الرئيس يتسلم درع تحيا مصر من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية والشرطة والجامعات لا فرق بين مسلم ومسيحي.. الجميع متساوون في الحقوق والواجبات ثورة يوليو نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر المعاصر نطمح لتعليم جيد ومسكن لائق ورعاية صحية لجميع المصريين.. ومحدودو الدخل نصب أعيننا اكد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الاعلي للقوات المسلحة علي أهمية الحفاظ علي الوحدة الوطنية قائلا أنه لا فرق بين مسلم ومسيحي في مصر فالجميع مصريون متساوون في الحقوق والواجبات، مشدداً علي ضرورة تطبيق هذه القِيَم في الواقع العملي بما يضمن تناول كافة الأحداث بموضوعية بعيداً عن التشدد واشار الرئيس إلي دور الجميع سواء مؤسسات الدولة أو الشعب في إعمال تلك القيم وتطبيقها في المجتمع المصري، مشيرا إلي ان ذلك سيأخذ وقتا حتي يترسخ مؤكداً أن وحدة المصريين هي الضمانة الوحيدة للنجاح في مواجهة المشكلات والتغلب علي الصعاب .. واضاف أن مصر تسعي لترسيخ دولة القانون التي تساوي بين الجميع، مشدداً علي أن كل من يخطئ سيُعاقب بموجب القانون بدءاً من رئيس الجمهورية وحتي عامة المواطنين. وأشار السيسي إلي تداعيات السنوات الخمس الماضية علي مصر في مختلف الأصعدة موضحا ان تداعياتها لا زالت قائمة، منوهاً إلي أن تجاوزها والتغلب عليها يقتضيان العمل معاً، مشدداً علي أن مصر ستنجو وتحقق آمالها وطموحاتها بتضافر جهود الجميع معاً.. جاء ذلك خلال كلمة الرئيس في الاحتفال بتخريج دفعات جديدة من طلبة الكلية الحربية والفنية العسكرية والمعهد الفني والتمريض. ووجه السيسي خلال الحفل كلمة للمصريين في ذكري الاحتفال بثورة 23 يوليو قال فيها شعب مصر العظيم أيها الشعب الأبي الكريم، رجال القوات المسلحة الباسلة، نحتفل اليوم معا بتخريج جيل جديد من رجال الشرف والكرامة الذين تلقوا مبادئ وقيم الوطنية والبطولة ليتواصل عطاء الأجيال ونذروا أنفسهم من أجل الوطن دفاعا عن عزته وكرامته وصونا لأرضه ومقدرات شعبه اختاروا أن يكونوا درعا تحمي الوطن وسيفا يذود عنه، تسلحوا بالإيمان والعلم الذي تلقوه في هذا الصرح العسكري العريق الذي أنشئ عام 1811 ومنذ ذلك الحين ظل يؤدي رسالته بأمانة وصدق ويشكل مع المؤسسات العلمية العسكرية منظومة متكاملة من النضال والكفاح الوطني ويقدم لقواتنا المسلحة ضباط المستقبل الذين لا يألون جهدا في الدفاع عن الوطن بأرواحهم ولا يدخرون وسعا للمساهمة الفاعلة في تحقيق تنميته الشاملة. تهنئة من القلب أبنائي الخريجين .. أوجه لكم تهنئة خالصة من القلب بانضمامكم إلي صفوف القوات المسلحة الباسلة لتكونوا من خير أجناد الأرض واكتمل لكم البناء وتسلحتم بالعلم والتدريب الراقي لتولي المسئولية الكبري في حماية الوطن وصون مقدساته وأعهد فيكم رجالا أشداء أقوياء آمنوا بربهم ووطنهم ويضعون مصر قبل كل شيء وفوق الجميع ويؤمنون بأنه لا حياة بغير رفعتها وعزتها. ووجه الرئيس حديثه للطلبة قائلا: إنكم ستبدأون حياتكم العملية حياة عمادها قيم الوطنية والانتماء والولاء ودستورها الالتزام والانضباط وشعارها النصر أو الشهادة فكونوا أهلا لهذه المسئولية وتلك الأمانة احملوها بشرف وضمير وأدوها علي الوجه الذي يرضي الله سبحانه وتعالي. كما يطيب لي أن أعرب عن خالص التهاني لأسر الخريجين الذين يحصدون اليوم ثمار ما غرسوه في نفوس أبنائهم من قيم الوطنية والتفاني وأقدم لهم تحية واجبة فقد ضربوا مثالا: رائعا في التضحية وإعلاء مصلحة الوطن وجادوا بأعز ما منحهم الله من أجل مصر وهم يعلمون تماما صعوبة الحياة العسكرية ومدي ما يحيط بها من مخاطر وتحديات. ونعي السيسي شهداء الوطن في كلمته قائلا لن يفوتني في هذا المقام أن أحيي أرواح أبطال الوطن وشهداء مصر تحيةً ملؤها المحبة والافتخار بكل هؤلاء الأبرار الذين قدموا أرواحهم ليحيا الوطن فهم رمز إنكار الذات الذين ستظل أيام مصر الخالدة تنادي أسماءهم وتذكر وصاياهم التي كتبوها بدمائهم إن مواساتنا ورعايتنا لأسرهم وأبنائهم وكل ما نقدمه من أجلهم لن يوفيهم حقهم وسنظل علي عهدنا لهم أوفياء نستكمل مسيرتهم التي بدأوها ونتخذ من تضحياتهم ومواقفهم الوطنية النبيلة قدوة لنا. وعن ذكري ثورة 23 يوليو قال الرئيس تحل علينا غدا الذكري الرابعة والستين لثورة يوليو المجيدة تلك الثورة التي مثلت نقطة تحول رئيسية في تاريخ مصر المعاصر وجاءت تعبيرا عن آمال وطموحات المصريين