من حق جامعة القاهرة علينا أن نوجه لها التهنئة بحصولها علي المركز 401 ضمن أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم.. هذه هي المرة السادسة علي التوالي التي تحتفظ بها الجامعة بهذا الترتيب ضمن التصنيف الصيني الذي نشره معهد التعليم العالي التابع لجامعة "جياو تونج بشنغهاي" لعام .2016 قال الدكتور جابر نصار رئيس الجامعة إن تواجد جامعة القاهرة واحتفاظها بمكانتها ضمن أفضل 500 جامعة علي مستوي العالم في التصنيف الصيني الذي يعد من أقوي التصنيفات العالمية للجامعات هو فخر للجامعة وطلابها وأعضاء هيئة التدريس ولجميع الإداريين وكل العاملين بها.. خاصة وأنها الجامعة المصرية الوحيدة التي جاءت ضمن هذا الترتيب. وتلك المكانة التي حظيت بها الجامعة تدعونا لأن نتوجه بالشكر لرئيسها الدكتور جابر نصار الذي بذل جهدا خارقا للحفاظ علي هذا الترتيب.. لقد تفرغ الدكتور نصار لأن يضع جامعة القاهرة علي المسار العلمي الصحيح من خلال الصلة الحميمة التي تجمعه بالعمداء ووكلاء العمداء والأساتذة وهيئة أعضاء التدريس علي وجه العموم.. وجعل الطلاب يتفرغون للعلم ولا شيء غيره وشجعهم علي ذلك من خلال العلاقات التي تجمعه بهم كأب قبل أن يكون رئيسا للجامعة. جعل د. جابر نصار الطلاب يبتعدون تماما عن مباشرة النشاط السياسي بالجامعة وظل بالحسني وبالنصيحة الأبوية يؤكد لطلاب كلية دار العلوم بالذات وطلاب كلية الهندسة أن يتفرغوا للعلم الذي يحققون به هدفهم في المستقبل. أعطي للبحث العلمي مكانة متميزة وشجع الباحثين من أعضاء وهيئة التدريس علي ممارسة أبحاثهم العلمية وهيأ المعامل بما تحتاج إليه من أدوات تعينهم علي ذلك. حرص د. جابر نصار أن يركز نشاط شباب الجامعة من الطلاب في عمل مفيد من خلال النشاطات العلمية والثقافية والفنية والرياضية بل حرص علي أن يلتقي بهم في جلسة عائلية خلال شهر رمضان الماضي بإقامة حفل سحور لجميع طلاب الجامعة.. وكانت هذه بادرة طيبة تحدث عنها الناس في كل مكان. أصر رئيس الجامعة أن يلزم عضوات هيئة التدريس والعاملات بكليات الطب والمستشفيات التابعة للجامعة أن يخلعن النقاب ويكتفين بالحجاب طبقا لما قاله الرسول - صلي الله عليه وسلم - لأسماء بنت أبي بكر "يا أسماء إذا بلغت المرأة المحيض فلا يجب أن يظهر منها سوي وجهها ويديها" أو كما قال - صلي الله عليه وسلم - وعندما اعترضت بعضهن علي تلك التعليمات أنصفه مجلس الدولة وصدر حكم بذلك.. وكان الهدف إيصال المعلومة الصحيحة للطلاب. كل الذي فعله د. جابر نصار شيء جميل.. لكننا نطالبه بأن تحتل جامعة القاهرة في التصنيف القادم مرتبة متقدمة فتكون في المائة الثلاث الأولي للترتيب الصيني ضمن الجامعات. التصنيف الذي أقره معهد التعليم العالي بالصين اعتمد علي عدد الأبحاث المنشورة في مجلات علمية دولية.. بالإضافة إلي أكثر الأساتذة إطلاعا علي تلك الأبحاث في العالم.. وعلي عدد الحاصلين علي جوائز نوبل.. وعدد الطلاب وحجم الأنشطة التعليمية والعلمية بالجامعة. وجامعة القاهرة تستطيع أن تتفوق في كل هذه الموضوعات. ونرجو أن نري فيها أحد الأساتذة الذي ينال جائزة نوبل. بقي أن أقول إن هناك 137 جامعة أمريكية جعلت الولاياتالمتحدة هي الأولي في ذلك التصنيف وتلتها الصين ب 41 جامعة.. ثم بريطانيا ب 37 من بينها 8 جامعات بين أفضل 100 جامعة.. ثم ألمانيا ب 28 جامعة.. ثم فرنسا ب 22 جامعة. ثم اليابان 16 جامعة ثم كوريا الجنوبية ب 11 جامعة. ويؤسفني أن أقول إن إسرائيل التي لا يتعدي سكانها 5 ملايين شخص حصدت 5 جامعات بينها في هذا التصنيف.. ثم السعودية 4 جامعات.. ثم جنوب أفريقيا 4 جامعات وتركيا جامعة واحدة. نحن في مصر بلغ عدد سكاننا أكثر من 90 مليون نسمة.. ولدينا أكثر من 35 جامعة حكومية وخاصة ومنها جامعات عريقة مثل عين شمس والإسكندرية والمنصورة وأسيوط.. فهل عجزت تلك الجامعات علي كثرتها أن تلحق بهذا التصنيف؟! لدينا في كل وزارة وزير للتعليم العالي والبحث العلمي.. فماذا يفعل إذن إذا كانت جامعاتنا ليس بها مكانة في هذا التصنيف؟