المسئولون: گيف يغني مطرب في مسارح خالية من المشاهدين؟!

الأندية الجماهيرية ترفض الدوري »الصامت«

القرار المتسرع الضعيف الذي اوشك اتحاد الكرة علي اتخاذه والذي يقضي باقامة مسابقة الدروي العام بدون جماهير يضر بجميع عناصر اللعبة.. يضرب اللعبة الشعبية الاولي في مقتل... يفقد قلبها النبض.. ويحرم فؤادها من الخفق.. ويحيل الملاعب المصرية الي ساحات خربة ومساحات قفراء جرداء ينعق فيها البوم ويعبث فيها الغربان.. القرار الهزيل الذي بات وشيك الصدور من الجبلاية تغلفه مبررات رحيمة تتحدث عن الخوف من تكرار الانفلاتات والعمل علي ايقاف التجاوزات والسعي للمحافظة علي الانفس والارواح.. غير ان باطنه مليء بالضعف والخوف والقتامة والعتامة وقد تكون تباعاته من السوء بحيث تجر الكرة المصرية المنهارة والمتردية الي هوه سحيقة من التراجع والانهيار بعد ان ينفض عنها وينصرف من حولها العنصر الايجابي الوحيد وهو الجماهير.
النعامة والرمال
يقول كابتن محرم الراغب مدير عام النادي الاهلي انه لا يمكن استئناف المسابقة بدون افعل واهم وافضل عناصرها علي الاطلاق وهو الجماهير التي تمثل النبض للقلب الرياضي.. ولست ادرك لماذا نواجه الامور بمنطق النعام التي تدفن رأسها في الرمال للاتقاء من الصياد؟! لماذا نخشي دائما من التعامل مع الحقائق من مواجهة الوقائع من تصحيح الخطأ باتخاذ قرارات صائبة وليس التصويب من خلال مزيد من الاخطاء.. ما وقع في مباراة الزمالك والافريقي جريمة في حق الرياضة المصرية وكرة القدم والروح الرياضية.. ودوافعها وبواعثها معروفة وجلية.. المجرم الحقيقي معروف ومكشوف ويحتاج للحساب وتوقيع اشد العقاب.. ولا يجب ان تأخذنا اي رحمة به او اشفاق عليه.. ولابد ان تجري اصلاحات في كل الاتجاهات ومع كل المقصرين.. لابد من اجراء جراحات لاستئصال بؤرة الداء وتطهير الجروح المتقيحة قبل ان تتفشي في الاعضاء وتقلل الاوصال.. الجماهير ضرورة لاعادة الحياة للمدرجات وضخ الدماء في المفاصل المتيبثة واعادة السيولة الي الخزائن الخاوية والمفلسة.
خراب بيوت
ويقول المستشار جلال ابراهيم رئيس مجلس ادارة نادي الزمالك ان هذا القرار المتسرع يأتي بمثابة خراب بيوت وتدمير للقدرات وتجميد للامكانيات.. الاندية الشعبية التي تعتمد علي مساندة ودعم جماهيرها المادي والمعنوي افلست ولا تجد اموالا تنفق منها علي مرافقها ولا تملك ما تفي به الاحتياجات الضرورية حتي مرتبات الموظفين.. فما بالك بالملايين التي تحتاجها عقود اللاعبين المحترفين والذين باتوا ينتشرون في كل اللعبات وليس في كرة القدم فقط.. اذا كان الهدف من استئناف الدوري هو عودة الحياة والنشاط الي اللعبة فلابد من مراعاة جميع العناصر ولا يجب ان نجور ونظلم احداها بل اهمها وهي الجماهير وبالتالي نخنق الاندية ونكبل مسئوليها فلا تقوي قياداتها علي ادارة شئونها.. ولابد ان يعلم الجميع ان المقابل المادي الذي يعود علي الاندية من الفضائيات وعمليات البث التليفزيوني يتأخر ويتباطأ المسئولون فيها عن السداد وبذلك تتعاظم الاخطار وتتأخر المستحقات وتتضاعف الاضرار.
واذا كان هذا هو رأي مسئولي قطبي الكرة المصرية واشهر ممارسيها واعرق انديتها فإن بقية الاندية ليست اقل تحمسا منهما في اعادة الدوري بجماهيره.. ولعل دافعها علي هذا معقول ومقبول.. فليس معني حدوث واقعة سلبية في مرفق المترو ان نلغي هذا المرفق الحيوي.. وليس معني حدوث اعتداء علي تلميذه ان نغلق كل المدارس وليس خروج مظاهرة من الجامعة ان نوقف الدراسة الجامعية.. ياعالم هذا حرام.. اصحاب المصلحة خارج حلقة الادارة وبعيدين عن مصدر القرار.. واصحاب الحل والعقد لا يقدرون العواقب والاخطار.. وليس ادل علي ذلك ما يقوله المهندس ماجد سامي رئيس نادي وادي دجلة من أن هذا القرار يبيح الرشوة والتساهل بين الاندية التي لن يهمها الفوز والخسارة لعدم محاسبة جماهيرها لها فستهدي النقاط للاندية.. فضلا عن انهيار الانظمة في الدرجات التالية لعدم الهبوط والصعود.