مع حلول الذكري التاسعة والثلاثين لوفاة العندليب عبدالحليم حافظ.. رصدت "المساء" أبرز المواقف والذكريات لبعض نجوم الفن الجميل ممن التقوا الفنان الراحل وعملوا معه في بعض أفلامه من خلال السطور التالية: ** البداية مع الفنانة الكبيرة مديحة يسري التي لم تمنعها أزمتها الصحية الحالية والتي استدعت إقامتها بأحد المستشفيات من أن تتذكر كواليس فيلمها "الخطايا" التي جسَّدت فيه دور أم "عبدالحليم" والذي استمرت من بعده علاقة صداقتها به حتي وفاته. فتقول: عبدالحليم أحد الفنانين المقربين إلي قلبي وعلاقة الصداقة التي جمعتنا استمرت طويلاً وحتي قبل أن نعمل معاً في فيلم "الخطايا". مضيفة أتذكر أنني كنت أجلس طويلاً مع عبدالحليم وحسن يوسف قبل الإعداد للمشاهد التي تجمعنا حتي أظهر أمامهما بشكل طبيعي. وأذكر أنه قبل مشهد "ضربة القلم" الشهيرة من عماد حمدي لحليم ذهبت إلي غرفة عماد حمدي وقلت له "اضربه بالراحة" فقال لي عماد "متخافيش ده زي ابني" وعندما بدأ التصوير الفعلي ضرب حمدي حليم بهدوء لأنه كان خائفاً عليه. إلا أن حليم أصر علي إعادة المشهد قائلاً: "يا أساتذة أنا اللي بنضرب" وبالفعل تكرر المشهد حتي خرج في شكل درامي متميز. وأذكر انني من شدة القلم بكيت وانهمرت دموعي وقلت لعماد حمدي "حرام عليك انت ضربته بغل" وضحك الجميع توقفت دموعي بعد أن ربت حليم علي قائلاً: "انت فعلاً مثل أمي" وتواصل الفنانة الكبيرة ذكرياتها وتقول نجح الفيلم نجاحاً كبيراً وظل يعرض لمدة أربعة عشر أسبوعاً متواصلاً محققاً للمنتجين مكاسب خيالية. وأتذكر موقفاً كوميدياً جمعني بحليم بعدها حيث التقينا في شقة عبدالوهاب للاحتفال بالفيلم. وعندما جاء حليم سلم عليّ واحتضنني وهو يقول "ازيك يا ماما" فتدخل الراحل محمد فوزي زوجي وقتها وقال له "لا مامتك كانت في الفيلم مش هنا" الله يرحمه كان إنسان طيب ومحب لعمله وأصدقائه. ** أما الفنان الكبير حسن يوسف فيقول: حليم رحمه الله كان إنساناً خلوقاً وطيباً وجدع جداً محباً لأصدقائه ووفياً لهم. وكان مجتهداً جداً ويحب عمله بشكل كبير ويخطط لأي شيء يفعله بدقة وعناية شديدة وكلها عوامل ساعدت علي نجاحه واستمرارية أعماله وأغانيه حتي الآن. وأتذكر أنه كان دائماً في بروفاته مع الملحنين والمؤلفين كان يتعرض لضغط شديد وارهاق غير عادي وقلت له في إحدي المرات "مش معقول اللي انت بتعلمه ده. انت كده بتنتحر" فرد عليّ رحمه الله قائلاً: "لازم اعمل كده عشان أحافظ علي نجاحي" مضيفاً: عبدالحليم علي عكس الشائع كان إنساناً متواضعاً جداً. وكان يصاحب العاملين بالاستديوهات في جميع أفلامه وهم كانوا يحبونه بشكل كبير ولا يرفضون طلباً له وكنت أسمعهم دائماً يرددون "حليم ده غلبان" شوف معاه شهرة وفلوس ازاي ومش عارف يتمتع بيهم بسبب ظروفه الصحية التي كانت تتدهور يوماً بعد يوم ويتذكر الفنان