الغشاشون يستخدمون كل الحيل لتنفيذ جرائمهم ومن بين الأدوات التي يستخدمونها القنوات الفضائية وللأسف قد تكون تلك البضائع التي يعلنون عنها سببا في اصابة الأبرياء بالأمراض وقد تودي بحياة البعض.. الأمر الذي يحتاج إلي ضرورة استنفار جهود كل الجهات الرقابية لمواجهة تلك الظواهر التي ابتدعها البعض لتحقيق الربح السريع والانتقال إلي عالم أصحاب الملايين. كانت قد وردت معلومات إلي اللواء محمد إسماعيل مدير الادارة العامة لشرطة التموين والتجارة عن قيام احدي القنوات الفضائية بالاعلان عن قيام أحد الحاصلين علي بكالوريوس صيدلة بالادعاء بقدرته علي علاج العديد من الأمراض باستخدام الحجامة والأعشاب الطبيعية معلناً عن رقم تليفون لتحقيق رغبة عملائه دون ان يحدد مقرا لمزاولة نشاطه حتي لا تتمكن الجهات الرقابية من ضبطه. قال العميد محمد السماري ان التحريات أكدت ان المذكور قام بانشاء مستشفي بدون ترخيص بدائرة قسم شرطة 6 أكتوبر وانه يقوم بتحصيل مبالغ مالية كبيرة مقابل الكشف علي المرضي ومنحهم عبوات الأعشاب وسبق ضبطه في القضية رقم 2445 جنح قصر النيل "بيع شاي للتخسيس". أضاف أنه تم تشكيل مجموعة عمل من ضباط الادارة ترافقها لجنة من الادارة المركزية للمؤسسات العلاجية استهدفت المستشفي المتحري عنه حيث تبين قيام المذكور بمزاولة نشاطه وبمساعدة عدد من العاملين تم توقيع الكشف علي المترددين وعمل الحجامة للعديد منهم وقد أسفرت عمليات التفتيش عن ضبط 116 عبوة أدوية ومستحضرات تجميل غير مسجلة بوزارة الصحة ومجهولة المصدر و350 كيس حجامة غير مدون عليها أي بيانات و16 مكبسا لشفط الهواء و24 عبوة عسل نحل غير مدون عليها أي بيانات. أشار العميد السماري إلي انه أثناء اصطحاب المتهم بسيارة الشرطة المرافقة للحملة قام عدد من معاوني المتهم بتكسير زجاج السيارة محاولين الاشتباك مع قوة الضبط وتمكن المتهم من الهرب وبسؤال أحد المترددين علي المستشفي لتلقي العلاج قرر انه يتردد علي المستشفي منذ فترة للعلاج من ضعف البصر. قدمت لجنة الادارة المركزية للمؤسسات العلاجية المرافقة للمأمورية "العلاج الحر" تقريرا فنيا يفيد أن المضبوطات مجهولة المصدر والأدوية المضبوطة غير مصرح بتداولها وغير مسجلة بوزارة الصحة وأن المذكور يقوم بمزاولة مهنة الطب البشري والكشف علي المرضي بدون ترخيص وأن جلسات الحجامة غير مصرح بها طبيا. ليست هذه هي الحالة الوحيدة التي ترتكب فيها جرائم النصب باسم العلاج والتداوي في الوقت الذي يدرك فيه النصابون الذين يلعبون هذه اللعبة مدي لهفة المريض علي الحصول علي الدواء طامعا في الشفاء ولابد من أن تكون هناك وقفة حاسمة مع كل من يتاجرون بآلام الناس ولابد من انزال العقوبة المشددة علي صاحب المستشفي الذي سمح لنفسه بايقاع الضرر بصحة المواطنين حتي في رمضان.