العلوم" والذى يهدف لنشر الثقافة العلمية بين كافة طبقات وفئات المجتمع وسيتم خلاله تكريم الرموز العلمية المتميزية وتوزيع جوائز المسابقات على الفائزين في المسابقات والبرامج العلمية وتوزيع المنح العلمية المقدمة من المؤسسات المختلفة ، وسيتم خلاله أيضاً إقامة معرض لتبسيط العلوم لطلاب المدارس ومعرض للمسابقات العلمية والهندسية لطلاب المدارس ، إلى جانب ندوات وورش عمل حول موضوعات علمية مختلفة بإسلوب شيق وجذاب. ومن المتوقع أيضاً إنشاء أربعة متاحف علمية (Science Museum ) في مختلف محافظات مصر ، كذلك تطوير وتنفيذ برامج ومبادرات لخدمة وزيادة المحتوي العلمي (مرئى، مسموع ) باللغة العربية على شبكة الأنترنت ، إلى جانب عقد ندوات وورش عمل علمية وتثقيفية تتناول قضايا علمية وإقتصادية هامة مثل : الطاقة والطاقات المتجددة ( طاقة الرياح ، الطاقة الشمسية ، الوقود الحيوي) والمياه والغذاء والصحة والبيئة ، وذلك على مدار العام في مختلف محافظات مصر وخاصة بجامعات ( القاهرة - جامعة عين شمس - أسيوط - الإسكندرية - قناة السويس - المنصورة - جنوبالوادي). الجدير بالذكر أن الجمعية تحظى برعاية مباشرة من العالم المصرى الدكتور أحمد زويل الرئيس الفخرى للجمعية ، كما تضم فى عضويتها الشرفية الدكتور فاروق الباز والدكتور مصطفى السيد ، ويضم مجلس إدارة الجمعية نخبة من صفوة العلماء المصريين برئاسة الدكتور عصام شرف وزير النقل الأسبق ، والدكتور أحمد حمزة نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية والذى يشغل حالياً منصب رئيس الجامعة البريطانية ، والأستاذ الدكتور حسن أبو العينين أمين عام الجمعية وأستاذ جراحه المسالك البولية ومدير مركز الكلى بجامعة المنصورة ، والأستاذ الدكتور أحمد فاضل أمين الصندوق وأستاذ كلية الهندسة بجامعة المنصورة ، والأستاذ الدكتور سعد السيد حسن مدير الجمعية وعميد كلية العلوم جامعة عين شمس الأسبق ومدير المعمل المرجعى لجهاز شئون البيئة ، والأستاذ الدكتور مصطفى عبد الحميد شمعة نائب مدير الجمعية وأستاذ جراحة المسالك البولية بجامعة قناة السويس . فى النهاية ألقى الدكتور يحيى حليم زكي رئيس قطاع الشئون الأكاديمية والثقافية بمكتبة الإسكندرية كلمة بالنيابة عن الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة مرحباً بالسادة الحضور ومشيداً بمجهودات العاملين على منظومة البحث العلمى وحرصهم على تقديم كل ما يخدم الباحثين والعلماء . أشاد بحضور العالم المصرى الدكتور أحمد زويل قائلاً :" عندما نتحدث عن القرن العشرين سنجد أن أكبر علمائهم هو أينشتاين الذى غير العلاقة بين الطاقة والمادة ، والآن فى القرن 21 أصبح أحمد زويل أبرز علامات القرن بسبب اكتشافاته التى أبهرت العالم وغيرت العديد من المفاهيم ، وحقاً أصبحنا نقول (عصر ما قبل زويل وعصر ما بعد زويل) .