"اليد العليا خير من اليد السفلي" هكذا علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم عزة النفس عندما قالها لحكيم بن حزام الذي سأل رسول الله أن يعطيه. فأعطاه مرة.. ثم مرة.. وفي الثالثة اعطاه أيضا لكنه أتبع العطية بهذه العبارة التي تحث علي عزة النفس وتجعل المسلم يرتفع بنفسه عن ذل السؤال. لذلك فإنني مع دعاة المسلمين من خطباء وأئمة وزارة الأوقاف في رفضهم لاقتراح الدكتور سالم عبدالجليل وكيل الوزارة لشئون الدعوة بتحسين دخول هؤلاء الدعاة من صندوق الزكاة. أوافق الدعاة علي أن هذا الاقتراح يعتبر اهانة لهم وتحقيرا من شأنهم مع أنهم يؤدون أسمي رسالة وهي الدعوة الي سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة. الدعاة هم خلفاء الرسل لأنهم يكملون المهمة.. تذكيرا وشرحا وتفسيرا لكل من شغلته أمور الحياة.. ويجب أن نضعهم في منزلة عالية. واذا كان أمير الشعراء أحمد شوقي قد وضع المعلمين في مرتبة قريبة من الرسل بقوله: قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. فإن رسالة العلماء الدعاة لا تقل سموا عن رسالة المعلم. وزارة الاوقاف كما قال العلماء أنفسهم من أغني وزارات الدولة وأولي بها أن ترفع شأن أبنائها العلماء من أموالها لا أن تتسول عليهم.. فان لم يكن لديها فعليها أن تبحث مع وزير المالية السبل التي يمكن بها رفع مستوي معيشتهم من خلال كادر خاص علي غرار كادر المعلمين.. أو غيره من الكوادر الخاصة المتعددة. واذا كنا نرفض هذه الاهانة المعنوية الموجهة الي علمائنا الأجلاء فاننا أيضا نرفض الاهانة المادية التي وجهها رجل الاعمال محمد فريد خميس الي المواطن عزت علي فهمي بصفعه علي وجهه. أقول لرجل الاعمال: إن عهد العبودية انتهي منذ زمن بعيد.. وما أقدمت عليه من صفع رجل مصري علي وجهه أيا كان السبب أمر غير مقبول.. هل ترضي يا أخ خميس أن يعاملك أحد بمثل ما عاملت به هذا المواطن؟! صفع رجل علي وجهه اهانة ما بعدها اهانة.. ودليل علي الغطرسة. وأنك تحتمي برأسمالك وثروتك.. ولكن متي أعطت الثروة ميزة لصاحبها علي الآخرين؟! الله سبحانه وتعالي كرم الانسان.. وقال : "ولقد كرمنا بني آدم" والذي يكرمه الله لايصح أن يهينه العبد أيا كان وضعه المادي أو الوظيفي أو المهني. واذا كان الرجل المعتدي عليه يرفض الصلح ويصر علي الاضراب عن الطعام حتي يرد الاهانة بإهانة.. فانني اقترح عليك أن تنشر اعتذارا له في ثلاث صحف يومية في الصفحة الأولي وأن يكون اعتذارا واضحا بمساحة 20 سنتيمترا ارتفاعا وعلي عمودين. وأدعو الأخ عزت علي فهمي أن يتنازل عن شكواه ويفض اضرابه عن الطعام اذا نفذ رجل الأعمال هذا الاقتراح.