يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" إلى تغيير واقع النظرة العدائية للكيان الصهيوني من الدول الأفريقية التي أصابته بعد حرب أكتوبر ، والتى في أعقابه تدهورت العلاقات وأصبحت فاترة وذلك على خلفية الزيارة المكوكية الإسرائيلية لعدد من الدول الأفريقية، بحسب صحيفة نيويورك تايمز. وأضافت الصحيفة أن الكيان الصهيوني يستغل الغياب العربي عن القارة الأفريقية، ليخترق دولها في مسعى لبقاء الكيان وتمكين الوجود الإسرائيلي في قلب القارة وإعادة تنشيط وتعزيز العلاقات مع أهم دول في القارة كجزء من استراتيجية عالمية للبقاء الإسرائيلي. كما أكدت أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" للقارة السمراء تأتي في المقام الأول للمحافظة على بقاء ووجود إسرائيل في ظل حالة الانتقادات اللاذعة الموجهة ضد ممارسات الحكومة الاسرائيلية البشعة التى تمارسها بحق الشعب الفلسطيني. وأشارت إلى أن نتنياهو قد إستطاع إغراء كينيا عقب زيارته مع لفيف من عدد كبير من المستثمرين الإسرائيليين للقارة الأفريقية تحت غطاء تعزيز الاستثمارات الإسرائيلية هناك، على أمل بيع البلاستيك، والرشاشات وأنابيب الري و كاميرات الدوائر التلفزيونية المغلقة و المعدات العسكرية حتى بذور الشمام، لافتة إلى أن الحقيقة هى أن نتنياهو يسعى لجذب الدول الأفريقية إليه بعد وضع إسرائيل في القائمة السوداء وعدم تصويت الدول الأفريقية لتجديد مطلب إسرائيل بالانضمام كعضو مراقب في الاتحاد الأفريقي. وكانت الدول العربية في كثير من الأحيان تحفز الكتل الداعمة لها داخل الأممالمتحدة لتمرير قرارات تدين السياسات الإسرائيلية، خاصة وأن الدول الأوروبية وغيرها على نحو متزايد تنتقد حكومة نتنياهو اليمينية، محملين إياه مسئولية الجمود في عملية السلام مع الفلسطينيين. واتسمت العلاقات الإسرائيلية الأفريقية في سنوات الستينات وبداية السبعينيات بالدفء والانسجام وخاصة مع الدول المستقلة حديثا في أفريقيا وقامت تل أبيب بإرسال دبلوماسيين في جميع أنحاء القارة، وفتح عشرات السفارات. ولكن في منتصف السبعينيات، بعد حرب أكتوبر التى جرت بين اسرائيل وائتلاف الدول العربية، قطعت العديد من البلدان الأفريقية علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل وأصبح اليوم، يعمل فقط 10 من السفارات الصغيرة الإسرائيلية في أفريقيا وتقتصر مشروعات التنمية على نحو مستوى منخفض، مثل إرسال طلاب الكينيين لدراسة الزراعة في إسرائيل. وقال "جيمس سليمان باديت" أستاذ العلوم السياسية في جنوب السودان لصحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية إن بعض الدول الأفريقية متيمة بإسرائيل بسبب صلتها بالأماكن التوراتية ووجود عدو مشترك الإرهاب والإسلام الأصولي، ولكن العديد من الأفارقة يتعاطفون مع الفلسطينيين، الذين يعتبرونهم العنصر الأضعف والمظلوم في الصراع في الشرق الأوسط. فيما قال "انجيلو إزاما" ناشط حقوق الإنسان في أوغندا "إن عودة إسرائيل إلى أفريقيا هو أمر فوق الخيال بسبب المعاملات الإسرائيلية للفلسطينيين التى ينظر إليها على إنها شكل من أشكال "الفصل العنصري"، وقال ان المهاجرين الافارقة في اسرائيل في كثير من الأحيان يعتبر "كما الهوام". واعتبر انجيلو العروض التى تقدمها إسرائيل والمبالغة في المساعدات، خاصة في المجال الأمني، يشير إلى نظرة أفريقيا الاستعلائية التى تحاول الهرب من الكيان الصهيوني، ولكن مثل أي دولة أخرى، تحاول إسرائيل الدفع بالمصالح الاقتصادية والاستراتيجية والدبلوماسية، والبحث عن أصدقاء جدد وأسواق جديدة. ومن ناحية أخرى قال رون بروسور، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأممالمتحدة إن الاستراتيجية الإسرئايلية بدأت تؤتي ثمارها، ففي عام 2014، رفض مجلس الأمن القرار الفلسطيني الداعي إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، فقد امتنعت رواندا ونيجيريا، وهو الأمر الذي ساعد في ترجيح كفة الميزان.