يعد واحداً من أكثر مخرجي الثمانينيات تجديداً وتفرداً.. إذ قدم فكراً وأسلوباً راقياً وغير تقليدي.. منقلباً علي القوالب الجامدة التي اتسمت بها السينما المصرية في أغلب فترات تاريخها الطويل.. إنه المخرج "محمد شبل" والذي تعود علاقته بفن السينما إلي عام 1960 ولم يكن قد تجاوز الحادية عشرة عندما ظهر في مشهد عابر في فيلم "بين إيديك" إخراج يوسف شاهين ثم سافر خارج مصر مع والده السفير فؤاد شبل ودرس الإخراج السينمائي بالولايات المتحدة وصنع هناك فيلماً تسجلياً اسمه "يوم في حياة نيويورك".. وفي عام 1981 عقب عودته إلي مصر مباشرة شرع في تقديمم فيلمه الروائي الأول واسمه "أنياب" بطولة علي الحجار ومني جبر وأحمد عدوية والمخرج الكبير حسن الإمام بدور الراوي وقد تأثر في هذا الفيلم بالنموذج الأمريكي في الإخراج والمونتاج.. حيث مزج الدراما بالغناء والرعب واستخدم كل أشكال الفنون: الرقص. الموسيقي الرسوم المتحركة للتعبير بشكل تجريبي فائق الجودة يحمل الكثيرمن الاسقاطات الاجتماعية والسياسية. ظل "شبل" متوقفاً عدة سنوات حتي صنع فيلمه الثاني المثير "التعويذة" الذي كتب له السيناريو بنفسه من خبر قرأه في الجريدة.. وقام ببطولته محمود ياسين ويسرا وفؤاد خليل.. ثم قدم فيلمه الثالث "كابوس" عن سيناريو له أيضا وبطولة يسرا وأحمد عبدالعزيز والمخرج خيري بشارة في دور رجل العصابات.. وكان فيلمه الرابع والأخير "غرام وانتقام بالساطور" الذي عرض عام 1992 والمأخوذ عن قصة حقيقية أكثر رعباً من الخيال الذي قدمه في أفلامه الثلاثة مؤكداً أن في الحياة من فحيح الشر ما يغني عن شرور الأفلام. أطلق عليه لقب "فنان الغرابة" فقد بدأ بالفانتازيا ثم الرعب مروراً بالغرائب مختتماً بالواقعية.. تاركاً روح الهاوي متحكمة به فترك لنا حصيلة قليلة الكم متخمة بالكيف مقدماً لنا سينما نظيفة وجيدة.. حتي العنف لم يكن صريحاً ولا دموياً.. وبوفاته المفاجئة في الثاني من شهر أكتوبر 1996 عن عمر يناهز 47 عاماً وضع أمامنا العديد من علامات الاستفهام حول تفسير أفلامه.. لدرجة أن الرقابة علي الأفلام كانت تنظر له في البداية بعين الريبة وفي الوقت نفسه منحته جمعية نقاد السينما المصريين الجائزة المعنوية.