شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي احتفال تخرج الدفعة 110 من الكلية الحربية والدفعة 53 من الكلية الفنية العسكرية والدفعة 45 من المعهد الفني والدفعة 19 من المعهد الفني للتمريض التابعين للقوات المسلحة بحضور المشير محمد حسين طنطاوي والفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع والانتاج الحربي والفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة. حضر الاحتفال رئيس الجمهورية السابق المستشار عدلي منصور ود.علي عبدالعال رئيس مجلس النواب والمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء وفضيلة الامام الأكبر د.أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة وقادة القوات المسلحة وأسر الخريجين. شهد الرئيس العروض العسكرية وعروض المظلات التي قدمها طلبة الكلية الحربية والتي أظهرت مدي ما تلقوه من تدريب راق. كما عكست استيعابهم لبرامج التدريب العملية. ومنح الرئيس الأنواط لأوائل الخريجين من مصر ودولة فلسطين والكويت وليبيا والسودان وجنوب السودان تقديراً لتفوقهم وتفانيهم في الدراسة والتدريب. ألقي الرئيس كلمة بهذه المناسبة تحدث في ختامها عن أهمية الحفاظ علي الوحدة الوطنية منوهاً إلي سابق تأكيده علي هذه القيمة. أثناء إفطار الأسرة المصرية في شهر رمضان الماضي..وأكد الرئيس أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر فالجميع مصريون متساوون في الحقوق والواجبات مشدداً علي ضرورة تطبيق هذه القيم في الواقع العملي بما يضمن تناول كافة الأحداث بموضوعية بعيداً عن التشدد. نوه الرئيس علي دور الجميع سواء مؤسسات الدولة أو الشعب في إعمال تلك القيم وتطبيقها في المجتمع المصري مؤكداً أن وحدة المصريين هي الضمانة الوحيدة للنجاح في مواجهة المشكلات والتغلب علي الصعاب. أكد الرئيس أن مصر تسعي لترسيخ دولة القانون التي تساوي بين الجميع مشدداً علي أن كل من يخطيء سيعاقب بموجب القانون بدءاً من رئيس الدولة وحتي عامة المواطنين. أكد الرئيس ان تداعيات السنوات الخمس الماضية علي مختلف الأصعدة لازالت قائمة منوهاً إلي ان تجاوزها والتغلب عليها يقتضيان العمل معاً مشدداً علي أن مصر ستنجو وتحقق آمالها وطموحاتها بتضافر جهود الجميع معاً. تسلم الرئيس درع الكليات العسكرية والمعهد الفني للقوات المسلحة من مدير الكلية الحربية الذي ألقي كلمة أكد فيها علي قيم الانضباط والالتزام التي تبثها الكلية الحربية في نفوس طلابها لتعدهم للمساهمة في حماية الوطن وعملية التطوير والبناء منوهاً إلي مساهمة القوات المسلحة في المشروعات القومية ومشروعات البنية التحتية كما وجه الشكر لطلبة كلية الشرطة الذين شاركوا في حفل تخرج الدفعات العسكرية الجديدة منوهاً إلي أن تلك المشاركة تعبر عن التلاحم بين جناحي الأمن في مصر. تسلم الرئيس أيضاً درع "تحيا مصر" من أوائل الكليات العسكرية وكلية الشرطة والمعاهد الفنية التابعة للقوات المسلحة كهدية تذكارية.. كما تسلم الرئيس درعاً تذكارية من أوائل خريجي الكليات المدنية الذين شاركوا في الحفل تعبيراً عن التضامن بين كافة أبناء الشعب المصري. قال الرئيس في كلمته: نحتفل معاً بتخريج جيل جديد من رجال الشرف والكرامة الذين تلقوا مباديء وقيم الوطنية والبطولة ليتواصل عطاء الاجيال الذين نذروا أنفسهم من أجل الوطن دفاعاً عن عزته وكرامته