عجباً لحبيبتي.. أراها دائماً شابة يافعة مهما تعاقبت عليها السنون.. عاماً بعد عام أتابعها بحب وحنان وعشق ولهفة.. فأجدها لا شاخت ولا ضرب الشيب مفرقها.. بل تزداد حسناً ورونقاً وشباباً. واليوم.. وهي تتم عامها الستين لا أري منافسا لها.. ورغم أنها من نفس جنس أقرانها إلا أن أحداً لا يشبهها مهما حاول البعض تقليدها أو التشبه بها أو الاقتباس منها. عجباً لحبيبتي: معها بدأت حياتي.. وبها ارتبط اسمي فوق البلاط الملكي وسيظل.. وعلي جوادها جبت الشرق والغرب.. وبسيفها حاربت أعداء الحياة.. وها أنذا علي أريكتها التقط انفاسي في استراحة محارب بعد عناء السنين.. ومازالت هي حبي الأوحد. طوال عقودها الستة.. أعطت بلا حدود ولم تطلب يوما ثمنا لهذا العطاء سوي الاخلاص والوفاء.. اتمني أن اكون كما طلبت وتمنت.. مخلصاً ووفياً لها. إنها "المساء".. أمي وابنتي وحفيدتي.. حبيبتي ومعشوقتي.. إنها النفس الذي اتنفسه. والروح التي تسري في جسدي حتي يسترد الله وديعته.. فكل عام وهي شابة جميلة وأنيقة وفاتنة. *** وفي عيدها الستين.. أتوقف امام 3 ملاحظات وحقائق رأيت ضرورة عرضها وتسجيلها للأمانة والتاريخ: * اليوم أيضا تمر علينا الذكري 43 لنصر أكتوبر العظيم.. هذا النصر الذي غير مجري التاريخ وخريطة العالم ومازال التغيير مستمراً. يشاء المولي سبحانه وتعالي أن يوافق عيد ميلاد "المساء" نفس اليوم الذي عبرنا وانتصرنا فيه فيما بعد.. إنها هبة السماء لجريدتنا العظيمة ولكل أبنائها مع تعاقب أجيالهم.. وهو ما يعطينا دفعة معنوية قوية لبذل المزيد من الجهد والعرق والفكر للحفاظ علي ما حققه روادنا وما نسعي لصونه والبناء عليه. * علينا أن نتذكر دائما زملاءنا الذين اثروا العمل طوال حياتهم.. منهم من رحل عن دنيانا مثل الأساتذة حسن إسماعيل وعايدة صالح ومحمد عبدالدايم وشفيق خالد والشاعر كمال عمار ورشيد الليثي وفاروق يوسف وعبدالفضيل طه وحمدي النحاس وصبحي الشاروني وآمال عبدالوهاب ومحمد الزيات وزينب الصيرفي وحافظ فايد وعبدالسيد وليم ونعيمة عبدالنبي وعبدالعزيز أبو حسين ومحمد نجيب علي وعبدالعزيز خاطر وماهر حسين وعادل الحلفاوي وسيد أحمد ومجدي يوسف ومصطفي حمادة وصابر عوض وصلاح عبدالرحيم وجمال امبابي ومحمود عبدالفتاح وجمال عطا وأحمد عوض والكابتن أنور "وسامحوني إن نسيت أحداً" ومنهم مازال يعطي بلا كلل اطال الله أعمارهم أمثال الأساتذة محمد جبريل وخيرية البشلاوي ومحيي السمري وحنفي أبو السعود وعبدالحليم طه وأحمد السلامي ورفعت خالد وزكي مصطفي ومنهم. من تركنا وفضل أن يستريح ادام الله عليهم الصحة والعمر مثل الأساتذة حسنة حنفي وسهير شفيق وأحمد رجائي كل هؤلاء ابناء "المساء" وحتي من جاءوا من "الجمهورية" فقد صبغوا بصبغة "المساء" وبذلوا كل جهد لرفعة الجريدة امثال الأساتذة سالم أباظة وعلاء دواره وحسين الرخاوي وعبدالفتاح موسي ومحمد تهامي ومحمد إسماعيل ومصطفي حرب رحمة الله عليهم والأستاذين السيد العزاوي وصبري عفيفي اطال الله عمرهما ومتعهما بالصحة والعافية. ولا يفوتني هنا أن أذكر الزملاء الذين تولوا رئاسة تحرير هذه الجريدة العظيمة وبذلوا جهوداً مضنية حتي تظل منارة للفكر ومنصة للرأي الحر وفي مقدمتهم الأستاذ محمد فوده الذي تولي منصب مدير التحرير ومنه إلي رئاسة التحرير الذي سلمه لي فيما بعد. ثم جاء الأساتذة جمال أبوبيه. ومؤمن الهبَّاء. وسامي حامد رئيس التحرير الحالي.. الكل أعطي وحافظ علي هذا الكيان الكبير. لقد آثرت أن اذكر كل هذه الاسماء علي كثرتها وفاء لهم وحبا فيهم.. فمن ليست له جذور لن تكون له فروع وحتي يعلم أولادنا الشباب الذين لم يعاصروا الكثيرين منهم أن جريدتهم كانت زاخرة بالأساتذة الكبار والعظام الذين اثروا الصحافة ورفعوا شأن الجريدة.. وإذا لم نتذكرهم ونذكرهم في هذا اليوم فمتي نتذكرهم ونذكرهم..؟؟ * الأستاذ سمير رجب هو صانع نهضة "المساء".. وهذه حقيقة لا يزايد عليها أحد ولا يجرؤ كائن من كان أن ينفيها.. فمنذ تولي رئاسة تحريرها اعتمد علي الشباب وحارب بهم وغير من شكل ومضمون الجريدة ووضع أسس الصحافة المسائية.. كان استاذا متفردا في العناوين لا يدانيه فيها أحد وأفرد أبواباً جديدة مازال بعضها ينشر حتي اليوم مثل مع تحياتي للمساء وأهلا وقلبي يسأل ونماذج الامتحانات.. باختصار.. اهتم بكل ما يشغل ويهم القارئ والشارع بوجه عام في شتي المجالات ابتداء من لقمة العيش إلي الرياضة والفن فقفز بالتوزيع من 6 آلاف نسخة في اليوم إلي قرابة نصف مليون نسخة. أما علي المستوي الشخصي فإن الأستاذ سمير رجب هو استاذي واستاذ كل أبناء جيلي وأبي الروحي أيضا الذي وقف بجانبي صحفياً وصحياً وإنسانياً.. ساندني مهنيا وحملني إلي أرقي المستشفيات عندما سقطت وأنا اعمل نتيجة الجهد الزائد وتوقف قلبي ثم رشحني لرئاسة التحرير عام 2005 فكنت أول رئيس تحرير للمساء من أبناء المساء.. لذا.. فإنني ادين له بحياتي. *** يا جريدتي الأثيرة.. عقبال 100 سنة وأنت منارة للصحافة المسائية.. ويا كل أساتذتي وأبناء جيلي وتلاميذي وأولادي من الشباب الواعد الجميل "المساء" أمانة في أعناقنا جميعا.. وشهادة حق فأنتم لا تبخلون وتحافظون علي سياستها التحريرية وأسلوبها المتفردين وتوليفتها المبتكرة.. دعواتي لكم جميعا وكل عام وأنتم بخير.