أستكمل ما بدأته بالأمس. عن اختيار سكرتير عام جديد للأمم المتحدة. ليحل محل السكرتير العام الحالي بان كي مون. الذي تنتهي ولايته بنهاية هذا العام. قلت بالأمس إن الدكتور بطرس غالي. هو السكرتير العام الوحيد الذي حصل علي فترة واحدة "5 سنوات" في منصبه. بسبب اعتراض الولاياتالمتحدة علي استمراره لفترة ثانية. وأضيف اليوم. إن أول وثاني سكرتير عام للمنظمة الدولية حصل كل منهما علي فترة ثانية. لكنهما رحل قبل استكمالها. تريجيف لي. أول سكرتير عام تولي عام 1946. وأعيد انتخابه عام 1951. ومات عام .1952 جاء بعده داج همر شلد عام 1953. وأعيد انتخابه لخمس سنوات أخري عام 1958. تنتهي عام 1963. لكنه اغتيل في الكونغو. أثناء توجهه إليها في مهمة سلام لإنقاذ البلاد من حرب أهلية. حيث أسقط المتمردون طائرته. وقتل في الحادث قبل عامين من انتهاء مدته في المنصب. قلت أيضاً إن أفريقيا. حصلت علي المنصب لعشر سنوات. ولكن بشخصين هما بطرس غالي. وكوفي عنان. أي أنها شغلت المنصب لمرة واحدة. متساوية بذلك مع أمريكا اللاتينية. وأضيف اليوم أن هذا ظلم لأفريقيا. التي يزيد عدد دولها علي ضعف عدد دول أمريكا اللاتينية. وبالتالي فهي لم تحصل علي ما تستحقه. قياساً علي هذا المعيار. ومع ذلك فالمرشحون التسعة الآن لاختيار السكرتير العام التاسع من بينهم. ليس فيهم أفريقي واحد. بينما فيهم اثنان من أمريكا اللاتينية. وفي الأممالمتحدة. اتجاه جديد يميل إلي منح المنصب هذه المرة لمرشح من دول شرق أوروبا.. وأن تتولي المنصب لأول مرة في تاريخ المنظمة الدولية.. امرأة. الرسالة التي تبعث بها المنظمة الدولية من خلال هذا التوجه واضحة. فالأوروبيون الثلاثة الذين تولوا المنصب من قبل. جميعهم من دول أوروبا الغربية: النرويج. السويد. النمسا. وكان ذلك في ظل الحرب الباردة. وانقسام العالم إلي معسكرين.. غربي رأسمالي. وشرقي شيوعي. وهيمنة الغرب علي مقدرات المنظمة الدولية. الآن. وبعد انتهاء هذا الوضع. والتغيير الذي حدث في أوروبا الشرقية سابقاً. وانضمام دولها بعد هذا التغيير إلي عضوية الاتحاد الأوروبي. وبعضها إلي حلف الأطلنطي. أصبح من حق دولها من وجهة نظر الأممالمتحدة أن تحصل علي المنصب. مكافأة لها علي هذا التحول. أما الاتجاه إلي تولي امرأة منصب السكرتير العام للأمم المتحدة. فهو تدشين من جانب المنظمة الدولية لحملتها من أجل تمكين المرأة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً في كافة دول العالم. وتريد أن تقدم قدوة في هذا المجال في أعلي منصب دولي فيها. واستجابة لهذا التوجه. سنجد أن هناك من بين المرشحين التسعة. خمس نساء: "كريستيانا فيجرز" من كوستاريكا. وكانت تقود مفاوضات تغير المناخ.. و"سوزانا مالكورا" وزيرة خارجية الأرجنتين.. و"هيلين كلارك" رئيسة وزراء نيوزيلندا.. و"إيرينا بوكوفا" مدير عام اليونسكو. من بلغاريا.. و"كريستانيا جورجينا" نائب رئيس المفوضية الأوروبية. وهي بلغارية أيضاً. ويقال إن المرشحة الكوستاريكية انسحبت من السباق. إلا أن ذلك لم يقلل من قوة المنافسة بين الباقيات. وبينهن وبين المرشحين الرجال. ويبدو أن العدد الكبير من المرشحين. وعدم وجود شخصية من بينهم يمكن أن يقال إنها تملك مقومات حسم السباق. وكذلك عدم وضوح اتجاهات أمريكا وروسيا بالتحديد حتي الآن حول المرشح الذي يمكن أن تقف كل منهما وراءه بقوة. لم يسمح لأي من المتابعين للحملة ترجيح شخص معين للفوز بالمنصب. لقد أجرت الأممالمتحدة حتي الآن أربعة استطلاعات رأي مبدئية بين أعضاء جمعيتها العامة. وعددهم 193 دولة. لجس نبضهم حول المرشح المفضل.. وفاز بالمركز الأول في الاستطلاعات الأربعة رئيس وزراء البرتغال السابق "أنتونيو جيترز" الذي كان يشغل منصب المفوض السامي للاجئين بالمنظمة الدولية حتي العام الماضي. وهي مشكلة.. فهو لا ينتمي لشرق أوروبا. بل لغربها.. وهو ليس امرأة.