في الاستقلال والحرية والسيادة الوطنية وكانت نموذجا للسعي نحو حياة أفضل عبر مسيرة طويلة من العمل والنضال الوطني حمل رايتها رجال أوفياء سطروا أسماءهم بحروف من نور في سجل تاريخ مصر وسنظل أوفياء لهم. نذكر أعمالهم الخالدة التي قدموها من أجل الوطن وفي مقدمتهم الرؤساء الراحلون محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات تحية تقدير وإعزاز لأرواحهم الطاهرة ولدورهم الوطني العظيم ونجدد عهدنا بأن نستكمل مسيرتهم نتحمل أمانة المسئولية ونكمل السعي نحو غد أفضل ومستقبل أكثر إشراقا لمصر وشعبها. تحديات جديدة وأضاف الرئيس: الإخوة والأخوات .. إن التحولات التي شهدتها مصر ومنطقة الشرق الأوسط موضحا ان العالم بأسره شهد تحولات عديدة وتغيرات جذرية منذ خمسينيات القرن الماضي فرضت علينا التعامل مع تحديات جديدة في الداخل والخارج علي كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ولكننا في خضم هذه التحديات نذكر أنفسنا دوما بثوابت لا نحيد عنها لقضايا وطننا وأمتنا ونستكمل تحقيق أهداف ثورة يوليو المجيدة وما أرسته من مبادئ سامية وراسخة وإن اختلفت سبل تحقيق تلك الأهداف استجابة لحقائق الظروف الإقليمية والدولية الراهنة. إنني أؤكد لكم يا أبناء بلادي أن مصر ستظل قوية وقادرة بفضل الله عز وجل ونموذجا يحتذي به في التكاتف والتضامن بين جميع مؤسساتها الوطنية وفي مقدمتها جيشها القوي وشرطتها الباسلة وقضاؤها الشامخ وكذا شبابها الواعي وجميع أبنائها الأوفياء. فلقد استطاعت أن تفرض واقعا جديدا ومغايرا حافظت فيه علي تماسكها وكيانها الوطني وتسعي خلاله نحو تحقيق آمالها وطموحاتها فنحن عازمون بكل إصرار وبعزيمة لا تلين علي مواجهة المشكلات والتغلب علي الصعاب والتحديات نتطلع سويا إلي تحقيق حياة أفضل وعيش كريم وبرغم ما نواجهه من مصاعب عديدة لكننا بما حققناه حتي الآن نثق أننا علي الطريق الصحيح ونعلم أننا قادرون علي مواصلة النمو والتنمية وتطوير وتحديث مجتمعنا. واستطرد الرئيس: نسعي لذلك بمواصلة جهود التقدم الاقتصادي بمشروعات قومية وبسياسات اقتصادية واجتماعية رشيدة تهدف إلي تحقيق تنمية عادلة ومتوازنة ونسعي في هذا الإطار لتحقيق العدالة الاجتماعية ونضع مصلحة محدودي الدخل والفئات الأولي بالرعاية صوب أعيننا نطمح إلي تعليم جيد ومسكن لائق ورعاية صحية مناسبة لجميع المصريين ونستكمل معا دعائم ديمقراطيتنا بالتجاوب مع المعطيات الدولية الجديدة في عالم دائم التغير لا مكان فيه سوي لمن يجيد استثمار الفرص والتغلب علي التحديات. الإخوة المواطنون .. إن مصر تواصل جهودها لدعم قضايا الداخل المصري بتحرك واع ومسئول علي الساحتين الإقليمية والدولية وتمارس دورا رئيسيا إزاء قضايا منطقتها وأزماتها وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب وتكتسب مصر يوما تلو الآخر مزيدا من الثقة الدولية التي تعتز بها والتي أثمرت عن حصولها علي عضوية مجلس الأمن الدولي وكذا رئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة للمجلس فضلا عن عضويتها في مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي.. وكما يعلم الجميع أن استقرار الشرق الأوسط يساهم بلا شك في تهيئة البيئة المناسبة للنمو والتنمية لنا ولكافة دول المنطقة ويعد مطلبا رئيسيا من متطلبات الأمن القومي المصري ومن ثم فإن التوصل إلي تسويات سياسية لأزمات دول المنطقة يعد أمرا ضروريا لاستتباب الأمن والاستقرار فيها وفي مقدمة تلك الأزمات القضية الفلسطينية وما تشهده الآونة الأخيرة من تحرك مصري جاد يهدف إلي كسر الجمود الذي خيم علي جهود السلام هو جهد صادق يضع الجميع أمام مسئولياتهم ويحذر من مغبة تأخر السلام وتفاقم الأوضاع كما يبشر بإيجابيات إحلال السلام وإقرار الحقوق. شعب عظيم واختتم الرئيس كلمته قائلا: شعب مصر العظيم..أقول لكم وثقتي فيكم كاملة إننا قادرون معا علي تحقيق آمال وطموحات وطننا وأبنائه بإرادتكم القوية وعملكم الدءوب وبما أعلمه عن أصالة هذا الشعب وعزيمته ووعيه التام بمحاولات النيل من وحدتنا الوطنية وما يتربص بنا من مخاطر الإرهاب والتطرف وما نواجهه من أزمات في منطقتنا وتداعياتها. ستبقي مصر بإذن الله غنية بكم وبعراقتها وتماسك مجتمعها وستظل قوية ومنيعة بمؤسساتها الوطنية الراسخة /نرفع جميعا رايتها ونحمل الاعتزاز بها في أرواحنا ونحفظ في قلوبنا الولاء والانتماء للوطن. تحيا مصر عزيزة قوية.. ويحيا شعبها كريماً أبياً.