عندما كنت ادرس في المدرسة منذ عقود تعلمت النشيد المصري وعرفت أهمية مصر ومكانتها في الوطن العربي وعلاقاتها الطيبة والتاريخية مع السلطنة وسمعت من كثير من الساسة والمثقفين انها قلب العروبة النابض. ولا يزال ابنائنا يسمعون الكثير حول هذه العلاقة وأهمية مصر ولذا فان ما يحاك الان ضد هذه الدولة العريقة بحضارتها وتاريخها ومواقفها يثير القلق والتساؤل ويحفز علي الوقوف معها نظرا لاهمية استقرار مصر ووحدة ترابها وسيادتها فقوتها ضرورة لاننا نعي جميعا كعرب ان مصر هذ الجهة والهدف القادم بعد سوريا ولذا يتكاتف عليها كثيرون!! ان علاقاتنا طيبة ومتينة كعرب مع مصر رغم اختلاف بعض الحكومات مع الحكومة المصرية ولكن اختلاف وجهات النظر هذه لا تفسد للود قضية. بل علينا التكاتف والتواصل لحل الخلافات بيننا بالطرق السليمة والهادئة وبالمصارحة فيحق لنا أن نتعاتب ونختلف ولكن علينا ايضا ان نكون منصفين ونحسب الخطوات قبل التحرك في الاتجاه الاخر ومن حقنا ان نحزن لما تتعرض له مصر وما تواجهه من مشكلات. ولكن كل ذلك لاسباب نعرفها ولا يمكن تجاهلها ومع ذلك تسعي الحكومة المصرية لاعادة مصر لمكانتها داخليا وخارجيا وتبذل جهودا كثيرة لذلك. المنطقة العربية بين مد وجزر وتشهد احداثا متسارعة مثل التقلبات المناخية. لا تعرف اين ستضرب هذه المرة لذا علينا كعرب الحذر كل الحذر. وان نقرأ ونري ما يحدث في العراق الان وكذلك سوريا وعلينا ان نعي ان صلابة الموقف المصري مع الحق العربي مستمر وضارب الجذور. ولا ينسينا موقف عابر أو خطأ ما الأهم الحفاظ علي قوة مصر ومكانتها وعدم تركها للحملات الخبيثة والنوايا الفاسدة للاضرار بعلاقات مصر مع الدول العربية الأخري أو الصيد في الماء العكر وتعميق الخلافات معها أو تركها تغرق كما غرقت العراقوسوريا فاذا انهارت مصر سينهار الجميع!! ما زلت اتذكر مقولة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي "أن مصر ملتزمة تماماً بأمن الخليج" ووصفه العلاقات مع الدول الخليجية بانها جيدة. وأمن مصر من أمن الخليج. هي كذلك مصر عبر التاريخ بمواقفها المشهودة فلا تتركوا مصر تحارب وتصارع الأمواج لوحدها فيكفيها ما جري لها ضرب السياحة ومن ثم الزراعة واعلام خارجي موجه. وموجات ارهابية تحدث هنا وهناك ولا ننسي انخفاض العملة المصرية وغيرها. واستمرار الوضع وتفاقمه سيؤدي لنتائج لن تتضرر منها مصر فقط بل دول المنطقة لاحقا فأرض الكنانة مصر تصارع الأمواج داخليا وخارجيا بسياساتها وبعد نظرها وخبراتها وساساتها يمكن ان تتجاوز هذه الامواج خاصة اذا وقفنا بجانبها واوقفنا اشتعال النيران بيننا كعرب لان هناك متربصين خارجيين ينتظرون الفرص لاضعاف مصر وكذلك لابعادها عن الشأن القومي العربي. حقيقة القول أن المرحلة الراهنة تتطلب وحدتتنا كأمة عربية واسلامية. وهي فرصة تاريخية للتغيير والعبور وتجاوز الوقوع في المستنقع الذي يحاك ضدنا من صراعات تهدد استقرارنا وامننا وثرواتنا. وهذا الظرف الاستثنائي يتطلب من الجميع ضرورة التكاتف والتعاون من اجل استقرار وطننا العربي الكبير من الخليج إلي المحيط. من الضروري مراجعة الحسابات والاحداث الماضية وتحليلها وما آلت إليه أوضاعنا العربية والخروج بالدروس المستفادة ولا نخدع انفسنا ولا نسمح لأي بأن يضحك علينا أكثر قال تعالي "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" ولا ننجرف وراء أي ضجيج في هذا العالم الذي يعمي البصائر عن جوهر الحقيقة فلا علاقة دائمة ولا صداقة دائمة. وإلا سنجد أنفسنا جميعاً في مصير واحد فاتحادنا قوة لمنع أي تقسيم أو حروب قادمة! ولا نتوقع من مصر أن تتوافق دائماً في وجهات النظر مع كل الدول العربية أو الاجنبية حول كل القضايا ولا يمكن ان توضع إلا في موقع الحريص علي المصالح العربية. لذا فاية خلافات قد تنشأ فانها مجرد اختلاف في وجهات النظر والحسابات السياسية لا أكثر. وتبقي علاقة مصر والعرب تاريخية ومصيرية في هذا المحيط السياسي الهائج.. فاعيدوا النظر يا عرب واتحدوا في كل مواقفكم وعلاقاتكم قبل ان تقع الفأس في الرأس كما يقال.. والله من وراء القصد.