تجمع آلاف من مقاتلي المعارضة في شاحنات صغيرة غربي بلدة سرت مسقط رأس معمر القذافي قبل آخر المعارك الكبيرة للسيطرة علي الساحل الليبي. اختبر المقاتلون مدافعهم في الصحراء ونظفوا أسلحتهم عند خط الدفاع الرئيسي علي بعد نحو 180 كيلومترا من سرت علي الطريق الساحلي السريع. وكانت قوات المعارضة تتجمع أيضا في الشرق. قال مقاتل من مصراتة يدعي عبد الرحمن عمر "27 عاماً": الليبيون في سرت لا يريدون القتال لكن شخصيات كبيرة في نظام القذافي هي المسيطرة. نحن لا نريد اراقة المزيد من الدماء. بعد أن تدفق المقاتلون الذين يسعون لانهاء حكم القذافي الذي استمر 42 عاما علي العاصمة طرابلس وتجولوا داخل مجمعخ في المدينة الاسبوع الماضي باتوا يعتبرون سرت آخر معاقله علي الساحل. يقول المقاتلون انهم بعد سرت سيركزون انتباههم علي بلدة سبها الواقعه في صحراء ليبيا الجنوبية. ذكر كبار قادة المعارضة أن لديهم 4000 مقاتل علي الجبهة الغربية مع سرت وان تقديراتهم تشير الي أنهم سيواجهون زهاء 1000 جندي موال للقذافي اذا فشلت المفاوضات الخاصة باستسلام المدينة. وقال ضابط في قوات المعارضة يدعي محمد سالم نحن نمهل المحادثات بعض الوقت نحن مستعدون للهجوم والقتال في أي وقت. اذا رفضوا "الاستسلام" ستدور معركة كبيرة. قال معارضون للقذافي ان القوات الموالية له في سرت تحث الناس علي القتال أو الموت بأيدي المهاجمين الامر الذي يزيد تعقيد الجهود الرامية لترتيب استسلام سلمي للمدينة. قال حسن دروعي ممثل المجلس الوطني الانتقالي في سرت والمقيم بمدينة بنغازي انه لا يستطيع أن يقول ان تقدما حقيقيا تحقق بسبب الصعوبات التي تواجهها قوات المعارضة مع الموالين للنظام. أضاف أنهم يخبرون الناس بأن المعركة لم تعد من أجل القذافي بل من أجل حماية أرواحهم مضيفا أن الرسالة التي وجهها القذافي منذ ثلاثة ايام تم بثها في سرت لحث الناس علي القتال لانقاذ أنفسهم. قال متحدث آخر يدعي محمد الزواوي ان الموالين للقذافي يبلغون الناس بأن قوات المعارضة تريد قتلهم لكنه استطرد قائلا ان المجلس الوطني يوجه رسالة واضحة مفادها ان قواته لن تقتل أحدا. أضاف أن هذه الرسالة يجري نقلها عن طريق الهاتف الذي يعمل بالاقمار الصناعية الي المتعاطفين مع المعارضة في سرت والذين يتولون نشرها بدورهم قام مقاتلو المعارضة بدهان شاحناتهم الصغيرة باللونين الاحمر والاصفر في محاولة لمساعدة طائرات حلف شمال الاطلسي التي تقصف قوات القذافي في تمييز مركباتهم. كتب علي سطح العديد من تلك الشاحنات الصغيرة حرف ¢ان¢ أول حروف اسم حلف الاطلسي باللغة الانجليزية أو حرف ¢إف¢ أول حرف في كلمة صديق بالإنجليزية. كانت قافلة لقوات المعارضة قادمة من ناحية الغرب قد تقدمت مسافة 50 كيلومتراً إلي بلدة أبوقرين التي كانت أعلام حكومة القذافي الخضراء ترفرف فوق معظم مبانيها لكن القوات تراجعت بعد أن تجمع حشد من السكان يعتقد أنه موال للقذافي في مكان قريب. سرت التي حولها القذافي من قرية صغيرة إلي مدينة يقطنها 100 ألف نسمة هي الحصن الأخير للزعيم الهارب علي الساحل الذي يعيش عليه معظم سكان ليبيا البالغ عددهم ستة ملايين نسمة وينتمي كثير من سكان المدينة الي قبيلة القذافي. إلي الشرق من سرت وصل المقاتلون إلي بلدة النوفلية علي بعد نحو 100 كيلومتر من المدينة وذكروا أنهم لا يواجهون الا مقاومة ضعيفة من قوات القذافي. قال مقاتل يدعي السنوسي مبروك ¢هناك بعض الاشتباكات الخفيفة ليست لديهم "جنود القذافي" ذخيرة ومعنوياتهم منخفضة وسكان سرت سيحررون المدينة إن شاء الله سننتظر يومين أو ثلاثة أو أربعة أيام لا توجد مشكلة.. حلف شمال الأطلسي فوقنا.¢ وقال شمس الدين عبد المولي المتحدث باسم المجلس الوطني الانتقالي إن معظم السكان في سرت مناهضون للقذافي غير أن الاقلية الموالية له هي التي تملك أسلحة وتستخدم كل أساليب التخويف ووصف هذه الاستراتيجية بأنها فاشلة. قال عبد المولي ان قوات المجلس الوطني سمعت عن إعدام نحو 45 من جنود وضباط القذافي في سرت بعد رفضهم القتال من أجل ما اعتبروها قضية خاسرة. ولم يتسن التأكد من صحة الخبر من مصدر مستقل. تقصف طائرات حلف شمال الاطلسي مواقع عسكرية ومخازن أسلحة للقوات الموالية للقذافي في سرت. سمع أزيز الطائرات الحربية بالقرب من أبو قرين لكن لا يوجد دليل علي غارات جديدة. تقول القوات المعارضة للقذافي ان الوقت في صالحها وانه لا توجد مهلة محددة لاستسلام المدافعين عن سرت التي تعاني من انقطاع الكهرباء ونقص الاغذية والادوية.