تصدرت أخبار طائرة مصر للطيران التي تحطمت أثناء رحلة العودة من باريس وسائل الإعلام العربية والدولية فيما تناقلت الصحف ومحطات التليفزيون في تغطياتها للحادث تصريحات المسئولين عن الطيران وآراء الخبراء. اهتمت الصحافة البريطانية بخبر الطائرة المنكوبة وأوردت متابعات دقيقة تتواكب وحجم الفاجعة حيث نقلت جريدة ديلي ميرور البريطانية واسعة الانتشار في تقريرها عن الطيار البريطاني آلان كارتر قوله إنه كان قبل فقدان الطائرة المصرية بساعات يحلق فوق المنطقة التي اختفت فيها الطائرة وكان الجو ممتازاً. وأضاف كارتر: كنت أقود طائرة من طراز بوينج 747 من ميلانو إلي جدة وحلقت علي نفس مسار الطائرة المصرية كنا نحلق علي ارتفاع 39 ألف قدم والطائرة المصرية علي ارتفاع 37 ألفاً. وكل أنظمة الاتصال المتعلقة بالسير جواً كانت تعمل بشكل طبيعي كان الجو هادئاً وصافياً تحدثت إلي الرادار في أثينا وقالوا لي إنه يحلق حالياً خمس طائرات فقط في المجال الجوي كما أن الاتصال مع القاهرة كان عادياً أيضاً. وقالت هيئة الاذاعة البريطانية "بي. بي. سي" إنه تم العثور علي حطام وأشلاء الطائرة بمعرفة القوات المسلحة المصرية في مياه البحر الأبيض المتوسط وذكرت ان الرحلة MS804 كانت في طريقها من باريس إلي القاهرة وعلي متنها 66 راكباً وأفراد الطاقم عندما اختفت في وقت مبكر الخميس الماضي. وذكرت الشبكة ان الجيش المصري عثر علي عدد من حطام الطائرة من مواد بما في ذلك مقاعد وأمتعة علي بعد 290 ميلاً شمال الاسكندرية. وقالت إن الأقمار الصناعية لوكالة الفضاء الأوروبية رصدت بقعة ضوء في المنطقة التي اختفت فيها الطائرة لكن ليس هناك ما يضمن ان الضوء كان منبثقاً من الطائرة المفقودة. ويتركز البحث الآن علي ايجاد الصندوقين الأسودين للطائرة كما أوردت هيئة الاذاعة البريطانية مما أشارت إليه آراء مسئولين من فرضية العمل الإرهابي وأنه سبب أقوي للسقوط من الخلل الفني. ولفتت هيئة الاذاعة البريطانية إلي قيام فرنسا بالتركيز علي ما إذا كان هناك قد حصل أي اختراق محتمل للأمن في مطار شارل ديجول ونقلت الهيئة كلام اريك مويتيت وهو محام عن الموظفين وقد تكون هناك محاولات من قبل متطرفين لتجنيد موظفي شارل ديجول. ونشرت صحيفة التايمز علي صدر صفحتها الأولي عنوان "سقوط الركاب من علو 37 ألف قدم ومقتلهم" وأبرزت الصحيفة علي الخصوص التكهنات التي تشغل هيئات الاستخبارات الغربية حول أسباب حادث الطائرة المصرية. وتنقل الصحيفة ان ضابطاً في الاستخبارات الأمريكية قال: الولاياتالمتحدة تعتقد ان انفجاراً داخل الطائرة وراء سقوطها لكن ما يجب معرفته الآن: هل حدث ذلك نتيجة عطل تقني أم أنه ناتج عن عمل ارهابي؟ وذكرت الصحيفة بآخر التصريحات التي صدرت عن وكالة الاستخبارات الروسية وكذا السلطات المصرية حيث لم تستبعد كلتيهما إمكانية العمل الإرهابي في حادث الطائرة المصرية التي كانت تقوم برحلة بين باريسوالقاهرة. أكدت التايمز البريطانية أنه في حال صح أن حادث الطائرة المصرية ناتج عن عمل ارهابي مدمر فهذا يعني ان الارهابيين نجحوا في ابتكار وسائل أكثر تطوراً وذكاء من أجل تنفيذ هجماتهم مشيرة إلي ان الإجراءات الأمنية في المطارات الأوروبية معقدة وليس من السهل تجاوزها أو التحايل عليها. وأشارت الصحيفة إلي أن تنظيم داعش وغيره من المنظمات الارهابية يلجأون إلي استخدام مواد غير محظور دخولها الطائرة أو لا تكتشفها أجهزة المسح في المطار ولا تثير الشكوك حولها وهو ما يعني أن نوعية العبوات الناسفة