لم يكن لحكومة أحمد نظيف أي نتيجة سوي أن غباء سياساتها هو الذي أهدانا ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهو أمر يمكن أن نشكر لتلك الحكومة هذا القدر من الغباء. ولكن كانت هناك فكرة رائعة وهي تأسيس أول جامعة أهلية تحت مسمي جامعة النيل، أي أنها جامعة غير هادفة للربح، وكان أحمد نظيف قد قبل بها من أجل أن تكون إدارتها من نصيبه عندما يخرج من منصب رئيس الوزراء.. وجاءت الثورة وتم اكتشاف خطايا وخبايا الرجل مما أودعه السجن رهن التحقيق. وجاء أحمد زويل بمشروعه العملاق العلمي.. وهو مشروع علينا أن نرعاه وأن نهتم به.. ولكن أن نمنحه مباني جامعة النيل فهذا أمر غريب بعض الشيء، صحيح أن مباني جامعة النيل قد أقيمت علي أرض كانت مخصصة لمشروع زويل، ولكن من الصحيح أيضاً أن جامعة النيل الأهلية تتميز عن بقية جامعات القطاع الخاص بحقيقة واضحة وهي أن بها طلابا وبدأت الدراسة فيها.. وأحمد زويل كعالم لا يقبل إبادة مشروع ما كي يقام مشروعه علي أرضه. وإذا كانت جامعة النيل قد بدأت الدراسة فيها فماذا يضير د. زويل أن يقيم مشروعه في مكان آخر وفي موقع آخر؟ أثق أن الحائز علي جائزة نوبل لن يعدم خلال تفكيره الخلاق، أن يعثر علي أرض ومبانٍ يقيم عليها مشروعه الكبير. ولم أقرأ حتي الآن أي خبر عن قرار زويل تجاه جامعة النيل، هل سيلقي بطلابها في الشارع أم أنهم سيظلون في المباني التي أقيمت ليواصلوا الدراسة؟ مطلوب من د. زويل ومن جهازه الإعلامي الكبير أن يشرح لنا كيف سيترك ثاني جامعة أهلية بعد جامعة القاهرة وهي جامعة النيل في مكانها. أكتب ذلك لأني أثق أن شهوة الانتقام لن تلمس قلب زويل فهو المصري الذي يحلم بالإضافة إلي مصر. ولن يعدم وسيلة لتحقيق ما يحلم به دون تدمير مستقبل جامعة بدأت العمل فعلا واسمها جامعة النيل.