إذا كانت أمريكا قد عينت نفسها شرطي العالم. وإذا كانت قد توهمت أن إرادتها وقوانينها المحلية وقراراتها الداخلية أوامر نافذة علي الدنيا بأسرها ولو خالفت مواثيق الأممالمتحدة والقانون الدولي. وإذا كانت تظن أنها من جنس غير البشر. وإذا كانت تعتبر كل الدول بلا سيادة أمام أطماعها وسفاهاتها ووقاحاتها.. فإن هذا كله شأنها الخاص لا دخل لنا به.. المهم هنا موقفنا نحن ومن يستجيب لها رغباً أو رهباً..!!! أمريكا جست نبضنا تجاه العراق فوجدتنا "نائمين في العسل".. وعلي الفور احتلت أرض الرافدين ودمرتها ونحن صامتون صمت الحملان بل إن العرب ساعدوها علي ذلك خوفا أو غباء أو جهلا.. وهو نجاح لم تكن تتوقعه.. ومن ثم استمرأت اللعبة القذرة وبدأت في تنفيذ باقي مخططها المعد سلفا في مطابخ "سي. آي. إيه" والموساد تحت عنوان "سايكس بيكو - 2" حيث دخلت علي تونس "بوابة ثورات الربيع العبري" ومنها إلي مصر وليبيا واليمن وسوريا والكل صامت وخانع ومستكين ومخدوع بأنها ثورات شعوب عربية.. الكل سقط بجدارة في المستنقع ومازال ولم تنج من هذه المؤامرة سوي مصر التي تلاحم شعبها وجيشها ولحقت نفسها بعد أن زلت قدماها في مستنقع إخواني عفن وعميل لواشنطن لمدة عام.. ويحسب لهذه النجاة التي كانت لطمة مدوية لأمريكا وإسرائيل ودول محور الشر "قطروتركيا وبريطانيا" أنها أخرت نقل مستنقع الدم والتقسيم والابتزاز إلي دول الخليج العربية. الآن.. جاء الدور بفجور ووقاحة ودعارة سياسية غير مسبوقة علي دول الخليج.. والبداية الصريحة مع السعودية جنبا إلي جنب مع مناوشات متفرقة وتصعيد طائفي في البحرين والإمارات كتسخين لما هو قادم بعد الخلاص من أرض الحرمين.. بالدور يعني. الكونجرس الأمريكي أصدر قانون محاسبة الدول الراعية للإرهاب "جاستا" الذي يسمح لأسر ضحايا 11 سبتمبر بمقاضاة السعودية بحجة أن 15 من مواطنيها من بين 19 إرهابيا نفذوا الهجمات.. قانون غبي مثل من صوتوا عليه بالتأييد.. قانون ابتزازي يخالف القانون الدولي بشأن سيادة الدول.. ومن ثم يمكن أن تكتوي به أمريكا ذاتها خاصة أن جرائمها لا تعد ولا تحصي ابتداء من ضرب هيروشيما ونجازاكي بالقنابل النووية في أغسطس 1945 وانتهاء بليبيا وسوريا مرورا بأفغانستان والعراق واليمن والصومال وغيرها.. كما يمكن أن تكتوي به أيضا حليفتاها تركيا في مذبحة الأرمن وبريطانيا التي اشتركت معها في معظم جرائمها.. والأهم أنه يمكن أن تكتوي به ربيبتها إسرائيل وما أكثر مذابحها التي تحتاج إلي مجلد. الكثيرون من المتخصصين علي اختلاف تخصصاتهم أدلوا بدلوهم شرحا وتشريحا لهذا القانون البلطجي الابتزازي وطرق مواجهته وقد فتحت لهم وسائل الإعلام المختلفة الصفحات وساعات الإرسال وهذا شيء جيد.. لكن من وجهة نظري فإن الكلام فقط لن يجدي مع دولة شعارها الرسمي "البلطجة والابتزاز" ولابد من عمل جماعي دولي وعربي. تعالوا نبلطج زيهم وهذا من حقنا وواحدة بواحدة والبادي أظلم.. هم أصدروا قانونا لابتزاز السعودية وسرقة أموالها.. طيب.. كفانا صمتا واستكانة وخنوعا فهذا ما جنيناه من صمتنا المريب واستكانتنا الفاضحة وخنوعنا المذل.. لابد أن يتحد العرب وتصدر برلماناتهم قوانين مماثلة ويرفع أسر ضحايا الغزو الأمريكي للعراق وليبيا وسوريا واليمن قضايا تعويضات.. ثم ماذا يمنع السعودية ودول الخليج الأخري من سحب ودائعها واستثماراتها من أمريكا وإلغاء صفقات السلاح؟؟.. ما المانع من تغيير عملة بيع البترول بأن تكون عملات أخري غير الدولار؟؟.. لماذا لا نقنع اليابان بأن يصدر برلمانها قانونا مماثلا ورفع قضايا تعويضات ضد أمريكا من أسر ضحايا القنبلتين النوويتين؟؟.. ولماذا لا يتم تقديم شكاوي إلي المحكمة الجنائية الدولية ضد قادة وجنود أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وتركيا لملاحقتهم أينما أقاموا أو ارتحلوا..؟؟ صدقوني.. إذا لم نخرج من صمتنا إلي عمل جماعي إيجابي فإن أمريكا سوف تفجر أكثر وأكثر وتبتز العرب والعجم علي السواء.. تذكروا المقولة الخالدة "قالوا يا فرعون إيه فرعنك.. قال ملقيتش حد يلمني".. ألم يحن الوقت للم الفرعون الأمريكي..؟؟