نحن المصريين ليس لنا رأي ولا رؤية في نظامنا التعليمي. سواء أكان التعليم قبل الجامعي. أو التعليم العالي في الجامعات.. كل وزير يأتي للوزارتين يتصرف وفق هواه. فتطرأ له فكرة. ويقوم بتنفيذها حتي لو عارضها البعض. والحل في هذه الأمور أن يكون لدينا مجلسان متخصصان في هذين النوعين من التعليم.. بحيث إذا طرأت فكرة علي الوزير يعرضها علي المجلس المختص. الذي يناقشها ويناقش أسبابها.. ثم يقرر إذا كانت الفكرة صالحة. فيطبقها الوزير المختص. أو غير صالحة. فيرفضها. وعلي الوزير أن يلتزم بهذا الرفض. لنأخذ مثلاً.. كانت الدراسة الابتدائية 6 سنوات.. وجاء أحد الوزراء وجعلها 5 سنوات فقط.. وبعد خروج هذا الوزير من منصبه. ألغيت الفكرة. وعادت الدراسة 6 سنوات. كما كانت قبل الإلغاء. هناك وزير أدخل نظام تحسين المجموع في المدارس الثانوية العامة. وطبقه عدة سنوات.. وانتهت الفكرة بخروج الوزير. وعاد نظام المدارس الثانوية بدون تحسين المجموع. لا أدري من هو صاحب فكرة التعليم المفتوح في الجامعات حتي الآن.. ولست متذكراً فسلفة هذه الفكرة. ولا السنة التي بدأت فيها.. لكن علي كل حال. التحق عشرات الآلاف بنظام التعليم المفتوح حتي الآن.. وتم تخريج عدد منهم.. وسويت أوضاعهم وفق هذا النظام طبقاً لشهادتهم الجامعية.. وكثير منهم التحق بالنقابات المهنية التي قبلت هؤلاء الخريجين. اليوم هناك حرب علي نظام التعليم المفتوح.. البعض ينادي بإلغاء الفكرة أصلاً.. والبعض يطالب باستمرارها مع إدخال نوع من التعديل عليها.. وهناك نقابات مهنية أعلنت أنها لن تقبل خريجي هذا التعليم. المجلس الأعلي للجامعات قرر أن يستمر تجميد القبول ببرامج التعليم المفتوح بالجامعات المصرية حتي إشعار آخر.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: أين كان هذا المجلس عندما أقر نظام التعليم المفتوح؟!.. ولماذا لم يعترض عليه؟!! الدكتور أشرف حاتم. أمين المجلس الأعلي للجامعات. صرَّح بأن هناك 5 جامعات تقدمت ببرامج مهنية للجان المختصة بالمجلس لمناقشتها واتخاذ قرار بشأن الموافقة علي افتتاحها بتلك الجامعات من عدمه.. مشيراً إلي أن جامعات القاهرة وعين شمس وبني سويف ضمن هذه الجامعات. وقال الدكتور أشرف حاتم إن أغلب البرامج المهنية المقدمة من قبل الجامعات المذكورة. هي برامج في التربية. والآداب. والألسن. مؤكداً أنها دبلومات مهنية تحسن المستوي. ولا تعتبر ملزمة أو مسوغاً للتعيين.. بمعني أن الجهات العاملة في سوق العمل لها الحرية في قبول شهادات هذه الدبلومات من عدمه. وهنا يجب أن نسأل الدكتور أشرف حاتم: هل هناك جهات حالية تقوم بتعيين الخريجين؟!.. وهل هناك فرص لتشغيلهم؟!.. لو كان الأمر كذلك ما زادت حدة البطالة حتي وصلت إلي أكثر من 30 في المائة من عدد العاملين!! ثم يا دكتور أشرف: ما قيمة هذه الشهادة المهنية أصلاً إذا لم تكن الدولة معترفة بها؟!.. ولماذا تجبرون الطالب أو الطالبة علي أن يرهق نفسه في التعليم. ثم تكون النتيجة في النهاية "صفر"؟!.. ألست معي أن هذا نوع من التهريج. يسود التعليم الجامعي؟!.. فمرة نفتح الباب لقبول التعليم المفتوح. وبعد عدة سنوات نقول: إننا أخطأنا. ولم نقصد!!.. ويجب إلغاؤه أو تجميده!! يا أخي الدكتور أشرف حاتم: فضوها سيرة والغوا هذا النظام بدل هذه البلبلة التي وقعتم فيها.. بل أقول لك: اسحب الشهادات التي حصل عليها الخريجون في سنوات سابقة.. وأعطوهم وثيقة بأنكم: آسفون. وآسفون.. لأنكم ضيعتم وقت الطلبة فيما لا طائل وراءه!! واختتم الدكتور أشرف حاتم تصريحه لصحيفة "اليوم السابع" أنه من المنتظر وجود تعليم عن بعد. يبث فيه جزء كبير من المادة العلمية علي الشبكة العنكبوتية. واليوتيوب. وجزء علي البرامج التليفزيونية للجامعات. التي تملك هذه الميزة.. مؤكداً أن نظام التعليم المفتوح لن يمنح شهادات معادلة للبكالوريوس والليسانس مثل التي تمنح للطلاب القدامي. وأكد الدكتور سيد تاج الدين. مدير مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة أن التسجيل لقبول طلاب جدد موقوف لحين إشعار آخر.. مؤكداً أن شهادة الديلومة المهنية. لا تعادل أي شهادة أكاديمية. ولا تعتبر شرطاً لأن تؤهل لشهادات أكاديمية. وهو قول ينطبق عليه المثل الشعبي: "نقفل الشباك ولا نفتحه"؟!!