التي يتم استخدامها أصبحت أكثر ذكاء وتطورا وتلمح الصحيفة إلي ان انتحارياً ربما يكون قد تمكن من إخفاء عبوة ناسفة داخل بطنة وصعد بها إلي الطائرة وهو احتمال لم تلتفت له أجهزة الأمن أو تضعه في اعتبارها حتي الآن. استعرضت التايمز الاحتمالات التي يمكن أن تكون قد أدت إلي اسقاط الطائرة من بينها احتمال ان تكون الطائرة قد تعرضت للاستهداف بواسطة صاورخ أرض جو من منطقة تخضع لسيطرة تنظيم داعش أو أن تكون صواريخ مهربة لحساب ارهابيين إلي المنطقة التي تم فيها الاستهداف وذلك علي غرار الطائرة الماليزية التي تم اسقاطها في أجواء أوكرانيا بصاروخ أرض جو علي الرغم من أنها كانت تحلق علي ارتفاع كبير. وسردت الصحيفة تفاصيل عن البريطاني الذي كان علي متن الطائرة وهو ريتشارد أوسمان البالغ من العمر أربعين عاماً وهو متزوج وأب لطفلين وكان أوسمان يقوم برحلات منتظمة إلي القاهرة بحكم عمله جيولوجيا لصالح شركة متخصصة في مناجم الذهب. وكان ريتشارد تقول صحيفة التايمز عائداً إلي عمله بعد احتفال عائلي بقدوم طفلته الثانية قبل نحو أسبوعين لكن ها هو يغيب إلي الأبد في هذا الحادث الأليم حيث لن تتمكن ابنته من رؤيته وقد رحل وهي لم تتعد الأسبوع الثالث من عمرها حسب الصحيفة. اتجهت صحيفة ديلي تليجراف البريطانية للتساؤل حول السيناريوهات الممكنة حول أسباب سقوط الطائرة المصرية. وقالت إن فرضية العمل الارهابي قائمة وممكنة بالنظر إلي ان فرنسا ومصر كلتيهما تحاربان الارهاب وتستهدفان المتطرفين. ونقلت الصحيفة علي لسان الخبراء قولهم إن معرفة سبب سقوط الطائرة المصرية يتطلب مزيداً من البيانات وتحليلها. وان السقوط بشكل لولبي من ارتفاع يصل إلي عشرة آلاف قدم بعد اختفائها من الرادارات قد يكون بسبب عطل فني مع ذلك فالصحيفة أكدت علي فرضية التفجير الارهابي وأنه سبب ممكن أيضاً. قالت مجلة لوبوان الفرنسية ان الغموض لا يزال يحيط بأسباب سقوط الطائرة المصرية التي كانت في طريقها في مطار شارل ديجول إلي القاهرة. وبينت المجلة ان سيناريو وقوع انفجار علي متن الطائرة وارد جداً إذ ان الطاقم لم يوجه أي نداء استغاثة وان الرحلة كانت تسير بشكل طبيعي ويبدو ان الطائرة تحطمت بالقرب من جزر يونانية وليس بعيداً عن الساحل الشمالي المصري. ذكرت المجلة ان عدم اصدار طاقم الطائرة أي نداء استغاثة يكاد يكون ليلاً علي تعرض الطائرة لحادث مفاجئ مثل انفجار ارهابي. ولفتت المجلة الفرنسية إلي ان الحادثة تأتي في وقت صعب جداً بالنسبة لمصر حيث تواجه مشاكل اقتصادية. الإعلام الروسي بصحفه ووكالاته تابع الحادث وأعلن مصر في الحكومة الروسية ان فقدان الطائرة المصرية الخميس 19 مايو سيؤثرسلباً علي استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر في حال تأكيد وقوع عمل ارهابي علي متنها. وقالت صحيفة كوميرسانت الروسية ان المسئول رفيع المستوي قال في حديث للصحيفة إن ذلك مرتبط بشكل مباشر بأمن مواطنينا مشيراً إلي ان تأكيد وقوع عمل ارهابي سيعني تأجيل استئناف الرحلات الجوية بين البلدين بعد تعليقها إثر تحطم الطائرة الروسية في سيناء في أكتوبر الماضي. وأشارت الوكالة الفيدرالية الروسية للنقل الجوي إلي أنها ستأخذ في الاعتبار سيناريو وقوع عمل ارهابي علي متن الطائرة المصرية المفقودة إلا أنها تنوي مواصلة التعاون مع مصر من أجل ضمان الوجود الآمن للركاب الروس في مطارات هذا البلد. كان مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية ألكسندر بورتنيكوف قد قال بشأن الطائرة