أحمد علي السيد لم يتجاوز العاشرة من عمره.. وكان اسرع اخوته تلبيه لطلبات والديه فخرج كعادته ليشتري الخبز من الفرن المجاور للمنزل ووقف في الطابور انتظاراً لدوره يسلي نفسه بمتابعة حفل الزفاف المقام عند الجيران وفجأة خرجت منه طلقه طائشة لتخترق وجهه الصغير ويسقط غارقاً في دمائه. تم نقل المصاب إلي أقرب مستشفي لانقاذ حياته لكنه لم يقبله لأنه كان في حالة حرجة فتردد علي أكثر من مستشفي إلي أن دخل معهد ناصر. أفاد التقرير الطبي بأن المريض مصاب بجرح قطعي تهتكي بالوجه وكسر مفتت بالفكين وتهتك باللسان "والشفتين" وسقف الحلق مع فقدان كامل للأسنان وقد تم اجراء عملية جراحية استغرقت 11 ساعة لتثبيت الكسور وعمل شرائح لتوصيل الاجزاء المتهتكة مع عمل شق حنجري. ظل أحمد تحت الملاحظة حتي استقرت حالته ثم غادر المستشفي علي أن يجري له عدة عمليات تجميلية. عاد للبيت في حالة يرثي لها صحياً ونفسياً حيث ظل يصرخ من شدة الألم حتي يغيب عن الوعي لا يقدر علي الكلام ولا الاكل ولا حتي النوم.. وينهار كلما نظر إلي وجهه في المرأة. جاءت الأم إلي باب "أهل الخير" تحمل تقاريره الطبية وصوره قبل وبعد الحادث تحكي الظروف القاسية وكيف يعيشون علي "الفتات" منذ ان اصيب زوجها بصدفية خبيثة جعلته يتوقف عن عمله في المعمار. حصلت الأم علي قرض حسن اقامت به مشروعاً صغيراً لبيع المنظفات بجوار بيتها لتنفق علي علاج زوجها وتعليم اولادها الثلاثة حتي وقعت الكارثة التي لم تدمر ابنها أحمد فقط بل دمرت اسرتها كلها ولا تعرف من اين ستواصل علاجه ولا كيف تأخذ حقه من المستهتر الذي حطمه ومازال حراً طليقاً رغم انها حررت ضده محضراً وقدمت الشهود الذين يؤكدون أنه الجاني فهل تصل صرختها إلي وزيري الصحة والداخلية وأهل الخير!!