ما حدث في مهزلة تعاقد النادي الأهلي مع مروان محسن مهاجم النادي الإسماعيلي لكرة القدم مقابل مبلغ 10 ملايين جنيه في صفقة خيالية علي المستوي المحلي دون كشف طبي يؤكد أننا مازلنا في سنة أولي احتراف.. وأن مرور 26 عاماً علي تطبيق نظام الاحتراف في الكرة المصرية لم تشفع لنا في وضع ضوابط ونظم تحمي المال العام.. وهو ما جعل الكثيرين يطلقون عليه نظام اغتراف وتنفرد به الكرة المصرية عن باقي بلدان العالم.. لأن اللاعب دائماً هو المستفيد الوحيد وتصل مكاسبه بالملايين.. بينما باقي عناصر اللعبة تخسر.. والدليل أن أغلب أنديتنا مديونة.. خاصة أن نظام الاحتراف في مصر ينفرد أيضا بظاهرة المزايدة علي اللاعبين عن باقي دول العالم أيضا "ليزيد الطين بلة" لأن كثيراً من أسعار لاعبينا لا تتناسب علي الإطلاق مع امكانياتهم الفنية والبدنية.. والنماذج كثيرة عن كثير من اللاعبين الذين أحدثوا ضجة وآخرين وقعوا لأكثر من ناديين بسبب صراع أندية القمة علي ضمه وفي مقدمتهم قطبا الكرة الأهلي والزمالك وكان مصيرهم الجلوس علي الدكة ثم الرحيل بخفي حنين.. أو السقوط في عالم النسيان رغم الملايين التي تكبدتها خزائن الأندية عند التعاقد معهم.. وبالتالي تعرضها لخسائر بالملايين طارت أدراج الرياح.. وأعتقد أن المهندس محمود طاهر رئيس النادي الأهلي يستحق التحية لإصداره قراراً بفتح باب التحقيق لمعرفة من المسئول عن التعاقد مع مروان محسن دون إجراء الكشف الطبي للتأكد من سلامته الصحية والبدنية وأنه لا يعاني من إصابة مزمنة.. وتوعد رئيس الأهلي بإقالة كل من تثبت إدانته لأن تلك المهزلة تعني ببساطة ضياع تلك الملايين العشرة إذا ثبت أن اللاعب يعاني من إصابة مزمنة.. وبالتالي لن يستفيد منه النادي.. ونحن في المقابل سنراقب نتائج التحقيق في تلك القضية الشائكة.. ولكن المهم أن تتعلم باقي الأندية وفي مقدمتهم الأهلي بالطبع من هذا الدرس القاسي وتستفيد منه بعدم تكرار مثل هذه الأخطاء الساذجة جداً في عالم الاحتراف. *** ضربة البداية لبطولة الدوري العام لكرة القدم جاءت غاية في الإثارة والقوة وتميزت بغزارة الأهداف.. والطابع الهجومي وأري أن تلك البداية الساخنة جداً تصب في مصلحة منتخب الفراعنة الذي تسود نتائجه وعروضه حالة من الغموض وعلامات الاستفهام.. فلابد أن نتفق أن اتحاد كرة القدم كان حريصا علي إقامة ثلاثة أسابيع متتالية في افتتاح مسابقة الدوري ال "58" قبل مواجهة منتخب الفراعنة مع الكونغو في عقر داره في أولي مبارياته في تصفيات قارة افريقيا المؤهلة لمونديال روسيا "2018" لتحقيق هدفين الأول ضمان دخول اللاعبين فورمة المباريات الرسمية والارتقاء بمستواهم الفني والبدني والذهني استعداداً للقاء الكونغو المرتقب الذي يمثل الفوز فيه البوابة الملكية للانطلاق علي أرض صلبة لتحقيق حلم التأهل لمونديال عظماء الكرة العالمية.. أما الهدف الثاني فهو منح المدير الفني الأرجنتيني كوبر فرصة لرؤية اللاعبين مرة أخيرة للاستقرار بشكل نهائي علي العناصر التي تستحق الانضمام لكتيبة الفراعنة من اللاعبين المحليين بالدوري العام بالإضافة للمحترفين.. فنحن نتفق أنه لا توجد مشكلة لدي اللاعبين المحترفين في وصولهم لفورمة طيبة.. حيث بدأت الدوريات الأوروبية منذ عدة أسابيع وإن كان بعض المحترفين يجلس مع البدلاء وهنا لابد أن نتفق أن إشراك أي لاعب يجلس علي دكة الاحتياطي ولا يشارك في المباريات سواء كان محترفاً أو محلياً ونحن مازلنا في بداية الموسم يمثل خطورة شديدة ونقطة ضعف علي منتخب الفراعنة وقدرته علي العودة بالفوز من الكونغو.. لأن اللعب في تصفيات المونديال حتي يتحقق حلم الوصول لنهائياته الذي ننتظره منذ 28 عاماً يحتاج للاعبي الأساسي فقط سواء كان محترفاً أو محلياً.. يحتاج لكتيبة من اللاعبين المقاتلين الانتحاريين ممن لديهم القدرة علي إسعاد ملايين المصريين.. فاللعب في المونديال لا يعرف المغامرة أو المخاطرة ولا يقبل الأخطاء في التشكيل أو طريقة اللعب.. وللحديث بقية.