تفاعل خبراء السياحة بالإسكندرية مع ملف "المساء" المنشور قبل أيام تحت عنوان "جسور مشروخة" حول اتفاقيات التآخي والتوأمة بين المدن المصرية ومثيلتها في قارات العالم المختلفة. كشف رجال السياحة في الثغر عن وجود أكثر من 40 اتفاقية بين "العاصمة الثانية" ودول العالم.. وطالبوا بتفعيلها لتعود الإسكندرية إلي مكانتها علي الخريطة السياحية. قالوا إن الإسكندرية علي مدار السنوات الأخيرة لم تعد علي الساحة الثقافية أو السياحية لتغرق في بحر مشاكل القمامة والصرف الصحي والمباني المخالفة. يقول الخبير السياحي اللواء إيهاب فاروق وكيل وزارة السياحة والمصايف السابق حضرت توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية بين الاسكندرية ودول العالم الأوروبي والعربي ومن المفروض أن تفعل الاتفاقيات من الجانبين ولكن للأسف توقفت الاسكندرية تماماً عن تفعيل أي اتفاقية دولية لعدم وجود إرادة حقيقية لدي الجهاز التنفيذي لتفعيلها.. بالرغم من أنه لو حدث ذلك لكان هناك طفرة اقتصادية وسياحية وسياسية تعود بالخير علي البلاد بصورة عامة. قال: تناقشت بالفعل مع رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب حول ضرورة البحث عن البعد الغائب لعودة السياحة للثغر لكن مع رحيله توقفت الفكرة وللأسف لا يوجد بالثغر اهتمام واضح ينعكس علي الخارج لوضعنا علي الخريطة الدولية بالإضافة إلي عدم وجود أصحاب خبرة لتفعيل الاتفاقيات ولا متابعة لنوعية الاتفاقيات والتآخي ولا بنودها ولا مع أي دولة حتي نفتح لمصر آفاقاً جديدة في حاجة إليها الآن لأن للأسف القائمين علي السياحة انشغلوا بتأجير الممشي والشواطئ وتحصيل الأموال وانعدمت الخبرات فانتهت الشواطئ وهربت السياحة وأصبحت المسألة كم نحصل من الأموال دون النظر إلي الخدمة السياحية التي تقدمها ولا نوعيتها أو المستفيد منها. قال: المسئولون بالثغر من محافظين سابقين انشغلوا بقمامة الشارع والمباني المخالفة وسوء حالة الرصف وانصرفوا عن التوعية السياحية وأصبحت قمة الثقافة لدينا هو التصوير في مهرجان السينما فلا مسارح ولا قصور ثقافة ولا أنشطة فنية تجلب بدورها سياحة مختلفة. أضاف: لدينا أكثر من أربعين اتفاقية دولية لا يتم تفعيلها بعد أن كنا عاصمة للثقافة الإسلامية وللسياحة العربية والمحافظة الأولي الصديقة للبيئة بلا تدخين. واستطرد قائلاً: الإسكندرية بها العديد من المشاكل ولا توجد نية صادقة للإصلاح فأين هي الآثار الغارقة التي كانت تجذب عشاق السياحة والآثار غرقت في الصرف الصحي إننا في حاجة إلي أهداف ورؤية وجدول زمني نسير عليه لتحقيق الأهداف لعودتنا للخريطة السياحية. أما الدكتور إسلام عاصم نقيب المرشدين السياحيين فيقول: للأسف لا يوجد حالة من التواصل بين القيادات التي يتم تغييرها سواء من محافظ أو آخر وكنا غير ذلك منذ ست سنوات فالقادم الجديد لا يعلم شيئاً علي اتفاقيات التآخي أو التوأمة ولابد من الموظفين المسئولين عن ملفات السياحة إخبار المحافظ وإفهامه لطبيعة الأمور لأن إدراك المحافظين ضعيف فيما يتعلق بالاتفاقيات الدولية التي عقدت بالسابق وبالتالي ينشغل المحافظ بالملفات الداخلية ونترك السياحة حتي انعزلنا عن الخريطة السياحية. قال: سبق وأن حضرت توقيع العديد من الاتفاقيات منها مع عمدة برشلونة في عهد اللواء عبدالسلام المحجوب ولابد للسياحة والمصايف بتوجيه دعوة لعمد الدول التي وقعنا معها اتفاقيات حتي تعيد الوجه السياحي المفقود للإسكندرية وقد لا يعلم البعض أننا في عهد المحافظ إسماعيل الجوسقي وقعنا اتفاقية تآخ مع 52 مدينة تحمل اسم الاسكندرية وأطلقنا عليها سكندريات العالم فأين هم وأين نحن منهم.. خاصة أن لدينا استاد الاسكندرية بدون استغلال جيد لنقيم عليه احتفالية عالمية تخفف من الضغوط الخارجية علي مصر وتعيد لنا الوجه السياحي المفقود. قال: بالطبع اللواء حجازي يتولي إدارة السياحة والمصايف منذ عام 2011 وحتي الآن ولكن الإدارة الكفء تحتاج معها متخصصين في مجالات السياحة لتعاونها وهو ما يجب أن ينطبق علي وزارة السياحة وتنشيط السياحة لأن الإدارة الحكيمة تلزمها التخصص ولابد من وضع خطة للعمل بها لعودة السياحة والاتفاقيات السياحية هي السبيل الأمثل لذلك فلا يوجد مرشد سياحي يجد قوت يومه منذ ست سنوات ونحن بلا عمل.. وللأسف فمنذ عام 2014 وحتي الآن لم أستطع أن أقابل أي محافظ للإسكندرية بصورة رسمية لعرض المشاريع السياحية عليه حتي نعود للعمل وتعود معنا الاسكندرية فكل محافظ أصبح اهتمامه بملفات محددة من قمامة ورصف ومبان وباعة جائلين ولا يوجد أي نظرة سياحية لإنعاش ميناء الاسكندرية والفنادق ولابد لأي محافظ أن يعلم ما يقوله في المؤتمرات الدولية والندوات لأنها تسجل من قبل القناصل من الحضور وتترجم وتنشر في الخارج نحتاج لثورة.