الناس قسمان.. الأول موتي وهم أحياء والثاني قبورهم أحياء.. والراحل العالم الكبير د. أحمد زويل من القسم الثاني وسيظل في ذاكرة البشرية كلها قرونا طويلة قادمة مثل كل العظماء الذين مازلنا نتذكر أعمالهم الجليلة وإنجازاتهم الخالدة رغم رحيلهم منذ قرون بعيدة. قبل حصول د. زويل علي جائزة نوبل في العلوم لم نكن في مصر نعرف عنه شيئاً.. وعندما فاز بالجائزة عام 1999 عرفه كل المصريين وشعروا بالفخر انه مصري رغم حصوله علي الجنسية الأمريكية.. وكرمته مصر ومنحته أعلي وسام مصري "قلادة النيل" التي لا يحصل عليها إلا الرؤساء والملوك.. وكان المصريون ومازالوا فخورين بابن مصر البار وبإنجازه العبقري الذي أحدث ثورة علمية هائلة في العالم كله. وجاء زويل إلي مصر وهو يريد أن يرد لها الجميل ويحقق لبلاده نهضة علمية كبري وكان رحمه الله يؤمن بأن المصريين الذين أقاموا في الماضي حضارة أذهلت وتذهل العالم حتي الآن قادرون علي تحقيق المعجزات وذلك لأن جينات الإبداع والتفوق مازالت موجودة لدي المصريين وأكبر دليل علي ذلك د. زويل نفسه الذي سافر إلي أمريكا في ظروف صعبة للغاية واستطاع أن يحقق إنجازا علميا مذهلا حصل به علي جائزة نوبل.. وبعدها قال: الأوروبيون والأمريكيون ليسوا أذكي منا.. والفرق بيننا وبينهم انهم يساعدون ويدعمون الفاشل حتي ينجح بينما نحن نحارب الناجح حتي يفشل!! وقرر زويل إقامة جامعة علمية في مصر تحمل اسمه لتكون نموذجا لجامعة "كالتك" الأمريكية التي نبغ وتفوق بها.. وبالفعل تم وضع حجر أساس هذه الجامعة في أول يناير عام 2000 أي منذ أكثر من 16 عاما.. وواجه زويل حرباً شرسة من حزب أعداء النجاح الذين اتهموا العالم الكبير بالاستيلاء علي أراضي جامعة النيل لإقامة جامعته عليها!! وظلت القضية تتداول في المحاكم سنوات طويلة بلغت أكثر من 14 عاماً وحكم القضاء لصالح جامعة النيل.. وتوقف مشروع زويل.. وكان عليه أن يبحث عن أرض جديدة يقيم عليها حلمه الكبير وبالفعل تم تخصيص أرض جديدة له ولكن المرض اللعين كان قد تسلل إلي جسد العالم الكبير وأخبره الأطباء انه لن يعيش طويلاً وان سنوات عمره قاربت علي الانتهاء.. واستعد "زويل" لتجهيز مقره الأخير والأبدي وأصر علي أن يكون هذا المقر في البلد الذي أحبه وعشقه وأراد أن يحقق له الكثير لولا الشياطين الذين يبحثون عن مصالحهم الخاصة فقط. اشتري "زويل" مقبرته في مصر قبل وفاته ب 6 أشهر واختار أن تكون في مدينة 6 أكتوبر وألا يزيد مساحة قبره علي متر ونصف في مترين.. وأن يكون علي مقربة من الجامعة التي حلم أن تكون في مصر لرعاية المتفوقين والنابغين. والسؤال الآن: هل نستطيع تحقيق حلم الراحل الكبير وننجح في إقامة جامعة زويل للعلوم؟! الإجابة عند العالم الكبير د. مجدي يعقوب الذي أصبح الآن رئيساً لمجلس أمناء جامعة زويل؟ حققوا حلم زويل.. يرحمكم الله!