عندما تنعق "البومة"..!!

وماذا بعد

كلنا نتشاءم من "البومة" ونعتبرها نذير شؤم وخراب مع أنها في الأصل من أجمل الطيور شكلا.. وهكذا أمريكا.. فهي جميلة جدًا بتقدمها العلمي المهول وبناطحات سحابها وبأفلامها الهوليوودية التي هوست الملايين لكنها أشر البلاد.. لا تحل في مكان إلا وتخربه. ولا "تنعق" إلا ويتلو نعيقها دمار. ولا يلتف حولها سوي أشباهها أو السائرين في نعالها.
تسمع من أمريكا كلاما جميلا ومنمقا يهز مشاعرك ويجعل الدموع تقفز من عينيك عن حقوق الإنسان وهي أبعد ما تكون عن هذه الحقوق بل وعن الإنسانية نفسها وانظروا ماذا فعلت في بوغريب وجوانتانامو بل وفي مواطنيها السود.. وتتحدث عن حرية الشعوب وهي تزرع بينهم تنظيما إرهابيا يقتل فيهم ويدمر الحضارة وبالتالي فإنها "تستعمر" البلاد و"تستحمر" بعض أبنائها ممن يرضون أن يكونوا ركابا لها وارجعوا لمؤامرة "الربيع العبري" فهي خير مثل.
أمريكا "شايطة مننا" منذ 30 يونيه.. فهي لا تريد أن تخسر مصر وفي نفس الوقت مغلولة من أن مصر قلبت السحر علي الساحر وأطاحت بالنظام الإخواني العميل الذي زرعته بعد شغل سفلي قذر فماذا تفعل؟؟.. تطنطن بأن علاقات البلدين استراتيجية وفي أعلي درجاتها ثم "تنعق" باسطوانات مشروخة تهاجم فيها مصر لتقليب الرأي العام الداخلي والخارجي علينا.. وتعالوا اسمعوا آخر اسطوانة "أمريكاني" طبعت في "C.I.A) ووزعت علي أوروبا وباقي الغربان في الداخل والخارج علي خلفية مقتل الإيطالي ريجيني وفتح قضية التمويل الأجنبي.
البداية كانت أوامر للبرلمان الأوروبي بإدانة مصر بسبب جريمة ريجيني رغم أن مثلها يحدث في كل البلاد ولنا مواطنون قتلوا أو اختفوا ولم ينعقد حتي اتحاد البطيخ من أجلهم.. ماشي.
لكن.. هل هي صدفة أن تخرج علينا الخارجية الأمريكية بعد ذلك مباشرة لتعرب عن قلقها من تزايد مزاعم الاعتقالات التعسفية وسوء المعاملة في مصر.. مع أن المسلمين في أمريكا فعلا مضطهدون حتي أن مرشحهم الجمهوري للرئاسة "ترامب" طالب بمنع دخولهم أمريكا..؟؟
وهل هي صدفة أيضا أن يدلي جون كيري وزير خارجية أمريكا عقب ذلك بتصريحات وقحة عن حقوق الإنسان المهضومة في مصر؟؟.. طيب.. خلوا انتم عندكم شوية دم وقبل أن تنتقدونا ظلما وعدوانا راعوا حقوق مواطنيكم السود.. أم أنهم ليسوا بشرا..؟؟
وهل هي صدفة كذلك أن يتزامن هذا كله مع مطالبة ممدوح حمزة أكثر من مرة هنا وعمرو حمزاوي من الخارج بانتخابات رئاسية مبكرة ويدعو حمدين صباحي "العاطل" إلي بديل مدني ويختتم العزف سعدالدين إبراهيم بضرورة المصالحة مع الإخوان؟؟.. آه.. جبت من الآخر يا مستر سعد.. المصالحة..!! اصدمك وأقول لك إنها لن تحدث حتي لو رقصت علي السلالم.
تتحدثون في أمريكا والاتحاد الأوروبي عن حقوق الإنسان.. فلماذا لم تتكلموا عن حقوق الشهداء الذين سقطوا ويسقطون كل يوم بأيدي "اخوانكم" ودواعشكم؟؟.. ولماذا لم تحاسبوا بوش الابن وتوني بلير عندما اعترفا في وقاحة بخطأ غزو العراق وتدميره وعندما أقر بلير بأن هذا الغزو مهد الأرض لظهور داعش؟؟.. دمرتم العراق ونهبتم ثرواته وأعدمتم رئيسه ونفس الشيء فعلتموه في ليبيا ثم تقولون ببساطة "معلش احنا غلطنا".. يا حلاوة.
وتتحدثون عن حقوق الإنسان.. فلماذا لم تحاسبوا الشرطة الأمريكية عندما طحنت المتظاهرين السلميين في نيويورك ونيو جيرسي وواشنطن وعبأتهم كالكلاب في اللواري؟؟.. ولماذا لم تحاسبوا مخبول اسطنبول وهو يغلق الصحف ويصادرها ويضرب المتظاهرين بالرصاص؟؟.. ولماذا لم تحاسبوا فرنسا علي إجراءاتها القمعية بعد الهجمات الإرهابية الأخيرة عليها..؟؟
أيتها البومة وأيها الغربان.. "طظ" فيكم جميعا.. حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبونا.. "اللي بيته من إزاز ما يحدف الناس بالطوب".