وصوناً لأرضه ومقدرات شعبه. اختاروا أن يكونوا درعاً تحمي الوطن وسيفاً يذود عنه. تسلحوا بالايمان والعلم الذي تلقوه في هذا الصرح العسكري العريق الذي انشيء عام ..1811 ومنذ ذلك الحين ظل يؤدي رسالته بأمانة وصدق ويشكل مع المؤسسات العلمية العسكرية منظومة متكاملة من النضال والكفاح الوطني. ويقدم لقواتنا المسلحة ضباط المستقبل الذين لا يألون جهداً في الدفاع عن الوطن بأرواحهم ولا يدخرون وسعاً للمساهمة الفاعلة في تحقيق تنميته الشاملة. أضاف السيسي: أوجه لكم تهنئة خالصة من القلب بانضمامكم إلي صفوف القوات المسلحة الباسلة لتكونوا من خير أجناد الأرض اكتمل لكم البناء وتسلحتم بالعلم والتدريب الراقي لتولي المسئولية الكبري في حماية الوطن وصون مقدساته أعهد فيكم رجالاً أشداء أقوياء آمنوا بربهم ووطنهم يضعون مصر قبل كل شيء وفوق الجميع ويؤمنون بأنه لا حياة بغير رفعتها وعزتها إنكم ستبدأون حياتكم العملية حياة عمادها قيم الوطنية والانتماء والولاء ودستورها الالتزام والانضباط وشعارها النصر أو الشهادة فكونوا أهلاً لهذه المسئولية وتلك الأمانة احملوها بشرف وضمير وأدوها علي الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالي. قال: كما يطيب لي أن أعرب عن خالص التهاني لأسر الخريجين الذين يحصدون ثمار ما غرسوه في نفوس أبنائهم من قيم الوطنية والتفاني وأقدم لهم تحية واجبة فقد ضربوا مثالاً رائعاً في التضحية واعلاء مصلحة الوطن وجادوا بأعز ما منحهم الله من أجل مصر وهم يعلمون تماماً صعوبة الحياة العسكرية ومدي ما منحهم الله من أجل مصر وهم يعلمون تماماً صعوبة الحياة العسكرية ومدي ما يحيط بها من مخاطر وتحديات. أضاف السيسي: ولن يفوتني في هذا المقام أن احيي أرواح أبطال الوطن وشهداء مصر تحية ملؤها المحبة والافتخار بكل هؤلاء الأبرار الذين قدموا أرواحهم ليحيا الوطن فهم رمز إنكار الذات الذين ستظل أيام مصر الخالدة تنادي أسماءهم وتذكر وصاياهم التي كتبوها بدمائهم إن مواساتنا ورعايتنا لأسرهم وأبنائهم وكل ما نقدمه من أجلهم لن يوفيهم حقهم وسنظل علي عهدنا لهم أوفياء نستكمل مسيرتهم التي بدأوها ونتخذ من تضحياتهم ومواقفهم الوطنية النبيلة قدوة لنا. قال: تحل علينا بعد غد الذكري الرابعة والستون لثورة يوليو المجيدة تلك الثورة التي مثلت نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر المعاصر وجاءت تعبيراً عن آمال وطموحات المصريين في الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية وكانت نموذجاً للسعي نحو حياة أفضل عبر مسيرة عطاء طويلة من العمل والنضال الوطني حمل رايتها رجال أوفياء سطروا أسماءهم بحروف من نور في سجل تاريخ مصر وسنظل أوفياء لهم نذكر أعمالهم الخالدة التي قدموها من أجل الوطن وفي مقدمتهم الرؤساء الراحلون محمد نجيب وجمال عبدالناصر وأنور السادات وتحية تقدير واعزاز لأرواحهم الطاهرة ولدورهم الوطني العظيم ونجدد عهدنا بأن نستكمل مسيرتهم نتحمل أمانة المسئولية ونكمل السعي نحو غد أفضل ومستقبل أكثرا اشراقاً لمصر وشعبها. تابع: لقد شهدت مصر ومنطقة الشرق الأوسط بل والعالم بأسره تحولات عديدة وتغييرات جذرية منذ خمسينيات القرن الماضي فرضت علينا التعامل مع تحديات جديدة في الداخل والخارج علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ولكننا في خضم هذه التحديات