المفقودة إن ذلك عمل ارهابي علي ما يبدو داعياً الشركاء الأوروبيين إلي اتخاذ إجراءات مشتركة من أجل الكشف عن المتورطين في هذا العمل. من جانبه قال مكسيم شينجاركين عضو لجنة مجلس الدوما الروسي للدفاع في حديث ل "كوميرسانت" إن كارثة الطائرة المصرية تجعل وجود خبراء روس في المطارات المصرية شرطاً ضرورياً لاستئناف الرحلات بين البلدين إضافة إلي ضرورة تخصيص مواقف خاصة للطائرات الروسية في المطارات المصرية وتزودها بالوقود الروسي. أضاف شينجاركين: "الآن يجب أن نتابع عن كثب ضمان أمن الرحلات الروسية ليس فقط الي مصر. بل وغيرها من الدول. وذلك انطلاقاً من مستوي الخطر الإرهابي". قالت الصحافة الألمانية: إن مصر عادت من جديد الي صدارة العناوين الإخبارية بسبب حادثة الطائرة. وقالت شبكة دويتش فيلا الألمانية. إنه قد تكون لذلك تداعيات علي اقتصاد مصر حسب بعض الخبراء الألمان. لكنها عادت وأوردت رأي خبراء آخرين قللوا من تأثير الفاجعة علي حركة السياحة. ذكرت الوكالة. أنه لاتزال ملابسات تحطم الطائرة المصرية فوق البحر المتوسط الي الآن غامضة. فوزير الطيران المدني المصري شريف فتحي قال إن الظروف المحيطة بتحطم الطائرة توحي بأن فرضية هجوم إرهابي قد تبدو الاحتمال الأرجح". من جهة أخري أكد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت عدم امتلاك بلاده أي مؤشر علي الاطلاق حول أسباب التحطم. لكن بغض النظر عن ما إذا كانت التحطم لأسباب تقنية أو ناتجاً عن عمل إرهابي. فإن التداعيات لا يمكن الجزم بها. تابعت الوكالة. لم تكد مصر تتعافي من أزمتها السياحية الخانقة. إلا وجاء حادث تحطم طائرة الخطوط الجوية المصرية "إم إس 804" ليزيد من حدة الأزمة. خاصة وأن الموسم السياحي علي الأبواب. وأوردت الوكالة قول الخبير المصري في اقتصاد السياحة والبروفيسور في جامعة فرانكفورت سعيد البطوطي. الذي استبعد أن يؤثر هذا الحادث علي قطاع السياحة المصرية في الوقت الحالي. وقال: "الطائرة المصرية المنكوبة أقلعت من مطار شارل ديجول في باريس وليس من مطار مصري. لهذا فمهما كان سبب سقوط الطائرة. فإن الضغط والمسئولية علي السلطات المصرية وعلي الخطوط المصرية سيكون أقل". كما رجح البطوطي أن تعود السوق المصرية الي تعافيها مع الموسم الشتوي في بداية شهر نوفمبر القادم. وأكد البطوطي لدويتش فيلا: "أن صورة مصر لن تتضرر لأننا لمسنا تعاطفاً كبيراً من جميع الدول مع مأساة تحطم الطائرة". كان وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير أشاد قبل بضعة أسابيع بتحسن أداء أمن المطارات المصرية. كما رفع وزير النقل الألماني حظر السفر الي شرم الشيخ. تبع ذلك إعلان روسيا نيتها إعادة الملاحة الجوية بين مصر وسوريا. تابعت وسائل الإعلام الأمريكية الحادثة. وقالت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية أن السلطات المصرية عثرت علي جزء من أشلاء بشرية وجزء من مقعد طائرة. خلال عمليات البحث عن حطام طائرة مصر للطيران رحلة "MS804" حسبما أخبرت المتحدثة باسم وزارة الدفاع اليونانية شبكة سي إن إن. قالت الشبكة إن سفن خفر السواحل اليوناية ليست في المنطقة لأنها لا تملك القدرة علي العمل لفترة طويلة بعيداً عن الساحل. وأن المسئولين المصريين يقودون عمليات البحث لأنها تجري في المنطقة التي تعد جزءاً من منطقة معلومات الطيران الاقليمي التابعة للقاهرة. والتي تقع علي بعد مسافة 230 ميلاً بحرياً جنوب شرق جزيرة كريت. والتي بموجب القانون تندرج تحت السيطرة المصرية.