استطاع المستشار أحمد رفعت رئيس محكمة الجنايات التي تحاكم الرئيس السابق حسني مبارك وولديه علاء وجمال أن يضبط ايقاع الجلسة التي عقدت بالأمس. وأن يسيطر علي الحاضرين وخاصة المدعين بالحق المدني عن الشهداء والمصابين الذين تجاوز عددهم المائة فضلا عن الصحفيين والإعلاميين وأسر الشهداء الحاضرين. سارت الجلسة بهدوء ونظام تامين.. واتسع صدر رئيس المحكمة لطلبات المحامين الممثلين للضحايا ومحامي المتهمين واستمع لهم.. وبعد المداولة استجاب لكل هذه الطلبات. لاحظت أن الرئيس السابق حسني مبارك كان في منتهي الوعي ولم يبد عليه ما يوحي بتأثير أي مرض عليه. وكان رابط الجأش.. كذلك الحال بالنسبة لعلاء وجمال.. لم يبد عليهما أي اهتزاز أو تأثر.. وكانا حريصين كالجلسة الأولي علي اخفاء وجه والدهما عن كاميرات القنوات التليفزيونية.. لكن الكاميرات البصاصة كانت تسترق النظر بين لحظة وأخري لتنقل لنا صورة الرئيس السابق وهو يتثاءب ويحرك رأسه ويديه في السرير الذي ينام عليه في قفص الاتهام. أخذ المعلقون في القنوات الفضائية بعض الملاحظات التي تخالف نظام المحاكمات.. مثل ارتداء الرئيس السابق ملابس غامقة اللون بينما يجب أن يلبس ملابس بيضاء باعتباره محبوسا.. كما أخذوا ملاحظة أخري. وهي كيف يسمح لعلاء وجمال باستقبال والدهما خارج القفص عند احضاره إليه.. والمفروض أن يكونا داخل القفص لا خارجه! أما الملاحظة التي لاحظها كل المشاهدين فهي قيام علاء وجمال بعد رفع الجلسة بتحية الحاضرين في القاعة من خلال اشارات واضحة باليدين.. وقيل إن جمال رفع علامة النصربأصبعيه ولكني شخصيا لم أر هذه الحركة.. لكن التحية كانت ملموسة للجميع. واختلف الناس في تفسير الهدف من هذه التحية.. البعض قال إنها محاولة لكسب تعاطف الحاضرين في الجلسة. وكذلك تعاطف المشاهدين في مختلف انحاء مصر والعالم لعل يكون لهذا التعاطف أثر في سير الأحداث. وقال آخرون إن بعض الحاضرين في الجلسة كممثلين للشهداء والمصابين مندسون لإثارة فوضي وهرج أثناء انعقادها . كما حدث في جلسة حبيب العادلي. أول أمس. وأيضا في الجلسة الأولي لمحاكمة مبارك بقصد التأثير علي صبر القاضي وسعة صدره. ومد أجل المحاكمة إلي أطول فترة. يؤيد هذا التفسير المعارك التي تدور خارج قاعة المحاكمة بين أنصار مبارك وأسر الشهداء والمصابين. وقد وصفت بأنها معارك عنيفة تستخدم فيها الجنازير والسنج وبعض الأسلحة البيضاء.. وقد نقلت كاميرات التليفزيون للمشاهدين جانبا من هذه المعارك. والغريب أن الشرطة لا تتدخل لفض الاشتباكات بين الطرفين وتركت ساحة المحكمة لتتحول إلي ساحة قتال. وقال البعض إن أهالي الشهداء والمصابين استنجدوا بالشرطة التي رفضت التدخل!! ولسنا ندري السبب الذي يجعل الشرطة تحجم عن فض هذه الاشتباكات التي تسيء إلي سمعة الدولة وإلي قداسة القضاء. فهل يريدونها فوضي مستمرة؟! أم ماذا؟