الكبير كواليس فيلم "الخطايا" قائلاً: عبدالحليم استضافني في منزله قبل تصوير الفيلم لمدة أسبوع حتي نتعرف بشكل أكبر علي بعضها البعض لأننا كنا نجسد دور شقيقين بالفيلم. وبالفعل مكثت في منزله أسبوعاً نأكل سوياً ونرتدي ملابس بعضنا البعض حتي ظهر هذا في الفيلم بشكل طبيعي وكأننا شقيقين بالفعل. ** أما الفنانة الكبيرة نادية لطفي فأكدت أن علاقتها بعبدالحليم كانت قديمة وقبل أن يعملا معاً في فيلم "الخطايا" خاصة أنها كانت تحرص علي المشاركة في حفلات أضواء المدينة لصالح المجهود الحربي وهي الحفلات التي كان عبدالحليم يشارك فيها. إضافة إلي لقاءاتهما المتكررة عند الشاعر الكبير كامل الشناوي. وتضيف صداقتنا تضاعفت بعد مشاركتي له في فيلمي "الخطايا" و"أبي فوق الشجرة" اللذين غني لي فيهما مجموعة من أروع أغانيه وأشهرها حتي الآن. وأتذكر أن حليم كان طفلاً من داخله ولديه "شقاوة عيال" وظهر هذا خلال تصوير أغنية "جانا الهوا" حيث استغل حليم وجودنا عند نبع مياه شديد البرودة في لبنان. وقام برشي بالماء البارد وهو ما جعلني أصرخ من شدة برودتها ولولا ضحكنا ورغبتي في أن يمر الموقف ب "مزاجي" لوقعت مشكلة كبير. لكنني كنت أعرف أن حليم يرغب في الهزار معي ليس إلا. واختتمت حديثها قائلة: حليم كان عف اللسان ويحمل طيبة ابن الريف وأصالته وصفاء قلبه. وفي الوقت نفسه لا تستطيع أن تخدعه بسهولة فلم يكن ساذجاً. بل كان شديد الذكاء. ولا يتوقف عند مرحلة معينة لفترة طويلة بل كان يجدد ويرتقي بنفسه وثقافته رحمه الله كان موهبة فنية وإنسانية لن تتكرر. ** أما الفنانة لبني عبدالعزيز فقالت: رغم انني لم أمثل مع حليم سوي فيلم واحد لكن صداقتنا ظلت بعدها مستمرة حتي وفاته ورغم سفري برفقة زوجي للولايات المتحدة إلا أنني كنت حريصة دوماً علي الاتصال به من حين إلي آخر والاطمئنان عليه وأتذكر انني كلمته في إحدي المرات من هناك ووعدته بزيارة قريبة إلي مصر أراه فيها. إلا أن القدر كان أقوي وسبقني وعلمت بخبر وفاته هناك وحزنت جداً لفقدانه مضيفة انها عقب عودتها إلي مصر حرصت علي زيارة قبره وتفعل هذا بين الحين والآخر. حيث تزور قبره وتضع له الورود وتقرأ له القرآن. وعن ذكرياتها لفيلم "الوسادة الخالية" قالت: حليم كان "شقي" ويمزح مع الجميع وللأسف أنا من الشخصيات التي تصدق أي شيء بسهولة وحسنة النية لحد كبير وحليم استغل هذا في أحد المرات وقال لي "امبارح شربت زجاجة ملوخية حلوة قوي. وبالفعل توقف أمامي في إحدي المرات أمام صيدلية ليشتري واحدة لكنه لم يجد. وعندما ذهبت لأمي طلبت منها زجاجة ملوخية. فضحكت علي وقالت لي بيضحكوا عليكي. مضيفة: حليم ورشدي أباظة وصلاح أبو سيف كانوا يقولون لي أشياء وأحداث غريبة وأصدقها بحسن نية وتلقائية حتي اكتشف انهم كانوا "بيهزروا معايا" ربنا يرحمهم يرحم حليم كان طيب وبيحب شغله جداً.