نذكرأنفسنا دوماً بثوابت لا نحيد عنها لقضايا وطننا وأمتنا ونستكمل تحقيق أهداف ثورة يوليو المجيدة وما أرسته من مباديء سامية وراسخة وان اختلفت سبل تحقيق تلك الأهداف استجابة لحقائق الظروف الاقليمية والدولية الراهنة. قال: انني أؤكد لكم يا أبناء بلادي ان مصر ستظل قوية وقادرة بفضل الله عز وجل ونموذجاً يحتذي به في التكاتف والتضامن بين جميع مؤسساتها الوطنية وفي مقدمتها جيشها القوي وشرطتها الباسلة وقضاؤها الشامخ وكذا شبابها الواعي وجميع أبنائها الأوفياء فلقد استطاعت أن تفرض واقعاً جديداً ومغايراً حافظت فيه علي تماسكها وكيانها الوطني وتسعي خلاله نحو تحقيق آمالها وطموحاتها فنحن عازمون بكل إصرار وبعزيمة لا تلين علي مواجهة المشكلات والتغلب علي الصعاب والتحديات نتطلع سوياً إلي تحقيق حياة أفضل وعيش كريم وبرغم ما نواجهه من مصاعب عديدة لكننا بما حققناه حتي الآن نثق أننا علي الطريق الصحيح ونعلم أننا قادرون علي مواصلة النمو والتنمية وتطوير وتحديث مجتمعنا نسعي لذلك بمواصلة جهود التقدم الاقتصادي بمشروعات قومية وبسياسات اقتصادية واجتماعية رشيدة تهدف إلي تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة ونسعي في هذا الاطار لتحقيق العدالة ونضع مصلحة محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية صوب أعيننا نطمح إلي تعليم جيد ومسكن لائق ورعاية صحية مناسبة لجميع المصريين ونستكمل معاً دعائم ديمقراطيتنا بالتجاوب مع المعطيات الدولية الجديدة في عالم دائم التغير لا مكان فيه سوي لمن يجيد استثمار الفرص والتغلب علي التحديات. أضاف: إن مصر تواصل جهودها دعم قضايا الداخل المصري بتحرك واع ومسئول علي الساحتين الاقليمية والدولية وتمارس دوراً رئيسياً ازاء منطقتنا وأزماتها وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتكتسب مصر يوماً تلو الآخر مزيداً من الثقة الدولية التي تعتز بها والتي أثمرت عن حصولها علي عضوية مجلس الأمن الدولي وكذا رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس فضلا عن عضويتها في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي. قال: وكما يعلم الجميع أن استقرار الشرق الأوسط يساهم بلا شك في تهيئة البيئة المناسبة للنمو والتنمية لنا ولكافة دول المنطقة ويعد مطلباً رئيسياً من متلطلبات الأمن القومي المصري ومن ثم فإن التوصل إلي تسويات سياسية لازمات دول المنطقة يعد أمراً ضرورياً لاستتباب الأمن والاستقرار فيها وفي مقدمة تلك الأزمات القضية الفلسطينية وما تشهده الآونة الأخيرة من تحرك مصري جاد يهدف إلي كسر الجمود الذي خيم علي جهود السلام هو جهد صادق يضع الجميع أمام مسئولياتهم ويحذر من مغبة تأخر السلام وتفاقم الأوضاع كما يبشر بإيجابيات إحلال السلام واقرار الحقوق. تابع: أقول لكم وثقتي فيكم كاملة إننا قادرون معاً علي تحقيق آمال وطموحات وطننا وأبنائه بإرادتكم القوية وعملكم الدءوب وبما أعلمه عن أصالة هذا الشعب وعزيمته ووعيه التام بمحاولات النيل من وحدتنا الوطنية وما يتربص بنا من مخاطر الإرهاب والتطرف وما نواجهه من أزمات في منطقتنا وتداعياتها.. ستبقي مصر بإذن الله غنية بكم وبعراقتها وتماسك مجتمعها وستظل قوية ومنيعة بمؤسساتها الوطنية الراسخة نرفع جميعاً رايتها ونحمل الاعتزاز بها في أرواحنا ونحفظ في قلوبنا الولاء والانتماء للوطن.