"الإنسان موقف- والحياة يتعذر استمرارها بدون النقيضين معاً الأبيض والأسود - وأنا أعاهدك بأن قلبي وقلمي سيقفان دائماً إلي جانبك حتي نعبر معاً جسر الأمل".. تلك هي المقدمة والبداية لإحدي العلامات المضيئة. والمميزة لجريدة "المساء" التي خَبرت أهمية التواصل مع القارئ. والجمهور. ومشاركته همومه. إنه باب ¢قلبي يسأل¢. الذي قدمته الكاتبة الراحلة المبدعة آمال عبدالوهاب ما يناهز الثلاثة عقود.. والتي لم تدخر خلالها وسعاً نحو مساعدة قرائها. وعشاق ذلك الباب العتيد.. الذي كان سلاحه وترياقه عذوبة السرد. وسهولة التناول. ومن ثم حل المشاكل. واعطاء دروس للمراهقين والكبار الذين كان يخونهم التوفيق في تصرفاتهم فيوقعون انفسهم في مشكلات يتم عرضها بالباب. وعلي الرغم من وجاهة السعي لزيادة التوزيع. والانتشار. فلم يكن هذا هو الهدف الوحيد ل"المساء" من وراء هذا الباب. وعلاوة علي عشق القراء لهذا الباب. وتفاعلهم معه بصورة بالغة. وخاصة المراهقين. والشباب. واحتياجهم لخبرات. ومعارف الآخرين. وكذا معرفة آراء وحلول الكبار. ولكن الهدف الاسمي هو الدور الاجتماعي الإيجابي. والمساهمة في نمو المجتمع وتهذيب نفوس ابنائه. تميزت الكاتبة آمال عبدالوهاب بأسلوب شيق جذاب يجمع بين العقل والمنطق. مستشهدة بالآيات القرانية الكريمة. والأحاديث النبوية الشريفة. والأمثلة. والحكم. والاقوال المأثورة. مضافا اليها الحلول المنطقية. والتي لا تتناقض مع المجتمع. أو الدين في تناول المشكلات العاطفية. أو الاجتماعية. أو حتي المادية. ونتيجة لما سبق فقد نال باب ¢قلبي يسأل¢ ثقة الجمهور وخاصة بعد أن وجدوا حلولاً واقعية ومنطقية مقبولة لمشاكلهم المتنوعة. والتي تحقق الصحة والسلامة النفسية لأصحاب الشكاوي بأنواعهم.