استضافت "المساء" العاملين بإسعاف القاهرة علي مائدتها اليومية التي تنظمها لمن يفطرون في مواقع الإنتاج والخدمات. علي مائدة "المساء" عابوا علي الانتقادات التي وجهت لهم خلال الثورة والاتهامات التي رددها البعض بأنهم ينقلون الأسلحة من خلال سيارات الإسعاف وانهم يقومون بتسليم المصابين من المتظاهرين لأمن الدولة. قالوا إنه تم تحديث المرفق منذ عامين وان التحديث مستمر بإضافة 25 سيارة جديدة تعمل لأول مرة واردة من إيطاليا ومزودة بأحدث الإمكانيات الطبية. يقول جمال بخيت رئيس غرفة العمليات والمتابعة مهمتنا إنسانية في المقام الأول تتعلق بإنقاذ أرواح المواطنين سواء المصابين في حوادث الطرق أو انهيارات المنازل أو بسبب المشاجرات ورغم أننا بعيدون تماماً عن السياسة ورجالها فوجئنا بانتقادات شديدة واتهامات توجه الينا خلال فترة الثورة بأننا استخدمنا سياراتنا لنقل الأسلحة لمقاومة المتظاهرين أو القبض علي المصابين وتسليمهم لأمن الدولة وكل ذلك افتراءات لا صحة لها ولا علاقة لنا بالأمن بل العكس واجهنا الموت مرات كثيرة مع مليونية كل جمعة ونقلنا الشتائم والاهانات والسباب من بعض المصابين الذين اساءوا الظن بنا ورفضوا استقلال سياراتنا أو اسعافهم من خلالها. أضاف: أنا تعرضت لغازات مسيلة للدموع أثناء تأدية عملي وفقدت الوعي ولم أدر بنفسي إلا بعد اسعافي وأرفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً وأتساءل وغيري ما الذي حدث حتي توجد أزمة انعدام ثقة بيننا وبين المتظاهرين؟ وبلغة الأرقام قال لدينا أكثر من 100 سيارة إسعاف متواجدة بميدان التحرير والمنطقة المحيطة به لخدمة المصابين رغم كل ما يقال ونكثف الخدمة أيام الجمعة تحسباً لإصابات المليونيات. تحدث عن إمكانيات المرفق فقال: لدينا أكثر من 91 نقطة إسعاف تغطي محافظة القاهرة بينها أكثر من 198 إسعاف سواء النموذج البرتغالي أو التقليدي تقدم خدماتها لجميع أحياء القاهرة مشيراً إلي أن معدل وصول سيارة الإسعاف إلي مكان البلاغ علي الطرق السريعة وصل إلي دقيقتين وداخل القاهرة 6 دقائق بسبب الزحام والتكدس المروري. أوضح ان المرفق يتلقي 600 بلاغ يومياً وان المعاكسات والبلاغات الكاذبة قلت بسبب لفترة البلاغات من خلال شركة الاتصالات التابعة للقرية الذكية..قال إن آخر بلاغ تلقاه المرفق قبل الافطار إصابة مواطن بسوق التوفيقية إثر مشاجرة نتج عنها جرح قطعي تطلب 10 غرز. أما تامر يوسف مصطفي مساعد أخصائي فقال:ان أصعب المواقف واجهناها في ميدان التحرير خلال فترة الثورة عشنا أصعب اللحظات ضربونا وحطموا سياراتنا ورغم أننا خلال جمعة الغضب أنقذنا 168 مصاباً خلال 3 ساعات لم نعرف أي بيانات عنهم .. أنقذناهم في الميدان بعد ان رفضوا ان يستقلوا سياراتنا لفقدانهم الثقة فينا. لمواجهة الموقف أنشأنا مستشفي ميدانياً داخل المركز الرئيسي بالإسعاف لإنقاذ الحالات الوافدة إلينا أو تحويلها إلي المستشفيات إذا تطلب الأمر. أضاف نحن أكثر مرفق تضرر من الثورة فقد تحطمت أكثر من 25 سيارة من سياراتنا اتلفت بالكامل. كما أن زميلنا محمد حامد "مسعف" أصيب بطلق ناري حي سبب له عاهة مستديمة مازال يعالج منها. يقول أحمد يسري سعيد سائق سيارة عناية مركزة مجهزة: واجهنا مشاكل بالغة أكثر خلال أيام الثورة أثناء إسعاف المصابين بسبب انعدام الثقة بين المواطن ومرفق الإسعاف عقب تردد شائعات عن قيام بعض سياراتنا بنقل أسلحة واقتحام أقسام الشرطة لأحداث الفراغ الأمني. يشير تامر يوسف مسعف إلي أنه علي الرغم من تجاوز فترة عملي "12" ساعة متواصلة إلا أنني أعرف تماماً ان وظيفتي خدمية وإنسانية بالدرجة الأولي والمشكلة أنني وزملائي أصبحنا نعاني من معاملة سيئة وعدم ثقة من جانب بعض المواطنين. يقول أشرف إبراهيم رئيس عمال: لقد أدي نقل غرفة العمليات إلي القرية الذكية في 6 أكتوبر إلي اختلاط الأمر بين المواطنين عقب تلقي البلاغات حيث اننا نتعرض للعديد من المشاجرات مع أهالي المصابين والمرضي بسبب تأخر وصول اشارة البلاغ من هناك. أضاف أن قرار وزير الصحة الأسبق حاتم الجبلي بإلغاء مستشفي العيادة الطبية كان خطأ لان المستشفي كان يقوم بإسعاف الكثير من الحالات العاجلة وذلك نظراً لقربه من جميع المواصلات بوسط البلد.