حذر د.السيد فليفل خبير العلاقات الأفريقية وعضو مجلس النواب في تصريحات خاصة ل"المساء" من الفخ الإسرائيلي للوقيعة بين الدول العربية والأفريقية بعد زيارة بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي إلي 4 دول أفريقية هي أوغندا وكينيا ورواندا وأثيوبيا والترويج لفكرة الاعتراف بإسرائيل كمراقب في الاتحاد الافريقي. قال د.فليفل إنه قبل التكلم عن صفة المراقب أو غيرها فان هناك جانباً مهما ينبغي الاشارة إليه وهو أن الزيارة جاءت في إطار إحياء نتنياهو لذكري شقيقه الذي قتل في إحدي عمليات اختطاف طائرة إسرائيلية في أفريقيا وقد كان هذا الجانب الشخصي واضح في الزيارة ولقي انتقادات واضحة من الحكومة الإسرائيلية والكنيست وأطراف عديدة اتهمته بانفاق مبالغ طائلة لاتمام الزيارة لغرض شخصي كان يجب توجيهها إلي مساعدات لفقراء أفريقيا بدلاً من الإدعاء بدور بطولي. وأضاف : الزيارة كان بها مسار شكلي أما الجانب الخطير فهو متعلق بالتحريض الدائم لدول حوض النيل علي مصر والزعم بأنه سيتمكن من العودة والدخول للاتحاد الأفريقي كمراقب لكي يثير أزمة بين الدول العربية والأفريقية علاوة علي أن هذا الأمر سيثير انشقاقاً في الرأي بين الدول الأفريقية لذا علي المفكر السياسي الاستراتيجي المصري التعامل مع الأمر بتركيز كبير حتي لا تكسب إسرائيل هذه الجولة ولابد من الإعداد الجيد لدعم المسيرة العربية الأفريقية مع الوضع في الاعتبار أن هذا العام من المفترض أن يشهد قمة عربية أفريقية في أواخر العام مع الوضع في الاعتبار أيضا أن الدول الأفريفية لن تضحي ب10 دول عربية أفريقية من أجل دولة واحدة وهي إسرائيل. وكشف د.السيد فليفل عن أن زيارة نتنياهو كشفت المستور حيث إنها المرة الأولي التي تتحرك فيها إسرائيل علناً في مياه النيل بعدما كان حديثها خفياً أو من خلال وسطاء الأمر الذي يقتضي إعادة الاعتبار للعمل العربي ودور مصر الأفريقي والإنخراط الحقيقي وليس الشكلي في أفريقيا وإعادة ترتيب أوراق العمل العربي الأفريقي المشترك.. وإلا فماذا ننتظر؟! شدد د.فليفل علي أننا في حاجة شديدة إلي إعادة رسم الأمور فيما يتعلق بمياه النيل والحفاظ عليه وينبغي علينا عدم الاكتفاء بمفاوضات فاشلة واتفاقيات لا تتم علي مكاتب استشارية وخلافه.. وعلينا الإمساك بكافة الأوراق التي تشكل ضغطاً علي الأطراف الأخري وأنه آن الأوان لكي تضع الدولة المصرية مخططاً اسراتيجياًَ للتعامل مع القضية يكون البرلمان أحد أدوات هذه الحركة لأن ما يتم حتي الآن هو مبادرات شخصية من الرئيس واجتهاد دبلوماسي من وزير الخارجية مشدداً علي أن الحفاظ علي الحقوق والمصالح لا يتم باللقاءات الرئاسية والاتصالات الدبلوماسية.. لابد من رؤية استراتيجية تضع في الاعتبار أن هذه المصالح مصالح وجود وأنه لا يوجد صراع في الشرق الأوسط وآخر في حوض النيل بل هو صراع واحد مع أمريكا وإسرائيل وكلما ادركنا هذا البعد مبكراً كان ذلك أفضل لاستراتيجيتنا في المواجهة. أكد د.فليفل أن الرد المناسب علي التحرك الإسرائيلي الأخير في أفريقيا والاستهزاء والسخرية الإسرائيلية بالعرب والفلسطينين هو إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وذلك لن يتم إلا باسقاط المبادرة العربية وسحبها تماماً واسقاط التدخل الأمريكي في القضية الفلسطينية وعودة المطالبة بتطبيق قرارات الأممالمتحدة بحقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتفاوض أو الانتقاص وهذا سيجبر كافة الأطراف علي إعادة حساباتها. وحول هل الظروف مناسبة قال د.فليفل نعم لا توجد ظروف أكثر مناسبة مما هي عليه الآن.. كفانا تراجعا.. نحن نمتلك الكثير من الأدوات والقوة.