من الظواهر اللافتة للنظر خلال الأيام الماضية مع بداية الشهر الكريم اتوقف امام ظاهرتين زادتا عن الحد واصبحتا مصدراً لاستفزاز المصريين. الظاهرة الأولي هي تسريب امتحانات الثانوية العامة وزيادة ظاهرة الغش الجماعي لدرجة اجبرت رئيس احدي اللجان عن الاعتذار عن أداء عمله لعدم قدرته علي التصدي للغش والغشاشين وبكل صراحة وامانة ورغم كل الشماعات التي تبحث عنها الحكومة لكي تعلق عليها هذه الظاهرة فإنني لا أتخيل مستقبل هذه البلد عندما يحكمها الغشاشون ولا يمكن تخيل حجم الاحباط لدي ابنائنا الذين عشنا سنوات وسنوات نقول لهم إن المذاكرة هي افضل وسيلة للحصول علي اكبر مجموع وان تلتحق بالكلية التي تريدها.. وهذا اصبح كلاماً بلا محعني امام ظاهرة الغش التي تفشت لدرجة أننا يمكن ان نطلق علي الثانوية العامة.. ثانوية الغشاشين.. وإذا كانت الحكومة بجلالة قدرها فشلت وعجزت في التصدي لهذه الظاهرة فما هي فائدتها وما هي جدوي وجودها واستمرارها.. وإذا كان الجبل قد تمخض وأعلنت الحكومة انها ستفكر في نظام جديد في الامتحانات للثانوية العامة يكون أمنا ولكن في العام القادم فماذا عن العام الحالي وماذا عن الجيل الذي سيلتحق بالجامعات وبكليات القمة بمجموع لم يحصل عليه بالطريق الصحيح وانما بالغش.. هل تنتظرون طبيباً نابهاً أو مهندساً ماهراً أو عالماً كبيراً.. يا حكومة إذا كنت عاجزة عن المواجهة فإنني أضم صوتي إلي أصوات العديد من الزملاء وناشطي الفيس بوك في تغيير مسمي وزارة التربية والتعليم إلي وزارة التربية والتسريب.. وكفاية كدة في هذه النقطة واللهم اني صائم. الظاهرة الثانية هي ثقافة التبرعات ولا أريد أن أقول "الشماتة" التي تطل علينا كل يوم سواء من الفضائيات أو من المساجد.. هذا الشيخ أو ذاك يطلب منك بمناسبة وبدون مناسبة التبرع من أجل كذا وكذا وكذا.. اما الفضائيات فحدث ولا حرج من الاعلانات التي تناشد المواطنين التبرع هنا وهنا لإقامة المشروعات والمستشفيات و.. و.. والغريب أنه في نفس الوقت الذي يظهر في بعض الإعلانات فنانون يناشدوننا التبرع فاننا نسمع عن ارقام فلكية بالملايين حصل عليها هؤلاء الفنانين في المسلسلات والإعلانات ولم نسمع عن تبرع واحد منهم بمليم أحمر أو حتي ابيض لمثل هذه المشروعات.. هل سمعتم عن احدي شركات الاتصالات دفعت 60 مليون جنيه للفنانين الذين شاركوا في اعلان لحسابهم.. ناهيك عن الشركات الأخري والبنوك.. ناهيك عن تكلفة اذاعة هذه الاعلانات في الفضائيات.. هل بعد ذلك كله تنتظرون من المواطن الغلبان البسيط أن يتبرع.. من أين.. يا حضرات يا أيها السادة ان الدول لا تنهض بالتبرعات بل بالعمل والإنتاج وتحصيل الضرائب من الغني والشركات التي تربح المليارات.. أقول آه.. اللهم اني صائم. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء