الفيلم المصرى « عزازيل .. ابن الشيطان»، الذى كتبه عمرو على وأخرجه رضا الأحمدى فى أول أعماله كمخرج للأفلام الروائية الطويلة، ليس إلا محاولة جديدة فاشلة لصنع فيلم رعب مصرى . كان فيلم «وردة» الذى كتبه محمد حفظى وأخرجه هادى الباجورى هو آخر تلك المحاولات خلال العام الماضى، ظلت المشكلة دائما متعددة الوجوه منذ إرهاصات تلك الأفلام فى الخمسينات كما فى محاولات يوسف معلوف وحسن رضا واستمرارا مع أعمال لياسين اسماعيل ياسين ومحمد حسيب، هناك أحيانا عدم وعى بطبيعة تلك الأفلام بناء وأسلوبا، وهناك لمسات الهواة التى تفسد كل شىء رغم النوايا الطيبة، ولدينا كذلك مشكلة الإمكانيات وضعف المؤثرات البصرية والصوتية، المهم أن النتيجة فى الغالب واحدة وهى تحول الرعب إلى كوميديا ، وهذا ما حققه فيلم «عزازيل» بركاكة السيناريو وبركاكة أداء ممثلين جدد لا يستطيعون ضبط التعبير المناسب بما فى ذلك تعبير الخوف والرعب، هناك فى «عزازيل» صورة معقولة بإضاءة أحمد بدوى وعناية نسبية بالمؤثرات «أحمد الأباصيرى» وموسيقى مناسبة لياسر صالح ، ولكن كل ذلك لم يكن كافيا لعمل فيلم متكامل يثير الرعب بدلا من إطلاق الضحكات فى صالة العرض، وخصوصا أن أفلام الرعب الأمريكية التى نقوم بتقليدها يتم عرضها فى صالة مجاورة، والمقارنة بالطبع ليست فى صالح الأفلام المصرية. الحكاية فى «عزازيل» عن طفل يعشق أفلام الرعب، ويهتم باكتشاف الأشباح، وعندما يكبر الشاب يعمل محاسبا، ولكننا نكتشف أيضا أنه يقوم بمطاردة الشياطين وإخراجها من أجساد الملبوسين تطوعا ودون مقابل مستغلا حفظه للقرآن الكريم، يتابع السيناريو البدائى المرتبك استعادة الشاب لقصة حب عمره مع فتاة هاجرت إلى أمريكا ثم عادت لتقع فى أيدى رجل شرير نجح كما فهمت فى استحضار عزازيل ابن الشيطان شخصيا، ويحاول من خلاله أن يسيطر على الفتاة ، وبعد مفارقات غريبة ، ينجح بطلنا فى اكتشاف وجود الأستاذ عزازيل ، ثم ينجح عن طريق تلاوة القرآن فى صرفه من المكان ، تماما كما حدث فى أفلام مثل «الإنس والجن» من إخراج محمد راضى والتعويذة» من إخراج محمد شبل، يبقى مشهد أخير يؤكد أن المعركة لم تنته، وأن عزازيل سيعاود محاولته مستقبلا رغم زواج بطلنا من فتاته ، وإنجابه لطفل يحمل اسم صديقه السمج الذى يفترض أن يكون خفيف الظل ليحقق التوزان مع رعب افتراضى لم نشعر به أصلا، كل الممثلين بلا استثناء لا علاقة لهم بالتمثيل تقريبا، وكأننا أمام عرض لإحدى فرق الهواة، الأكثر اضحاكا أن الفيلم ذكر أسماء وجوه جديدة فى فيلم لا نعرف أبطاله أصلا، يكفى أن البطولة لأسماء مثل أيمن اسماعيل وروان فؤاد وعصام اسماعيل ، هى إذن محاولة بائسة فاشلة لعمل فيلم رعب .. طيب يا شباب .. متشكرين .. سعيكم مشكور.