من قراءات الزميل صلاح منتصر عن "قنطرة اللي كفر" التي تحولت - علي أيدي جهابذة لغتنا الجميلة - إلي "الذي كفر". بدلا من تسمية العامية المصرية. وهي التسمية التي استوحي منها الراحل مصطفي مشرفة روايته الرائدة الجميلة "قنطرة اللي كفر". أول رواية بالعامية المصرية.. اسم الشارع المتفرع من شارع محمد علي لم يرق لأحد الأشخاص. واقترح "اللي كفر" بدلا من "كفر اللي". ثم جري تعديل الاسم - حسب قواعد اللغة العربية - إلي شارع الذي كفر. يشير علي مبارك في خططه إلي أن تلك القنطرة لم يقف لها أحد علي تاريخ إنشاء. ولا علي منشئ. حتي المقريزي لم يذكرها في خططه. لأنها استجدت بعد موته. أما سبب تسمية القنطرة بهذا الاسم - كما يروي علي مبارك - فهو أن أميرا من خواص محمد علي باشا أمسك لصا. وجعل رأسه تحت إبطه. وضغط عليه حتي زهقت روحه. وغضب محمد علي. وأمر الأمير أن يلزم بيته. لا يغادره. وعرف الأمير في إقامته الإجبارية. أن علاقة مشبوهة قامت بين أحد خدمه وجارية له. فأمر بإلقائهما في البئر. ورأي مقدم من جند محمد علي ما حدث. فاستبشعه. وتأثر عقله. وصار يخرج من الدار. ويقف علي تلك القنطرة. ويصيح: آدي اللي كفر. وظل علي ذلك أياما. ثم مات فعرفت القنطرة بهذا الاسم. الطريف أن ذلك التفسير لاسم القنطرة أثار تعليقات بين قراء جريدة "المقطم" التي أغلقت أبوابها عقب ثورة يوليو. ذهب البعض إلي أن مهندسا ايطاليا من موظفي محمد علي. أنشأ تلك القنطرة يوم كانت مياه الخليج تمر من هناك. وكان اسم المهندس "كفر اللي" فسميت باسمه. وبدلها العامة إلي "اللي كفر". رفض رأي آخر أن يكون المهندس ايطاليا. بل كان فرنسيا من علماء الحملة الفرنسية باسم كفر اللي دي تالج cafarelli - dutalg كان مبتور الساقين في أحداث الثورة الفرنسية. وقام بإنجازات كثيرة لسد احتياجات الجيش الفرنسي في القاهرة. ومنها القنطرة التي شيدت علي الخليج فسميت باسمه. واعترض رأي علي ما سبق. لأن القنطرة ليست من عمل "الحملة الفرنسوية" ولا هي قديمة قبل الحملة. وأكد أحمد الحفني بوزارة المعارف انه ليس من الحق اطلاق اسم قنطرة الذي كفر علي ذلك الشارع. أيدت آراء كثيرة ما أشار إليه الرافضون لنسبة القنطرة إلي الحملة الفرنسية. فهي بلا دليل علي انها من انجازات مهندس فرنسي. أيا يكن اسمه. وعاب رأي علي مصلحة التنظيم - كانت بديلا لجهاز التنسيق الحضاري الحالي - ما أقدمت عليه في تسمية الشوارع بمسمياتها الأثرية. بدلت اسم الموصول من العامية إلي الفصحي. فدعت الشارع - بعد أن خلا من القنطرة - قنطرة الذي كفر. بدلا من اللي. واقترحت آراء كثيرة تسمية متداولة هي القنطرة الجديدة.