شركات البطاقات الذكية أصبحت تمثل كابوساً مزعجاً للملايين من المواطنين الذين يحملون بطاقات تموين.. فبعد عام ونصف العام من تطبيق منظومة الخبز والتموين تبين أن العديد من الماكينات كثيرة الأعطال وتتسبب في منع الكثير من أصحاب البطاقات من الحصول علي احتياجاتهم من الخبز والسلع التموينية. يفاجأ المواطن بأن بطاقته الذكية أصبحت غبية.. ولم تعد تعمل فتطلب منه وزارة التموين تنشيطها بعد دفع حوالة 20 جنيهاً.. وبالفعل تعود البطاقة للعمل وسرعان ما تتوقف من جديد.. ويتطلب الأمر حوالة جديدة ب 20 جنيهاً!! وهناك نصف مليون بطاقة تموين ورقية تقدم أصحابها لتحويلها إلي بطاقات ذكية حتي يتمكنوا من صرف الخبز وبدل نقاط الخبز إلا أن الشركات الذكية علي مدي أكثر من عام من حل هذه المشكلة وتعهد د.خالد حنفي وزير التموين منذ أكثر من 8 أشهر بحل المشكلة ولم يفعل شيئاً حتي الآن والنتيجة حرمان حوالي 3 ملايين مواطن مقيدين علي هذه البطاقات الورقية من صرف احتياجاتهم من "العيش". "المساء الأسبوعية" توجهت إلي مقر وزارة التموين بشارع قصر العيني والتقت مع العديد من المواطنين الذين يتزاحمون علي المكتب الخاص بتنشيط البطاقات داخل ديوان الوزارة واستمعنا لمشكلاتهم ومعاناتهم مع الشركات الذكية التي تسرق دعم الغلابة بمنتهي الذكاء!! المواطنة نادية محمد تقول: بطاقتي التموينية مستخرجة من حدائق وذهبت للصرف بها فقالوا لي إنها تحولت علي الجيزة ومنذ 3 أشهر وهي تتردد علي وزارة التموين حتي تتمكن من صرف التموين دون جدوي. المواطنة صابرين إسماعيل تؤكد أنها تشتري الخبز ب 25 قرشاً للرغيف لأنه لا يوجد شحن لبطاقتها الذكية وتتساءل: من أين أصرف "العيش" المدعم وأنا عندي خمسة أطفال وزوجي محدود الدخل! نجلاء حسني محمد تقول: منذ عام ونصف العام أحاول استخراج بطاقة تموين وعندما استخرجتها ذهبت لصرف "العيش" وفوجئت أنها لا تصرف فقالوا لي: "نشطيها"! وقالوا لي أيضاً إن بها عشرة أفراد في حين أن أفراد عائلتي ثلاثة فقط.. ولا أستطيع الصرف حتي لا يغرموني 15 جنيهاً عن كل فرد رغم أن الخطأ منهم هم وليس مني!! داليا محمود تقول: منذ شهرين لا أصرف تموينا لأن البطاقة تحتاج تنشيطاً ورغم انني قمت بتنشيطها ثلاث مرات في مكتب التموين وفي الوزارة ولكنها لم تعمل وأبحت لا أستطيع الصرف بالبطاقة الذكية.!! حمدي جمعة يؤكد أنه يتردد منذ أكثر من شهر علي وزارة التموين لتنشيط البطاقة التموينية لأنها تصرف سلعاً تموينية ولا تصرف الخبز مما يضطره إلي شراء الرغيف ب 25 قرشاً! نجوي أحمد عبداللطيف من الحوامدية تقول: إنها تعمل في منزل للخدمة المنزلية وتتقاضي 350 جنيهاً وعندها 4 أطفال وبطاقة التموين لا يوجد بها شحن رغم أنها عملت حوالة ب 20 جنيهاً. تضيف: لا أصرف "تموينا وخبزا" منذ 41 يوماً وعندما أحاول الصرف بالبطاقة الذكية تخرج ورقة مكتوباً عليها "قائمة سوداء" أي لا يوجد رصيد بالبطاقة رغم أنني لا أصرف بها!! يقول فاروق محمود عبدالحميد من سوهاج مركز جرجا: فصلت اسمي من بطاقة أسرتي لاستخراج بطاقة تموين مع زوجتي وأولادي وذلك منذ أوائل عام 2014 ومنذ ذلك الوقت لم يتم استخراج البطاقة وعندما سألت في مكتب تموين قرية العوامر التابع لي قالوا لي إن البطاقة تم طبعها وتسليمها لوزارة التموين ولم أحصل عليها حتي الآن.. والنتيجة انني لم أصرف "تمويناً" منذ أكثر من عامين! ويكشف مصدر مسئول بوزارة التموين رفض ذكر اسمه ان البطاقات الذكية تتلف بسرعة لأنها من خامات رديئة ويضطر أصحابها إلي دفع أكثر من حوالة بريدية أو بنكية لتنشيطها وبالتالي أصبحت تمثل كابوساً مزعجاً لهم مؤكداً ضرورة العودة من جديد للنظام الورقي مع البقال التمويني بعد أن أصبحت شركات البطاقات الذكية تحقق مليارات الجنيهات سنوياً من أموال الدعم وفي نفس الوقت لا تقدم خدمة جيدة لأصحاب بطاقات التموين. أشار مسئول التموين إلي أن الشركات الثلاث التي تحتكر البطاقات الذكية هي شركات قطاع خاص يمتلكها رجال أعمال كبار وهي سمارت وفرست داتا بينما الشركة الثالثة تابعة لوزارة الطيران المدني!! وتدعي "إفيت". أضاف أن الأزمة الحالية سببها قلة عدد مكاتب التموين النموذجية داخل كل محافظة مشيراً إلي أن هذه المكاتب يجب أن تضم أجهزة حديثة وتكون علي اتصال بشركات تطبيق الكروت الذكية لتسهيل أعمال المكابت والاتصال بهذه الشركات. أكد أن هناك الكثير من مواليد 2006 إلي 2011 وحتي منذ عامين لم يتم تسجيلهم رغم أنه كان المفروض الانتهاء من إضافة المواليد والصرف لهم في يناير الماضي. كشف مسئول التموين أن معظم البطاقات المستخرجة حديثاً من قبل الشركات تكون بأزيد من عددها مما يعد إهداراً للمال العام. أشار إلي أن أحمد المهدي وكيل وزارة التموين للعلاقات الاقتصادية والاتفاقيات الخارجية يتولي في نفس الوقت منصب المدير التنفيذي لمشروع البطاقات الذكية ولا يفعل أي شيء لحل مشاكل المواطنين مع شركات البطاقات الذكية.