تسعي الولاياتالمتحدة واسرائيل حاليا إلي إجهاض محاولات الفلسطينيين في الذهاب للأمم المتحدة الشهر المقبل للحصول علي اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية. واشنطن وتل ابيب تتذرعان بأن السبيل لهذا الاعتراف يكمن في استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي. لكن كل الشواهد التاريخية والمعطيات علي أرض الواقع تؤكد عدم رغبة إسرائيل في مفاوضات جادة مع الفلسطينيين تنتهي باتفاق سلام عادل يقضي بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967وعاصمتها القدس. فقد ذكرت تقارير إسرائيلية بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف في نقاش مغلق أنه تمت صياغة وثيقة مع الجانب الأمريكي تنص علي استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وأوضح أن الصيغة التوافقية تستند جزئيا إلي خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما.لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي جدد تمسكه بشرطه التعجيزي أن إسرائيل ستطالب خلال المفاوضات الجانب الفلسطيني بالاعتراف بها بصفتها دولة يهودية. وهذا الشرط المرفوض سيقضي علي حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة ويعطي لتل ابيب الضوء الاخضر لطرد سكان اسرائيل من العرب من داخل ما يعرف بالخط الاخضر. وقد أكد رئيس الوزراء الاسرائيلي مرارا وتكرارا علي أن القدس ستكون العاصمة الابدية لدولة اسرائيل وهو ما يرفضه الفلسطينيون والعرب جميعا. كما طرح نتانياهو منح الفلسطينيين تسهيلات اقتصادية بالضفة وحرية في التنقل وكأن الكفاح الفلسطيني علي مدار ما يزيد علي ستين عاما لم يكن من أجل استعادة الارض التي اغتصبها الكيان الصهيوني وزرع بها مستوطنين جاء بهم من مناطق مختلفة في العالم. وتقوم الدولة العبرية بتقويض فرص استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين باصرارها علي مواصلة الاستيطان وتهويد القدس. إذن المشكلة تكمن في التركيبة النفسية للمفاوض الاسرائيلي الذي يجيد المراوغة للهروب من الالتزامات بجانب السعي الدءوب إلي الحصول علي مكاسب كثيرة بلا مقابل.