* تسأل صفاء علي من الغربية: زوجي ليس بخيلاً. ولكن يعاملني معاملة "سي السيد" ويرفض الضحك أو الحوار معي منذ ارتباطي به لأكثر من ثلاثين سنة. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: ليس بالطعام والشراب وحده تستمر الحياة الزوجية. لأن سر استمرار الحياة بين الزوجين يكون بطيب العيش وحسن العشرة بينهما. فالكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة. ومُزاح الرجل وملاعبته أهله لمن أهم أسباب استمرار العلاقة الحسنة بين الزوجين. وتطييب لقلب المرأة. وإراحة لنفسها. وجبر لخاطرها. لما أخرجه أبو داود من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه ان النبي صلي الله عليه وسلم قال: "ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه. وملاعبته أهله. ورميه بقوسه ونبله". وقد كان النبي صلي الله عليه وسلم يسابق عائشة. وكانت تسبقه مرة. ويسبقها. ففي مسند الإمام أحمد بسند صحيح عن أم المؤمنين عائشة.. رضي الله عنها قالت: "خرجت مع النبي صلي الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم. ولم أبدن. فقال للناس: "تقدموا. فتقدموا. ثم قال لي: "تعالي حتي أسابقك". فسابقته. فسبقته. فسكت عني حتي إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت. خرجت معه في بعض أسفاره. فقال للناس: "تقدموا. فتقدموا. ثم قال لي: "تعالي حتي أسابقك". فسابقته. فسبقني. فجعل يضحك. وهو يقول: "هذه بتلك". وفي رواية أخري عند أبي داود عن عائشة رضي الله عنها انها كانت مع النبي صلي الله عليه وسلم في سفر وهي جارية. قالت: لم أحمل اللحم. ولم أبدن. فقال لأصحابه: "تقدموا. فتقدموا. ثم قال: "تعالي أسابقك" فسابقته. فسبقته علي رجلي. فلما كان بعد. خرجت معه في سفر. فقال لأصحابه: "تقدموا. فتقدموا. ثم قال: "تعالي أسابقك" ونسيت الذي كان. وقد حملت اللحم. وبدنت. فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا علي هذه الحالة؟ فقال: "لتفعلن". فسابقته. فسبقني فجعل يضحك ويقول: "هذه بتلك السابقة". وكان صلي الله عليه وسلم ينادي أزواجه بأفضل الأسماء. فكان يرخم اسم عائشة. فيقول: "يا عائش" وربما خاطبها ب "يا عويش" وهذا من المحبة. وادخال السرور علي قلبها. وكان يُكنيها. فيقول لها: "يا أم عبدالله". وكان يقول لها: "يا حميراء": بياض يخالطه حُمرة. ولننظر كيف كان النبي صلي الله عليه وسلم يحب عائشة رضي الله عنها ويأنس بها ويضحك معها ويعاملها معاملة الرفيقة. فقد أخرج مسلم من حديث أنس رضي الله عنه ان جاراً لرسول الله صلي الله عليه وسلم فارسياً كان طيب المرق. فصنع لرسول الله صلي الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه. فقال: "وهذه؟" لعائشة. فقال: لا فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لا. فعاد يدعوه. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "وهذه؟". قال: لا. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "لا". ثم عاد يدعوه. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "وهذه؟". قال: نعم في الثالثة. فقاما يتدافعان حتي اتيا منزله. * تسأل: عايدة محمود من كفر الشيخ: يقول صلي الله عليه وسلم: "ثلاثة لا يدخلون الجنة: العاق لوالديه. الديوث. ورجلة النساء" فما المقصود برجلة النساء؟ ** يجيب: لقد عمل الإسلام علي صيانة المرأة وحمايتها من كل ما يخدش شرفها ويحط من قدرها. فأمر بحفظها من كل ما لا يليق بتكوينها والعمل علي توجيه النصح والإرشاد لها بتلطف وحسن أداء. وان لا تتشبه بالرجال حتي لا تكون ضمن من شملهم الحديث ثلاثة لا يدخلون الجنة: "العاق لوالديه والديوث ورجلة النساء" والديوث هو الذي لا يغار علي أهل بيته. ورجلة النساء هي المرأة التي تتشبه بالرجال في طباعهم وتصرفاتهم وحركاتهم. لقوله صلي الله عليه وسلم: "لعن المخنثون من الرجال والمترجلات من النساء".