* تسأل موظفة باحدي الشركات الخاصة بالقاهرة: رغم ان زوجي جاد في عمله. وانه ينال احترام الجميع. الا أنه لا يعرف المزاح بيني وبينه. فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن مستشار العلوم الشرعية بالأزهر: إذا كان الجسد يحيا بالطعام والشراب. فإن سر استمرار الحياة بين الزوجين يكون بطيب وحسن العشرة بينهما. إن الكلمة الطيبة والابتسامة المشرقة. ومُزاح الرجل وملاعبته لزوجته- لمن أهم أسباب استمرار العلاقة الحسنة بين الزوجين. وتطييب لقلب المرأة. وإراحة لنفسها. وجبْر لخاطرها.. فمما أباحه الدين أن يقوم الرجل بملاطفة زوجته وملاعبتها. ولا حرج في ذلك. لما أخرجه أبوداود من حديث عقبة بن عامر- رضي الله عنه- أن النبي- صلي الله عليه وسلم- قال: "ليس من اللهو إلا ثلاث: تأديب الرجل فرسه. وملاعبته أهله. ورميه بقوسه ونَبْلِه". وقد كان النبي- صلي الله عليه وسلم- يسابق عائشة. وكانت تسبقه مرة. ويسبقها مرة» ففي مسند الإمام أحمد- بسند صحيح- عن أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- قالت: "خرجت مع النبي- صلي الله عليه وسلم- في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم. ولم أَبدن فقال للناس: "تقدَّموا. فتقدَّموا. ثم قال لي: "تعالّي حتي أُسابقك". فسابقته. فسَبقتُه. فسكت عني حتي إذا حملت اللحم وبَدُنت ونسِيت. خرجت معه في بعض أسفاره. فقال للناس: "تقدموا". فتقدموا. ثم قال لي: "تعالي حتي أسابقك". فسابقته. فسبقني. فجعل يضحك. وهو يقول: "هذه بتلك". وفي رواية أخري عن أبي داود عن عائشة- رضي الله عنها- أنها كانت مع النبي- صلي الله عليه وسلم- في سفر وهي جارية. قالت: لم أحمل اللحم. ولم أبْدُن. فقال لأصحابه: "تقدموا". فتقدموا. ثم قال: "تعالي أسابقك". فسابقته. فسبقته علي رجلي. فلما كان بعدُ. خرجت معه في سفر. فقال لأصحابه: "تقدموا". فتقدموا. ثم قال: "تعالي أسابقك". ونسيت الذي كان. وقد حملت اللحم. وبَدُنت. فقلت: كيف أسابقك يا رسول الله وأنا علي هذه الحالة؟ فقال: "لتَفعَلِنَّ". فسباقته. فسبقني. فجعل يضحك ويقولك: "هذه بتلك السبقة". وكان- صلي الله عليه وسلم- ينادي أزواجه بأفضل الأسماء. فكان يرخِّم اسم عائشة. فيقول: يا عائش" وربما خاطبها ب يا عُوَيش" وهذا من المحبة. وإدخال السرور علي قلبها. وكان يُكنيها. فيقول لها: "يا أم عبدالله". وكان يقول لها: "يا حُمَيْرَاء": بياض يخالطه حُمرة. وانظر كيف كان النبي- صلي الله عليه وسلم- يحب عائشة- رضي الله عنها- ويأنس بها. فقد أخرج مسلم من حديث أنس- رضي الله عنه- أن جاراً لرسول الله- صلي الله عليه وسلم- فارسيا" كان طيب المَرَق. فصنع لرسول الله- صلي الله عليه وسلم- ثم جاء يدعوه. فقال: "وهذه؟" لعائشة. فقال: لا. فقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "لا". فعاد يدعوه. فقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "وهذه؟". قال: لا. قال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "لا". ثم عاد يدعوه. فقال رسول الله- صلي الله عليه وسلم-: "وهذه؟". قال: نعم في الثالثة. فقاما يتدافعان حتي أتيا منزله".