لم يكن لقاءً بروتوكوليًا. بل اجتماع الإخوة والمحبة لإنقاذ البشرية من الضلال. والهلاك.. الكلام ليس دبلوماسيًا. إنما واقعي موضوعي متجرد. يُشخص الداء ويصف الدواء. في حوار جاد يشير إلي نوايا صادقة لقادة كبار تحملوا مسئولياتهم أمام الله. وأرادوا التبشير بالسلام العالمي. ونشر القيم الإنسانية والمفاهيم الدينية الصحيحة. التي تحث علي التقارب والتسامح والتعاون بين أتباع الأديان لمواجهة التطرف وخطاب الكراهية. وتحقيق آمال الناس في عالم متكامل متفاهم. وترسيخ مبدأ المواطنة باعتبار الجميع يتمتعون بنفس الحقوق ويتحملون مسئوليات متساوية تجاه بلدانهم ومجتمعاتهم. في دولة الإمارات- التي صارت بفضل قيادتها الرشيدة نموذجًا يُقتدي به في الانفتاح المتوازن والتطور المحسوب بدقة. والجمع بين الأصالة والمعاصرة. في انسجام دقيق- انطلقت الجولة الرابعة للحوار بين حكماء الشرق والغرب. بلقاء تاريخي جمع بين الكنيسة الأسقفية الإنجليكانية. ومجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. أتفق تمامًا في الانطلاقة الحتمية. إن أردنا نشر السلام في العالم. التي حددها فضيلة الإمام الأكبر. قائلاً: "علماء الأديان إذا كانوا ينتوون القيام بدورهم في التبشير بالسلام العالمي. وإحلال التفاهم محل الصراع.. فعليهم أن يحققوا السلام والتفاهم بينهم أولاً. حتي يمكنهم دعوة الناس إليه".. وأُثمن مبادرة الأزهر بأولي الخطوات العملية علي هذه الطريق الطويلة بزيارة كنيسة كانتربري. ثم بابا الفاتيكان. ثم مجلس الكنائس العالمي بجنيف. تنبه حكماء الشرق والغرب في المناقشات والمداخلات والتوصيات. إلي تجديد أدوات الخطاب الديني. بالاستفادة من الثورة التكنولوجية. حيث أكدوا ضرورة إطلاق موقع رقمي. وإنتاج أفلام وثائقية تبرز تجارب التعايش التاريخية والمعاصرة. وترجمتها إلي اللغات العالمية. وبثها علي الإنترنت.. ولإيمانهم بدور الشباب والمجتمع المدني في الحوار الإسلامي المسيحي. طالبوا بعقد لقاءات شبابية متبادلة بين طلاب الجامعات.. وبناء برنامج أكاديمي مشترك للبحث في أسس وقيم التسامح والتعايش في الإسلام والمسيحية. بما يسهم في نشر ثقافة الحوار واحترام عقيدة الآخر. علي كل المستويات. وخلق عالم متفاهم. ومتكامل. يجب. كما يؤكد الحكماء. دعم أي مبادرات تسعي لتأكيد قيم التسامح والعيش. وفي مقدمتها: تجربة الإمارات. حيث وزارة التسامح- الأولي من نوعها في العالم-وتجربة مصر» حيث بيت العائلة الذي حقق نموذجًا من المواطنة الحقيقية بين أبناء الوطن الواحد. صحيح. خذ الحكمة من أفواه الحكماء. لا يفوتني الثناء الواجب. علي الحفاوة البالغة. بفضيلة شيخ الإسلام- التي شهدتها بنفسي- وحرص سمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. علي لقاء الإمام الأكبر حيث يقيم.. وإن كان هذا ليس بمستغرب من الأصيل ابن حكيم العرب.