تعيش الثانوية العامة هذا العام أجواء مختلفة عن كل عام فقد ظهر علي السطح بصورة متزايدة وفجة ما يسمي ب "الغش الالكتروني" الذي يثير الجدل والضجة بعد كل امتحان حيث يتم تسريب ورقة الأسئلة علي مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وبي بي إم من خلال الصفحات التي اتخذت عدة مسميات مثل "عبيلو واديلو" و"شاو مينج" و"غشاشون فدائيون" وغيرها والذين يجيبون علي الأسئلة ويبثونها مرة أخري متحدين بذلك وزارة التربية والتعليم والاجراءات الصارمة التي وضعتها لمنع الغش. قديماً كان الطالب يغش عن طريق قصاصات صغيرة من الورق أو ما تسمي "برشام" يحاول إظهارها في غفلة من المراقب لينقل منها أية معلومة تفيده في الامتحان.. لكن مع حدوث الطفرة التكنولوجية الحديثة تطورت طرق الغش خاصة مع تطور الهواتف المحمولة لدرجة ان هناك أنواعاً منها تأخذ شكل ساعات يد يستطيع الطالب تخزين المنهج بالكامل عليها وغير ذلك من صور الأجهزة المتطورة التي لم تستطع وزارة التربية والتعليم من تطوير نفسها واللحاق بها. الغريب ان الدكتور محمود أبوالنصر وزير التربية والتعليم أعلن قبل الامتحانات أنه اتخذ اجراءات حازمة لمكافحة الغش الالكتروني في لجان الثانويةالعامة إلا انه لم يستطع مواجهة هذه الظاهرة السلبية وذلك لأن المراقبين ليس لديهم دراية كافية بالأجهزة الحديثة وكيفية الغش عن طريقها.. كما ان البلطجة التي يمارسها بعض الطلاب خاصة في مدارس البنين يجعل المراقب يؤثر السلامة ويترك الطالب يفعل ما يحلو له. ان كثرة الغش هذا العام تجعلنا نشكك في النتيجة التي سوف يتم الإعلان عنها بعد انتهاء الامتحانات لأن الإجابات لم تعكس المستوي الحقيقي لجميع الطلاب وفيها ظلم كبير لمن لم يغش وسهر الليالي وأجاب وفق ما أهلته له ذاكرته بينا هناك آخرون غشاشون حصلوا علي الإجابات علي طبق من ذهب وفي النهاية سوف يحصدون المجاميع المرتفعة وكليات القمة مخلين بذلك بمبدأ تكافؤ الفرص وهو ما يؤدي إلي انهيار مستوي كفاءة الخريجين وتفوقهم العلمي. ان الحلول أمام وزير التربية والتعليم كثيرة للتصدي لظاهرة الغش الالكتروني مثل توزيع الأسئلة في ورقة الإجابة كما كانت تفعل وزارته في السابق أو التعاون مع وزارة الاتصالات للتشويش علي شبكات الاتصال في اللجان مع تعريف المراقبين بأحدث الأجهزة المحمولة حتي يستطيع ضبط الطالب الغشاش متلبساً وغيرها من الحلول التي نتمني أن تقضي علي كل غشاش. إشارة حمراء استفز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المصريين علي لسان مدير مكتبه حينما قال لهم عبر حسابه الشخصي في تغريدة علي تويتر "أهلاً وسهلاً بكم مع آموس" في إشارة إلي متابعة الكثير من الشعب المصري لمونديال البرازيل علي القمر الصناعي الإسرائيلي الذي يبث المباريات دون تشفير.. السؤال هنا هل ارتاحت قطر الآن صاحبة قنوات "بي إن سبورت" بارتماء المصريين في أحضان العدو الإسرائيلي بعد أن فرضت رسوماً باهظة علي مشاهدة العرس الكروي العالمي؟