احترف "كامبا" أعمال السرقة منذ نعومة أافره.. فقد نشأ في أسرة مفككة.. كل فرد فيها يعيش في عالم بعيداًَ عن الآخر ويسعي لتحقيق هدفه الخاص.. كانت "الأم" تنتقل بين منازل الأثرياء تعمل في خدمتهم لتوفير مصاريف الأسرة التي أهملها "الأب" من أجل مزاجه الخاص وجلسات التعاطي التي يقضيها مع أصدقائه. أما الأبناء فقط سار كل منهم في طريقه لتوفير نفقاته بالطريقة التي يريدها أو الأسلوب الذي أجاده.. كان "كامبا" له طريقة الخاص.. اتجه إلي طريق الإجرام مع أصدقاء السوء تعلم علي يديهم أصل السرقة وفنونها.. وراح يقفز من أعلي سوار المساكن ويتسلق حوائطها للتسلل إلي داخلها بحثاً عما يمكن أن يستولي عليه ويستطيع بيعه دون أن يسقط في قبضة رجال المباحث. قام بعدة جولات ونجح في بعض العمليات.. لكنه سقط في العديد منها وتم الزج به خلف القضبان عدة مرات.. وبين جدران الزنزانة.. وخلف القضبان تعلم الكثير من أساليب السرقة وفنونها علي يد الخبراء معتادي الإجرام الذين تجولوا بين معم السجون.. ومارسوا كافة أنواع السرقات.. كما تعلم أيضاً كيفية التخفي عن عيون الرقابة والهروب من رجال المباحث وكشف أساليب المراقبة والملاحقة التي يتبعها المخبرون السريون. استفاد كثيراً من سنوات سجنه.. ففي كل مرة كان يتعلم الجديد حتي أنه هجر أعمال سرقة المساكن واتجه إلي سرقة المتاجر والشركات.. فقد تبدلت أحلامه وازداد طموحه.. وسعي إلي الثراء الذي فشل في تحقيقه عبر سرقاته الصغيرة.. ون أن نشاطه الجديد سيحقق له أحلامه وينقله إلي مرتبة الأثرياء منهم بمكاسب نشاطه ومغانم سرقاته. اشتهر "كامب" بين أقرانه وزملاء المهنة بجولاته في عالم الإجرام.. وأيضاً بعد سقطاته خلف القضبان وجرائمه التي رتكبها والتي عادلت سنوات عمره البالغ "26 عاماً" اتهم خلالها ب 26 جريمة.. كانت آخرها سقوطه بتهمة سرقة مبلغ مالي من شركة للمقاولات بالشرابية.. والتي تم القبض عليه فيها وإعادته إلي زنزانته مرة أخري. بدأت رحلة السقوط الأخيرة ل "كامبا" عندما تلقي مأمور قسم شرطة الشرابية بلاغاً عن "مقاول" باكتشافه كسر باب شركته وبعثرة محتويات المكتب وكسر درج مكتبه وسرقة مبلغ مالي.. تحرر محضر بأقواله وتم إخطار اللواء محسن مراد مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة. كشفت التحريات التي أشرف عليها اللواء أسامة الصغير مدير الإدارة العامة للبحث الجنائي من خلال رفع البصمات والتحريات والمعلومات التي توافرت لفريق البحث الجنائي أن وراء الجريمة المتهم "كامبا" السابق ضبطه واتهامه في 25 قضية سرقات متنوعة. أعد العميد عصام سعد مدير مباحث العاصمة كميناً بقيادة رئيس مباحث قسم شرطة الشرابية.. وألقي القبض علي "كامبا" التي حاول التنصل من جريمته لكن أعصابه لم تحمل عندما تم مواجهته بالأدلة والتحريات.. واعترف بارتكاب الجريمة.. وأرشد عن المسروقات التي أخفاها بمسكنه.. وبالعرض علي النيابة زجت به خلف القضبان ليعود إلي حياة اللام التي لا يعرف غيرها والإقامة بين جدران الزنزانة التي عشقها.