منذ انعقاد جلسات مجلس النواب حتي الآن والمشاكل والخلافات لا تنتهي. حتي بلغ الأمر برئيس المجلس أن يرفع الجلسة المسائية لعدم اكتمال النصاب القانوني. وظهرت شاشة التصويت بأن إجمالي الحضور 290 وهذا خلل للنصاب القانوني ومغادرة النواب للقاعة أثناء مناقشة اللائحة.. وتساءلت "المساء" كيف يمكن أن تكون حالات الغياب بهذا الشكل وداخل برلمان يعقد عليه الشعب الكثير من الآمال والطموحات. بالإضافة لتأخر اللائحة التي من شأنها معاقبة من يتجاوز داخل المجلس والتي تم الانتهاء منها مؤخراً. المواطنون: أكد خبراء العلوم السياسية أن غياب أعضاء البرلمان هو أمر متوقع. لأن المجلس ينقصه الكثير حتي يخرج بالشكل اللائق والخلافات كثيرة منذ انعقاده والتوترات والأخطر من ذلك الائتلافات التي لم تقدم أي جديد بل اهتمت بمصالحها ومشاكلها الداخلية. لذلك يجب الانتظار حتي تفعيل اللائحة الخاصة بالبرلمان وبعدها يكون الحساب. يقول د.إكرام بدر الدين "أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة": ظاهرة تغيب بعض النواب عن حضور الجلسات من الملاحظات الأكثر خطورة علي المجلس وللأسف الوضع تغير الآن وعن البرلمانات السابقة لأن التصويت داخل المجلس الآن إلكتروني. فيما سبق كان التصويت علي الورق وبعض الأعضاء يوقعون لغيرهم. أضاف: منذ بداية انعقاد المجلس وهناك خلافات كثيرة حتي وصل الخلاف علي اليمين الدستورية. بالإضافة إلي التوترات بسبب اللائحة الجديدة والتصويت عليها. الأمر الأكثر خطورة الائتلافات داخل البرلمان التي تهدد بكارثة. د.سعد الدين إبراهيم "أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية" أعضاء المجلس ليسوا علي المستوي المطلوب. خاصة أن هذا البرلمان هو من أهم البرلمانات وكان يعول عليه الكثيرون أهمية كبيرة في أن يقدم الكثير للشعب وتكون لديه المقدرة علي إقرار القوانين ومراقبة الحكومة. وإذا لم يتم تطبيق القانون نتوقع أن يحدث أكثر من ذلك. وادعوا إلي انتخابات نيابية جديدة. بينما أكد أعضاء مجلس الشعب السابقون أن حالة غياب بعض الأعضاء من جلسات المجلس هو أمر لم يعتادوا عليه في السابق بمثل هذا الشكل.. كما أن أغلب الأعضاء لا يتمتعون بالخبرة السياسية والنيابية وأغلبهم يعتمدون علي العمل الخدمي وأغراض أخري كالشهرة وتسليط الأضواء. فضلاً عن عدم حصول حزب علي الأغلبية داخل المجلس ليضبط الايقاع داخل البرلمان. ويجب أن تكون هناك إدارة حازمة وحاسمة والبعد عن المصالح الشخصية. يقول م. باسل عادل "عضو مجلس شعب سابق": معظم من دخل البرلمان لا يحبون العمل السياسي ولا يوجد لديهم أي اهتمامات. ولا يتمتعون بخبرة في هذا المجال. وللأسف أغلب هؤلاء النواب يعتمدون علي العمل الخدمي.. كما أن القوائم الانتخابية جاءت بأعضاء غير متخصصين ولأول مرة نسمع عنهم في العمل السياسي. ولا توجد لديهم اهتمامات بالعمل العام ومن الطبيعي أن تكون المحصلة النهائية أن نشاهد أعضاء لا يحترمون القوانين. أضاف: اللائحة الخاصة بالمجلس وتأخر إقرارها فالأعضاء مظلومون فيها. لأن هذا أول برلمان يدخل أعضاؤه بدون لائحة. المشكلة الحقيقية في الإجازات الكثيرة التي يحصل عليها الأعضاء ومدة العمل 3 أيام فقط من الأسبوع فكيف يتم الإنجاز في العمل. في