* سيدتي: عمري 18 عاما.. للأسف رسبت العام الماضي في الثانوية العامة ويبدو أنني سأرسب هذا العام أيضاً والسبب والدي الذي لا يعرف الحب ولا يفهم مشاعره وكل شيء في حياته المذاكرة ومعايرتنا أنه أفني شبابه علي تربيتنا وحرم نفسه من الزواج بعد وفاة أمنا.. وأنه ضحي بحياته الطبيعية كي لا يجلب لنا زوجة أب. مشكلتي أنني أحب شابا يعمل في الخارج تعرفت عليه علي الإنترنت وتقابلنا في الاجازة القصيرة التي قضاها في مصر العام الماضي ونتكلم عبر "الويب كام" ولا أتخيل حياتي بدونه. العام الماضي وبعد رسوبي أخذ والدي التاب مني وحرمني من النت وقطعه عن البيت وقال: الناس كانت عايشه بدون هذا الخراب سعيدة.. وذات يوم دخل والدي البيت فوجدني أتكلم مع حبيبي من خلال تليفون ابنة خالتي الذي عليه باقة نت وسمع كلامي كله فقام بضربي وأمرني بفتح الرسايل وقراءة كل شيء.. وقرر أن أنهي الثانوبة العامة من البيت ولن أذهب للمدرسة والدروس يذهب بي إليها ويعود بي ووصل الأمر أنه بياخذ تليفونات أصحابي وهن عندي في البيت ويقول لهن خذوها وأنتن منصرفات.. بل وصل الأمر أنه أمرني بألا أجلس مع أحداهن بمفردنا في الغرفة وعلينا أن نجلس في الصالون معه. سيدتي لقد قررت الانتحار من أجل الحب وحتي يعلم والدي أن الحب لا يمكن مقاومته وأنه حرمني الحياة.. لعله لا يفعل هذا مع شقيقاتي الصغريات.. وقررت أن أكتب لك لتنشري رسالتي لكل أب.. حتي لا يمنع الحب.. ويبدو أن زمن المنتحرين والمنتحرات باسم الحب سيعود ثانية. وقد أبلغت حبيبي الذي قال لي أصبري حتي أعود بعد عام وخاصة أن سيسافر للعمل في مكان في البحر تبع البترول وسيقضي فترة بدون نت.. لا أستطيع الحياة بدونه فقد تغير بعد أن علم بموقف أبي ويبدو أنه غضب من موقف والدي لأنه حساس جداً ورومانسي جداً.. وعندما أرسلت له الرسالة الأخيرة وقلت له أنني سأنتحر.. قال لي لا تفعلي ذلك فسوف أعود بعد عام وآتي مع أسرتي لخطبتك حتي يعلم والدك أنني جاد. ماذا أفعل رغبة الموت تطاردني حتي أفر من قبضة أبي الذي يتعامل معي علي أنني ملك له أو جارية عنده.. أرجوك ساعديني لأخذ القرار.. فأنا أحبك وأعتبرك كأمي التي ماتت وأنا عمر 12 عاما وحرمت منها.. كوني أمي. ** عزيزتي: لأكن والدتك ولكن البنت التي تحب أمها تكون منصتة لما تقوله وتفتح عقلها وقلبها لها.. تعالي يا أبنتي نتكلم حديث الأم لأبنتها.. فقد توفيت والدتك وأنت في أخطر مرحلة.. المراهقة التي تنقلك من طفلة بريئة لآنسة جميلة تتفتح معها الحياة والدنيا وتفتح ذراعيها.. مكان خوف والدك وحرصه عليكم كبيرا وتضحيته من أجلكم عظيمة لن تشعرين بها الآن ولكن ربما بعد أن تصبحي زوجة وأماً وتعيشين تلك التجربة العظيمة المسئولية عن أطفال.. فما بالك وهو وحيدا.. ربما أفرط في خوفه ولكنك السبب فقد خنت الأمانة التي منحها لك مع الحيرة وصادقت شابا لا تعرفين عنه أي شيء غير ما قاله هو لك.. فمن يدريك أنه فعلا يعمل في مهنته التي ذكرها لك.. هل تعرفين أي معلومات عن عنوان عمله أو أهله أو أصدقائه.. النت وشبكات التواصل الاجتماعي سلاح ذو حدين وهناك شباب يقومون باستغلال البنات عن طريقه ولعله خاف بعد أن عرف والدك فهرب بطريقة رومانسية كالتي صدرها لك.. فلو كان صادقا لكلم والدك من الخارج وقال له أنه سيأتي لخطبتك وأنه لا يعبث بك.. أو كان يرسل والدته أو أحد أقاربه ليحسن صورته أمام والدك ويحفظ لك كرامتك أمامه.. لكنه لم يفعل وأعتقد لن يفعل. ابنتي أنت في سن خطرة والتجارب التي ستمرين بها قد تكون بسيطة لو قبلت دعم والدك وحمايته لك وقد تكون صعبة وربما مهينة لو تمردت علي والدك.. يا عزيزتي الحب الحقيقي لا يقتل.. الحب الحقيقي بناء نجاح.. سعادة.. فكفي عما تفعلينه من تدمير لنفسك وقومي بالمذاكرة وتخطي عنق الزجاجة للحياة الجامعية الأرحب.. وقد تقابلين الحب الحقيقي بعد ذلك حب لشخص حقيقي وأسرة محترمة تقدرك وتجعلك عروسا لابنهم. أفيقي وكوني علي علم أن المنتحر لا يستأذن الله ولكنه يكفر بالله في لحظة ضعف ينهي حياته وهو الخاسر الوحيد في الدنيا يخسر حياته وفي الآخرة يخسر آخرته ويحاسب ككافر. الحياة جميلة والقادم أحلي فكوني بخير وليتني أراك قريباً.. وحاولي استرداد ثقة والدك.. لا تنسي طمأنتي عليك فقد أصبحت واحدة من بناتي اللاتي بعرض وطننا العربي.