جاءت الرسالة من أحد شوارع القاهرة الخديوية متفرع من شارع الجمهورية تطلب حلاً عاجلاً ينقذهم من المصيدة الجهنمية. ولا بأس أن نمر علي قصة الشارعين وسيرة القائد العسكري الكبير وانتصاراته علي الساحات الآسيوية والافريقية والأوروبية نشرت هذه الرسالة في 9/10/1994 تحت عنوان "حفرة قنطرة الدكة" بتوقيع فؤاد منصور سعيد. شارع الجمهورية القاهرة. تحدث عن حفرة كبيرة بشارع قنطرة الدكة. بها مخلفات ومياه راكدة وتهدد سلامة أهل المنطقة والعابرين موجودة منذ أكثر من اسبوعين.. ناشد المسئولين التدخل العاجل لحل المشكلة وإغلاق هذه المصيدة الخطيرة. عرفت قنطرة الدكة بهذا الاسم نسبة إلي الدكة "المقاعد" التي يجلس عليها الناس في هذا المكان لمشاهدة فيضان النيل قنطرة قديمة علي خليج الذكر عرفت أيضاً بقنطرة الأمير بدر الدين التركماني الذي جددها في عصر الناصر محمد بن قلاوون المملوكي يرجع تاريخها إلي العصر الفاطمي جدد عمارتها أيضاً الأمير أزبك الذي أعاد حفر الخليج ووصله بالخليج الناصري ويصب في بركة الأزبكية. وعرف الخليج أيضاً بخليج الأزبكية وانسحب الاسم علي حديقة الازبكية والمنطقة بأكملها.. وكانت المنطقة أشهر متنزهات القاهرة ظهرت قنطرة الدكة للمرة الأخيرة في خرائط الحملة الفرنسية 1798 1801 واختفت في عصر الخديوي إسماعيل مع تأسيس القاهرة الخديوية الممتدة بين ميدان الإسماعيلية "التحرير" وعابدين والعتبة ورمسيس وخلال عصر اسماعيل 1863 1872 ثم بناء قصر عابدين وأصبح مقراً للحكم بدلاً من قلعة صلاح الدين. ثم القصر 1872 تم حفر خليج الذكر أيام كافور الاخشيدي وينسب إلي الأمير شمس الدين الذكر "عصر الظاهر بيبرس" الذي جدده.. يمتد شارع الجمهورية من ميدان عابدين إلي ميدان رمسيس. حمل الشارع هذا الاسم من سبتمبر 1954 بعد إعلان الجمهورية وإلغاء النظام الملكي. وكان اللواء محمد نجيب رئيس مجلس قيادة الثورة أول رئيس للجمهورية حمل الشارع من قبل اسم ابراهيم باشا 1789 1848 القائد العسكري الكبير صاحب الانتصارات في الجزيرة العربية والشام والسودان واليونان "حرب المورة" الابن الأكبر لمحمد علي باشا تولي حكم مصر بفرمان سلطاني لمرض أبيه من 2 مارس 1848 10 نوفمبر 1848 توفي بعد زيارة لأوروبا تم استقباله خلالها بحفاوة بالغة ويشك البعض في وفاته المفاجئة. تم عمل تمثاله وهو علي صهوة جواده بتكليف من ابنه الخديوي إسماعيل للفنان الفرنسي كوردين 1868 وانتهي 1872 وتكلف 5 آلاف جنيه مصري. كان بميدان العتبة وتم نقله بعد الثورة العرابية وتركيب خط الترام إلي ميدان الأوبرا وتجدر الإشارة إلي أن تاريخ الشارع المذكور يعود للعصر المملوكي وكان يحمل اسم الشيخ محمد الساكت صاحب المسجد والضريح القريب من ميدان رمسيس. ومن معالم شارع الجمهورية قصر عابدين وفندق شبرد القديم "1841" والأوبرا القديمة 1869 وحديقة الازبكية ومسرح الجمهورية 1979 وجامع الفتح والبنك المركزي الجديد وكازينو الفنانة بديعة مصابني 1940 الذي بدأ من حريق القاهرة يناير 1952 ولايزال لغزاً حتي الآن. يتبع شارع الجمهورية حي الموسكي وكان به المقر الإداري لقناة السويس حتي سنة 1924 "الآن في جاردن سيتي" ظهرت به الملاهي منذ مطلع القرن العشرين وفي الإسكندرية منطقة شعبية قديمة تسمي كوم الدكة. مسقط رأس فنان الشعب سيد درويش. ترتفع عن سطح البحر من 8 10 أمتار تأخذ شكل الدكة أطلق الاسم المؤرخ النويري السكندري في القرن التاسع عشر أرجو أن تكون مشكلة أهالي شارعي قنطرة الدكة والجمهورية والمنطقة بأسرها قد وجدت طريقا إلي الحل وأن يكونوا جميعاً في أحسن الأحوال.