المقابل وعلي سبيل المثال برلمان 2012 كان العمل يومياً ولمدة 6 أيام ودائماً ما يكون النصاب القانوني مكتملاً. ولا أجد مبرراً لتقليص العمل في البرلمان الحالي 3 أيام فقط مما انعكس علي الوضع العام وأصبح هناك أعضاء غير مهتمين بالشأن العام والعمل السياسي. جمال الزيني "عضو مجلس شعب سابق بمحافظة دمياط" قال: برلمان "ألف ليلة وليلة" أفضل ما يمكن أن يطلق كاسم علي هذا المجلس. للأسف الشديد معظم النواب دخلوا المجلس ليعبروا عن آراء الشعب وقد تكون الانتخابات حرة ونزيهة وقت التصويت ولكن لا نضمن نزاهتها قبل عملية التصويت أو بعده. فنحن في مرحلة أخطر ما تكون في تاريخ مصر. ومنذ اللحظة الأولي لانعقاد المجلس وما حدث في الجلسة الافتتاحية وكل الدلائل تؤكد أن المجلس ضعيف. وأشبه برحلة للمجهول. ولا يجب أن نغفل أن هناك بعض الأعضاء القدامي أو حديثي العهد ولكنهم من الأعضاء المحترمين ويأملون في تقديم كل ما هو جيد لصالح مصر. ولكن هناك سيطرة من الأعضاء أصحاب الصوت العالي. ويبحثون عن الشهرة وتسليط الأضواء. معوض خطاب "عضو مجلس شعب سابق عن محافظة القاهرة" قال: لا يمكن الحكم كاملاً علي أداء البرلمان إلا بعد تفعيل اللائحة الخاصة بالمجلس.. وحتي الآن لا يوجد العمل البرلماني الصحيح والمتعارف عليه من طلبات إحاطة واستجوابات. أضاف أن ما يحدث ما هو إلا نتيجة للفراغ السياسي بالبرلمان. أكد عدد كبير من المواطنين أن غياب أعضاء البرلمان عن حضور الجلسات بالمجلس يعد ظاهرة ملحوظة خلال الأيام الأولي لعمل البرلمان وهو ما يعرضه إلي التأخر في إصدار القوانين والتشريعات التي تخدمهم وتحسن من مستوي معيشتهم. أوضحوا أن عدداً كبيراً من أبناء الدوائر الانتخابية يعتمدون علي فكرة نائب الخدمات ولا يعنيهم حضور النائب لجلسات المجلس من عدمه طالما يستجيب لطلباتهم. قالوا الحكم علي البرلمان الحالي لايزال مبكراً حتي ينتهي من المرحلة الإجرائية واعتماد لائحته الداخلية وتشكيل اللجان ويبدأ عمله بشكل رسمي. خاصة أن كثيراً من نواب الأقاليم والصعيد والمحافظات قد يتخلفون عن حضور الجلسات لبعدهم وعدم تواجدهم بالعاصمة لفترات طويلة. قال محمود عبدالوهاب - محاسب قانوني: غياب عدد من النواب عن حضور جلسات المجلس يعرض الكثير منهم إلي عدم الصلاحية وينذر بحل المجلس. مشيراً إلي أن عدداً كبيراً من النواب لا يصلحون ويعتمدون في عضويتهم بمجلس الشعب علي قضاء الخدمات لأبناء دوائرهم الذين لا يعنيهم حضور الجلسات من عدمه. قال أحمد مسعد وأمير صلاح - محاميان: البرلمان الحالي تأخر كثيراً في إجراء لائحته الداخلية وتشكيل لجانه المعنية بدراسة مشاكل المواطنين وحلها وفي حال تأخره أكثر من ذلك سوف ينقلب عليه المواطنون ويطالبون بحله لعدم إنجاز مطالبهم الكثيرة المتعلقة بالصحة والتعليم والصرف الصحي. أوضح سيد إسماعيل ومصطفي عبدالباري وأشرف صادق موظفون: إلي أنهم اعتادوا منذ قديم الأذل علي عدم ظهور نواب المجلس عقب نجاحهم في الانتخابات وبالتالي كثير منهم يذهب وراء مصالحه الخاصة وينسي وعوده لأبناء دائرته. قالوا إن هناك عدداً كبيراً من نواب الأقاليم والمحافظات لا يحضرون الجلسات بصفة مستمرة أما لانشغالهم بمصالحهم أو قضاء مصالح لأبناء الدائرة خارج المجلس.